كشف الصحفي بقناة "الجزيرة" الإنجليزية
محمد فاضل فهمي، المحكوم بالسجن سبع سنوات في القضية المعرفة إعلاميا بـ"خلية ماريوت"، النقاب عن أسرار جديدة تتعلق بالصراع بين الرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد
مرسي والجنرال عبدالفتاح
السيسي، على خلفية إخضاع المؤسسة العسكرية لنظام الحكم.
ففي رسالة وجهها "فهمي" من محبسه بسجن طرة إلى الرأي العام، ونشرتها صحيفة "
المصري اليوم" الأربعاء تحت عنوان "عيدك وانتصاراتك سعيدة يا مصر"، روى أن "مستشار مرسي للعلاقات الخارجية" سرد له تفاصيل مقابلته المغلقة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكيف طلب منه أن يمده بالخبرة والتدريب في "كيفية التحكم الديمقراطي في القوات المسلحة".
وأوضح فهمي أن "مستشار مرسي" أخبره بأن مشكلة حدثت عند رجوعه لمصر، "لأن سيادة الرئيس السيسي -الذى كان وزير الدفاع في هذا الوقت- قد غضب عنما تسرب الحوار له"، على حد قول فهمي.
وزعم الصحفي -الذي أعلن أنه شارك في مظاهرات 30 حزيران/ يونيو، وأيد بيان الجيش في 3 تموز/يوليو- أن أوباما كان يأمل في أن ينجح المشروع
الإخواني في مصر كي يطبقه في دول مجاورة!
ووصف نفسه بأنه من مشجعي الديمقراطية. وزعم أن الإسلام السياسي كان سيقضي على مصر.
وشدد بعنصرية على أنه "كان يجب استئصال هذا السرطان الإخواني من جذوره كما فعلنا في 30 يونيو لإنقاذ هذا المريض من الموت"، على حد قوله.
ورفض تصريح الإدارة الأمريكية بعد صدور الحكم عليه بساعات بأنها ستخفض المعونة الأمريكية لمصر إذا لم يتم تنفيذ بعض شروطها، ومنها الإفراج عن صحفيي الجزيرة الثلاثة.
وقال: "أرفض بقوة الربط بيني وبين المعونة، وهذه التهديدات السخيفة التي لم أقبلها على ضميري". وأضاف: "أعلم جيدا أن دبلوماسية ليّ الذراع لن تفلح مع الرئيس عبدالفتاح السيسي".
وتابع: "أعلم أيضا أنه لن يستخدم حقه في العفو الشامل، ولكنني مستغرب من التصريحات المتناقضة من قِبَل العديد من المسؤولين المصريين".
واستنكر فهمي أن يتم اتهامه بأنه من الإخوان المسلمين قائلا: "يصعب عليّ جدا أن أدان بموجب المادة 86 من قانون الإجراءات الجنائية، وأصبح بين يوم وليلة عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين. لا أتذكر يوما