بعد أن تواردت أنباء عن إقالة رئيس المخابرات
المصرية محمد فريد
التهامي من منصبه، وتعيين اللواء خالد فوزي بدلاً منه، تضاربت التكهنات حول سبب "القرار المفاجئ"، ورجح البعض أن يكون السبب متعلقا بصفقة المصالحة القطرية المصرية، فيما برر آخرون الأمر بتورط التهامي بالتسريبات الأخيرة.
صفقة المصالحة مع قطر
وفيما رشحت مصادر رسمية، أن سبب الإقالة هو سوء الحالة الصحية للتهامي، لم يستبعد محللون أن يكون إقصاؤه نابعا من مطالبة قطرية مقابل فتح صفحة جديدة مع مصر.
حيث يعتبر التهامي من أشد المعادين للإخوان المسلمين وامتداداتها في المنطقة، خاصة حركة حماس، والتي تدعمهما قطر.
وفي الجهة المقابلة، ستغير قناة الجزيرة وسياساتها وحدة هجومها تجاه مصر، وذلك ما أكده رئيس الديوان السعودي، خالد التويجري قائلا: "إن سياسات الدولة القطرية متمثلة في قناة الجزيرة تجاه مصر، ستتغير خلال الفترة المقبلة، بعد المصالحة (المصرية – القطرية)".
يشار إلى أن التهامي كان في رحلة عمل للمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي والتقى فيها بولي العهد الأمير سلمان ووزير الدفاع ومدير المخابرات.
التورط في التسريبات
من جهة أخرى، توقع نشطاء وصحف موالية لحزب الحرية والعدالة أن عزل التهامي جاء بسبب التسريبات التي خرجت من مكتب
السيسي مؤخرا وبثتها قناة مكملين، وقالوا إنه "كبش فداء" هذه التسريبات.
واعتبرت الكاتبة الصحفية نادية أبو المجد، أن الإطاحة بالتهامي، لها علاقة بتسريبات مكتب السيسي الأخيرة.
فيما قال الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن رئيس المخابرات المقال "كان فاسدا" في جهاز الرقابة الإدارية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لفضائية "الجزيرة مباشر مصر"، مساء أمس السبت: "التهامي وجهت له تهم فساد في عهد الرئيس محمد مرسي".
واللواء فريد التهامي الذي عزله الرئيس السابق محمد مرسي من رئاسة جهاز الرقابة الإدارية وأحاله إلى التقاعد بتهمة الفساد والتستر على أموال مبارك، وعين بعد سويعات من الانقلاب العسكري على رأس جهاز
المخابرات العامة، هو صاحب فكرة توجيه تهمة "التخابر مع حماس" لمرسي، وحسب تقرير نشرته صحيفة النيويورك تايمز، كان صمام الأمان وضابط منظومة الفساد لدولة مبارك.
التخلص من "دولة مبارك"
فيما رجح آخرون أن الأمر جاء استجابة من السيسي لهيكل، الذي دعاه للتخلص من رجال مبارك.
حيث دعا قبل نحو أسبوع، الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، السيسي، إلى ما سماه بـ "الثورة على نظامه"، وألمح حينها إلى أن المقصود بذلك رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك الذين لا يزالون يعملون معه.
وقال هيكل إن "السيسي لا يزل يعمل بنظام مبارك والإخوان، ويحتاج لبناء نظام خاص به".
وينظر للتهامي، بحسب وكالة "أسوشييتد برس" كأحد المتشددين الذين يقودون حملة الحكومة ضد الإسلاميين، مضيفة "ليس من الواضح بعد عما إذا كانت إقالته تعكس تغيرا ما في السياسات الحكومية".