الطريق ممهد لإحداث تغيير في الرؤية وتحديث الإستراتيجية وتطوير للوسائل والآليات والفعاليات
إدارة الإخوان ومجلس الشورى ومؤسساتها وآخرون يعكفون علي إجراء المراجعات
الجماعة تدخل كل يوم في حوارات ونقاشات مع الجميع.. النصائح والافكار تأتيها من كل صوب وحدب
فكرة تفويض صلاحيات مرسي لشخص آخر ضمن أفكار كثيرة لا تزال قيد الدراسة
لا وجود لأي مبادرات أو اتصالات مع سلطة الانقلاب
لسنا في وارد الحوار مع الانقلاب حتى يحمل عصاه ويرحل
لابد من خروج "العسكر".. وإعادة الأمر إلى الشعب وهو وحده من يقرر
نجحنا في تعرية وكشف الانقلاب.. والخلافات بداخله أنفجرت وبرزت على السطح
نرحب بأي كيان ثوري جديد يهدف للم شمل كل فرقاء يناير
الحرب الدائرة ليست على الإخوان بل ضد أهل السنة والجماعة
أرفض مصطلح احتواء الشباب لأن مكانهم الطبيعي في القيادة
كشف الدكتور حمزة
زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، عن أن دول العالم الحر تتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين، وإن كان ذلك بشكل غير معلن، متسائلا :" لو أن الأمور مستقرة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي فلماذا يتواصلون معنا؟".
وقال في حوار خاص مع "عربي 21" إن النظام يرسل لهم رسائله عن طريق غير مباشر بل ومباشر كما فعل "السيسي" عندما رحب بمشاركة "الإخوان" في الحياة السياسية بشرط نبذ العنف، ثم تراجع عن كلامه بعد أن رفضت الجماعة ذلك، مضيفاً :" الخلاصة لسنا في وارد الحوار مع الانقلاب حتى يحمل عصاه ويرحل، وفي اللحظة التي يرحل فيها العسكر نتحدث عن أمور كثيرة ليس هذا وقتها".
وحول أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة، تابع "زوبع" :" وثقنا فيمن لا يوثق به، واخترنا من ليس مؤهلاً لكي يكون شريكا لنا، ودفعنا ثمن خيانة السيسي والعسكر لنا وللشعب
المصري، ولكنهم سيدفعون الثمن، بل إنهم يدفعونه الآن"، مؤكداً أن جماعة الإخوان متماسكة وتطور من أدائها وتسعى لتلافي ما سبق من اخطائها، وتصحح بإرادة حرة مسارها، وتسعتين بالله وبقوة شبابها، وتعيد النظر فيما سبق بلا خوف ولا وجل.
وأكد "زوبع" أن "الإخوان" تدخل كل يوم في حوارات ونقاشات حرة مع الجميع - حتى من خارجها- وأن النصائح والأفكار تأتي قادتها من كل صوب وحدب، لافتا إلي أن الطريق مُمهد لتغيير في الرؤية، وتحديث في الإستراتيجية، وتطوير للوسائل والآليات والفعاليات، وكل ذلك جار وسيستمر في الجريان، فنهر الجماعة لم تتوقف مياهه عن الجريان يوما ما، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن المراجعات التي تجريها الجماعة هي عملية شبه مستمرة ولن تتوقف بإذن الله، وأنهم يثقون في قدرة الإدارة على اجتياز المواقف الصعبة وبناء شراكة حقيقية داخلية تحفظ للجماعة وحدتها وحيويتها، مشدّدًا علي نبذ الجماعة للعنف وقد نبذته بالفعل وأعلنت ذلك مراراً، وأنهم أيضًا يرفضون فكرة التكفير، لأنها مخالفة للدين ولأنهم أحد ضحاياها، وفي ذات الوقت يطالبون بوقف استخدام الدولة للسلاح ضد العزل من الشباب والأطفال والنساء.
كما كشف "زوبع" عن أن من يقوم بعملية المراجعة هي إدارة الإخوان ويراجعها مجلس شورى الجماعة ومؤسسات العمل بالجماعة وآخرون من أهل الرأي والفكر داخل الجماعة، مضيفاً :" الخروج بالنتائج قبل نضج الأمور غير محمود ولا مرغوب، وما أعتقده أن آذان الإدارة مفتوحة وعقول القائمين على الأمر أكثر انفتاحاً على الجميع بلا تفرقة سواء من داخل الجماعة أو من خارجها، وهناك رغبة في توسيع الشراكة".
وأوضح أنه للخروج من الأزمة الراهنة فلابد من خروج "العسكر" من المشهد وإعادة الأمر إلى الشعب وهو وحده من يقرر، نافياً ما يتردد من وقت لآخر بشأن وجود مبادرات سياسية أو اتصالات مع سلطة الانقلاب لحل الأزمة، مشيراً إلي أن فكرة تفويض صلاحيات الرئيس المعزول محمد مرسي لشخص آخر لا تزال قيد الدراسة ضمن أفكار أخري كثيرة.
وأعلن "زوبع" ترحيبه بأي كيان ثوري جديد يهدف للم شمل كل فرقاء ثورة يناير، قائلا :"نحن مع كل كيان يوحد الصفوف ويضمد الجراح ويستثمر القوى الحرة والحية، فلسنا ضد أحد، بل مع كل أحد في خندق الثورة، سندعم الثوار دون يافطات ودون شروط ودون طلبات، لأننا طلاب حرية وكرامة وعزة".
واستطرد:" ندرك أن الكفاءات المصرية كثيرة وموجودة ويجب تقديمها لخدمة الوطن، فأهلا بالكيانات الجديدة ومرحباً بالثوار سنقف معهم كما يقفون معنا ضد الانقلاب، ولو وضع أمام تحالف دعم الشرعية تحالف أوسع يضم الجميع بمواصفات واضحة ومنصفة فلن نتأخر".
نص الحوار:
هناك بعض التخبط والارتباك في صفوف الإخوان والمعارضة.. فما هي أسباب ذلك؟
بصراحة ومرة أخرى لا داعي لذكر كلمات وتوصيفات غير موجودة مثل (المعارضة)، أين هي المعارضة؟، المعارضة التي تمثلت بجبهة الإنقاذ هي التي حكمت مصر بعد الانقلاب، والآن ذهبت ولم تتحول إلى معارضة، لأن الانقلاب العسكري لا يفهم لغة السياسة.
وأتحداكم أن تجمعوا كم مرة وردت كلمة ديمقراطية وانتخابات وسياسة في خطابات السيسي منذ يوم الانقلاب وحتى اليوم، النتيجة قد تكون مضحكة إذا ما قورنت بكلمة الإرهاب والتطرف أو حتى كلمة (أنا) أو (أنتم يا مصريين).هذا النظام لا يعرف ماذا يفعل سوى ترسيخ أقدامه.
أما "الإخوان" فليسوا في حالة ارتباك ولو أن ما حدث مع الإخوان حدث مع أي فصيل آخر لما وجدت لهم ذكرا في الحياة. لقد تحمل الإخوان القتل والاعتقال والتعذيب والاستيلاء على الأموال والممتلكات ولا يزالون في الشارع وحول العالم يطاردون "السيسي" وزمرته وسوف يستمرون، لأنهم على يقين بصحة مواقفهم وسوء نوايا وأعمال الانقلابين الذين بدأ بعضهم ينفض من حول السيسي بعدما أدركوا - ولو متأخراً- أن السيسي مجرد جنرال بالترقي ليس له تاريخ عسكري ولا انجاز إنساني، وبالتالي فمصر كبير عليه جداً جداً.
مطالب تحالف دعم الشرعية التي رفعها مثل عودة الدكتور محمد مرسي ودستور 2012 ومجلس الشوري لم يتحقق منها شيء.. فما هي انجازات التحالف وكيف تقيم أداءه في ظل استكمال خطوات "خارطة الطريق"؟
الأمر ليس على هذا النحو، هل يمكنكم أن تقولوا إن المقاومة الفلسطينية لم تحقق شيئاً، أبدا فالمقاومة نجاحها في بقائها وفي قدرتها على إبقاء القضية حية وتعرية الطرف الآخر، وأنت تعرف أن الطرف الآخر تمت تعريته وتم كشف حقيقة انقلابه، وبالتالي مهما فعل فهو انقلابي، ولو استمر ألف عام فسنقاوم ألف عام، وسيبقى التحالف ومعه ضمير الأمة الرافض للانقلاب.
النظام حاول شق صف التحالف وهناك من يري إنه نجح في ذلك بالفعل بعد انسحاب حزبي الوسط والوطن.. ما ردكم؟
ليس اسمه النظام، اسمه الانقلاب هذا أولا، ثانياً لن يتوقف الانقلابيون عن فعل ذلك، وهذا يؤكد أنهم مرعوبون من التحالف وإلا فلماذا يسعون لشق صفه؟
ثالثاً: هل شاهدت ثورة الطلبة قبل أيام؟، هل تستطيع أن تقول لي إن انسحاب حزبي الوطن والوسط أثر في التحالف بعدما شاهدت هذه الثورة العظيمة. الخروج من التحالف خسارة لمن خرج وليس نقصاً من قدرة التحالف، والأيام ستثبت صحة ما أقوله مع احترامي وتقديري لمواقف الوسط والوطن ولقيادات كل من الحزبين.
هل تعتقد أن هناك خلافات داخل سلطة الانقلاب.. ومتي قد تنفجر؟
الخلافات أنفجرت وبرزت على السطح، وراجع مقابلة محمد حسنين هيكل مع لميس الحديدي قبل فترة قصيرة، فهناك صراع أجنحة بعدما أقصى السيسي كل من ساعده وسوف يستمر، لأنه جنرال لا يرتاح لسماع الرأي الآخر، لأنه تعود على إعطاء الأوامر وشراء الولاءات مثله مثل غيره من الجنرالات في كل مكان.
ولأن قائد الانقلاب عاش فترة من حياته في السعودية فهو يعرف طريقة ( السيف والمنسف) وهي العصا والجزرة، ولكن على الطريقة السعودية، وقد حصل على أموال كثيرة من الخليج ( 200 مليار جنيه حسب قوله) ووزعها واشترى بها ذمما كثيرة، وبالتالي هناك من لم يحصل على نصيبه فهو غاضب وحانق ليس من أجل مصر، ولكن من أجل نصيبه في الكعكة الخليجية.
كيف تنظر لمواقف الحركات الثورية التي تختزل مطالبها في إلغاء قانون التظاهر والإفراج عن المعتقلين.. وما هي رؤيتكم لـ "التيار الثالث" الذي يرفض العسكر والإخوان؟
هذه حركات مشكورة ومأجورة وتعمل في إطار السياسة التي قلت لك إنها غائبة، فهي تلعب في منطقة غير حية، لأن قانون التظاهر تم تكسيره وتحطيمه بالمظاهرات اليومية ولا حاجة للثوار به، أما الإفراج عن المعتقلين لفترة ثم اعتقالهم - كما حدث مع بعضهم- فما الفائدة منه؟ ثم الإفراج لا يجب أن يكون منة أو هبة، بل هو استحقاق قادم بفعل الثورة وليس بفعل طلبات البعض.
والسيسي نفسه قال إنه لن يفرج عن معتقلينا واعتبر أعداد المعتقلين التي تتجاوز الـ 40 ألفا ليست بالأعداد الكبيرة ويخشى خروجهم، لأنهم سينضمون للثورة، ناهيك عن قوله وبسخرية لا تعبر عن إنسانية ولا ضمير، بل عن استبداد ومكر وحقارة ليس لها مثيل (نقتلهم والا نعتقلهم).
ما هي أسباب فشل توحد ثوار يناير؟.. وما هو المطلوب من الجميع لإنجاح مثل هذه الدعوات؟
ميزة ثورة يناير أنها كانت لحظة تحد، ثم للأسف تم العبث بها، من كان يتوقع أن يتحول كمال أبوعيطة من نصير للعمال إلى وزير في عصر الانقلاب إلى مطبلاتي في نيويورك لدعم خطاب السيسي؟ من كان يتصور أن كمال أبوعيطة الذي دخل الانتخابات على قائمة تحالف حزب الحرية والعدالة يتحول إلى خصم غير شريف ينتقم من الإخوان وقياداتهم الموجودة في السجون ويفرح بقتل الثوار.
لقد جرت في النهر دماء كثيرة وبيعت ذمم واشتريت ضمائر واليوم نحن أمام الحقيقة عارية. أين الثوار إبحث عنهم وستجدهم في المعتقلات والسجون أو في الشوارع يتظاهرون وهم مصابون أو خارج حدود الوطن ممسكون على ثورتهم ويعضون عليها بالنواجذ.
اليوم لحظة الحقيقة نقدم التضحيات ولا نلوم غيرنا، نمضي وندعو من تكاسل، نسير على طريق الثورة نأخذ بيد من أراد، أما من يريدنا أن نلتف للوراء فلن نفعل وستمضي ثورتنا إلى الأمام إن شاء الله.
ما هو موقفكم من الكيان الثوري الجديد الذي أعلن عن محاولات تدشينه الدكتور أيمن نور.. وهل تواصل معكم بشأنه؟
نحن مع كل كيان يوحد الصفوف ويضمد الجراح ويستثمر القوى الحرة والحية، لسنا ضد أحد، بل مع كل أحد في خندق الثورة، سندعم الثوار دون يافطات ودون شروط ودون طلبات، لأننا طلاب حرية وكرامة وعزة وندرك أن الكفاءات المصرية كثيرة وموجودة ويجب تقديمها لخدمة الوطن، فأهلا بالكيانات الجديدة ومرحباً بالثوار سنقف معهم كما يقفون معنا ضد الانقلاب.
الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم التحالف ألمح – في حوار خاص لـ"عربي"- إلي رفضكم بشكل ضمني لهذا الكيان باعتباره يمثل معارضة الخارج وأنه قد تكون هناك جهات خارجية تقف ورائه.. ما ردكم؟
ليس على هذا النحو، نحن جميعاً في الساحة ولسنا وحدنا، والساحة التي أعنيها هي الداخل في الأساس حيث المقاومة والتحرك والنضال والخارج داعم فقط، وبالتالي فكلام د.خالد سعيد حقيقي ومن هذه الزاوية أفهم موقفه واحترمه واؤيده، لكن لو وضع امام التحالف تحالف أوسع يضم الجميع بمواصفات واضحة ومنصفة فلن نتأخر.
كيف تنظرون للمبادرات التي تم طرحها سابقا لحل الأزمة سياسياً؟
لا توجد مبادرات ولا (دياولو) كما يقولون.
بشكل واضح.. هل حدث تواصل مباشر أو غير مباشر بينكم والنظام سابقا أو حاليا؟
النظام يرسل رسائله عن طريق غير مباشر وحتى مباشر كما فعل السيسي عندما رحب بمشاركة الإخوان في الحياة السياسية بشرط نبذ العنف، ثم تراجع عن الكلام بعد أن رفضنا، والخلاصة لسنا في وارد الحوار مع الانقلاب حتى يحمل عصاه ويرحل.
وهذا كلام واضح لن تسمع غيره من أي قيادة في الإخوان أو الحزب أو التحالف، وفي اللحظة التي يرحل فيها العسكر نتحدث عن أمور كثيرة ليس هذا وقتها.
تردد أن الدكتور عماد عبد الغفور لعب دوراً بشأن التواصل بين التحالف والنظام.. ما معلوماتكم حول هذا الأمر؟
لا تعليق.
برأيك، لماذا لم يتم اعتقال الدكتور محمد علي بشر وغيره من قيادات التحالف الموجودة داخل مصر.. وهل هم بمثابة شعرة معاوية؟
لا معاوية ولا يزيد، هل تريدهم أن يعتقلوه؟! فليعتقلوه.
هل قيادات التحالف بالسجون لها أي دور بشكل ما أو بآخر في الأزمة؟
الجميع له رأي وله دور، ولكن كما تعلم الظروف لا تسمح.
الدكتور صفوت عبد الغني القيادي بالتحالف أكد سابقا أن التحالف يدرس فكرة تفويض صلاحيات مرسي لشخص آخر.. فإلي ماذا أنتهي هذا المقترح؟
فكرة مثل غيرها من أفكار أخرى كثيرة قيد الدراسة.
لماذا لم يحسم "الحرية والعدالة" والتحالف موقفهم من الانتخابات البرلمانية حتي الآن.. وكيف تنظرون للبرلمان المقبل؟
الحزب تم حله، والتحالف تم حله، والبرلمان القادم يتم حله لو فاز فيه إخوان - كما توعد السيسي- أين السياسة؟
كيف ترون ما وصلت إليه الإخوان بعد 86 عام من التأسيس؟.. وهل الأزمة الحالية هي الأكبر في تاريخها؟
أزمة كبيرة يتصدى لها رجال كبار وشباب على قدر من الوعي والمسؤولية وانصار حريصون على الدعوة.
ما هي أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة؟.. وكيف تأثرتم بها؟
وثقنا فيمن لا يوثق به، واخترنا من ليس مؤهلاً لكي يكون شريكا لنا، ودفعنا ثمن خيانة السيسي والعسكر لنا وللشعب المصري، ولكنهم سيدفعون الثمن، بل إنهم يدفعونه الآن.
البعض يقول إن الجماعة تواجه حربا داخلية وإقليمية ودولية.. فهل هي قادرة علي الصمود في وجه كل التحديات؟
الحمد لله وكما ترى قادرة وموفقة، والتاريخ والقرآن علمنا أنه في اللحظة التي استيأس الرسل جاءهم النصر المبين فلا تأس ولا تخف على الإخوان ولا على الاسلاميين ولا على المصريين، لأن لديهم رصيد كبير وتجارب عظيمة وإرادة قوية وثقة في الله غير مسبوقة.
هناك اتهامات للإخوان بالفشل في الحكم وأنها لا تجيد سوي المعارضة وتستمد قوتها من المحن.. ما ردكم؟
كم عدد سنين حكمنا، لم نحكم باتفاق الجميع، وصلنا للسلطة نعم، لكن حكمنا لا، فلا داعي للافتراء علينا.
ما هو تقييمك لأداء الإخوان حاليا؟
جماعة في مواجهة الأحزاب التي اجتمعت ضدها، ودعوة تواجه أعاصير الاستبداد التي تآمرت على وجودها، وأراها بفضل الله متماسكة تطور من أدائها وتسعى لتلافي ما سبق من اخطائها، تصحح بإرادة حرة مسارها، وتسعتين بالله وبقوة شبابها، تعيد النظر فيما سبق بلا خوف ولا وجل، وتدرك أن التعلم من الأخطاء هو الطريق نحو الإجادة.
الدكتور جمال حشمت تحدث سابقا عن "أمر فارق" ستتخذه الجماعة.. فهل كان تصريحأً غير مدروس أم قد ننتظره قريباً؟
الجماعة ولا أتحدث باسمها كل يوم في حوارات ونقاشات حرة، وأشهد الله أن الجميع حتى من خارجها حريص عليها، والنصائح والأفكار تأتي قادتها من كل صوب وحدب وأزعم أن الطريق ممهدة لتغيير في الرؤية، وتحديث في الإستراتيجية، وتطوير للوسائل والآليات والفعاليات، كل ذلك جار وسيستمر في الجريان، فنهر الجماعة لم تتوقف مياهه عن الجريان يوما ما.
هناك من تحدث عن غضب بين الشباب (من بينهم نجلك) وقادة الإخوان بسبب طريقة إدارة الأزمة سابقا وحاليا.. كيف ترون هذا الأمر.. وكيف يمكن لكم أحتواء الشباب؟
أرفض مصطلح احتواء الشباب، لأن مكانهم الطبيعي في القيادة، وهي المكان الذي يستحقونه، وهم يدفعون ضريبة الدم من أجل حرية الجميع، وبالتالي فكلمة الاحتواء في غير محلها، لا صراع يستحق الاحتواء، بل شراكة واجبة ومستمرة بين القيادة والأفراد، وهذه الشراكة لها متطلبات تختلف من وقت لآخر، وهي اليوم أشد ضرورة من ذي قبل.
وإدارة الأزمة عبارة غير دقيقة، بل المصطلح الدقيق هو حل الأزمة، وهي باختصار انتصار الثورة، وهو ما يستعجله البعض أو يرى أن هناك تأخير. ويجب على الإدارة شرح الاستراتيجية المتبعة ورفع مستوى وعي الجميع بها وتوضيح دور كل فرد في تنفيذها.
هل ما حدث يتطلب من الإخوان مراجعات شاملة للتنظيم وإعادة هيكلة شاملة لها؟
قلت إن مياهاً كثيرة تجري في نهر الجماعة ولن يتوقف نهرها عن الفيضان حتى قيام الساعة إن شاء الله، وكلما جرت المياه كلما نصحت ونصعت وبان بياضها وجمال وحسن منظرها، وهذه هي المراجعة باختصار وهي عملية شبه مستمرة ولن تتوقف بإذن الله ونثق في قدرة الإدارة على اجتياز المواقف الصعبة وبناء شراكة حقيقية داخلية تحفظ للجماعة وحدتها وحيويتها.
ما هي أبرز الخطوط العريضة للمراجعات التي تقول الجماعة إنها تجريها؟.. ومن الذي يقوم بها؟.. وهل ستكون علي غرار "دعاة لا قضاة"؟
أدرك مغزى السؤال، وأقول لك إننا ننبذ العنف ونبذناه وأعلنا ذلك مراراً، ونرفض فكرة التكفير لأنها مخالفة للدين ولأننا ضحاياها، ونطالب بوقف استخدام الدولة للسلاح ضد العزل من الشباب والأطفال والنساء.
أما المراجعة فتقوم بها الإدارة ويراجعها مجلس شورى الجماعة ومؤسسات العمل بالجماعة وآخرون من أهل الرأي والفكر داخل الجماعة وهذا متعارف عليه، والخروج بالنتائج قبل نضج الأمور غير محمود ولا مرغوب.
وما أعتقده أن آذان الإدارة مفتوحة وعقول القائمين على الأمر أكثر انفتاحاً على الجميع بلا تفرقة سواء من داخل الجماعة أو من خارجها، هذا ما اعلمه علم اليقين وهناك رغبة في توسيع الشراكة، وهذا أمر محمود ومرغوب ومطلوب.
متي تنتهي هذه المراجعات وما هو توقعكم لتأثيرها علي الجماعة والمشهد العام؟
الحرب الدائرة ليست على الإخوان، بل على أهل السنة والجماعة، وبالتالي فالمراجعات من المفترض أن تناقش مصير المسلمين في ظل تحالف قوى الشر العالمية والإقليمية على السنة وتحديداً على الإسلام السياسي.
هل من بعض التفاصيل بشأن الانتخابات الجزئية التي أجرتها الجماعة علي كافة مستوياتها.. وما تردد حول تصعيد 6 من الشباب لعضوية مكتب الإرشاد؟
لا تعليق.
وماذا عن قيادة حزب الحرية والعدالة؟
لا افهم السؤال في ظل وجود رئيس للحزب منتخب ومسجون.
كيف ترون مطالب البعض بتنحي كل قيادات الإخوان بل ومحاسبتهم باعتبارهم جزءا من الأزمة؟
لا أرفض رأياً يصدر من أحد، ولكنني أدعو الجميع للنقاش في إطار المؤسسة الجامعة أولا، والمحاسبة جزء من النظام الأساسي للجماعة.
كيف تري شعبية "الإخوان" بعد هذه الأزمة؟
مررنا بأوقات صعبة في ظل حملة التشويه والقتل المعنوي، ولكن والحمد لله نجتاز الموقف بعد أن فضح الانقلابيون أنفسهم بأنفسهم وأظهروا حقيقة الانقلاب برواياتهم وهم يفتخرون الواحد تلو الآخر بأنه تآمر على "مرسي" والإخوان.
هناك من طالب الإخوان بعدم تصدر المشهد بأي حال من الأحوال.. ما ردكم؟
هذا حقه، والأمر مردوده للشعب وليس لآحاد الناس سواء من يؤيد أو من يعارض.
ما ردكم علي ما يتردد حول الدور الذي يلعبه ما يسمي بالتنظيم الدولي للإخوان؟
أين هذا التنظيم؟
ما هي رؤيتكم لمستقبل الإخوان في ظل الظروف الراهنة والمرتقبة؟
أثبتت الأيام أن الإخوان دعوة مباركة وليست مجرد تنظيم أو هيكل، ونحن نؤمن بأن الدعوة تمضي في طريقها وهي تواجه تحديات جسام، وهي جديرة بأن تنتصر بإذن الله، المعركة كما وصفها الخصوم هي معركة وجود ونحن على يقين بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وأنه سبحانه وتعالى لا يصلح عمل المفسدين. علينا الأخذ بالأسباب وبناء تصورات واقعية وخطط إستراتيجية واختيار من يصلح لتصدر المشهد، وقبل ذلك التوكل على الله.
كيف تنظرون لمواقف المجتمع الدولي من الاعتراف بنظام السيسي.. وهل توقفت جهوده في محاولة حل الأزمة.. وهل أنتم علي تواصل مع جهات دولية أم لا؟
دول العالم الحر تتواصل معنا وإن كان بشكل غير معلن، فلماذا يتواصلون معنا لو أن الأمور مستقرة للسيسي.
كيف يمكن الخروج من الأزمة.. وما هي توقعاتكم لما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القادمة؟
خروج العسكر من المشهد وإعادة الأمر إلى الشعب وهو وحده من يقرر.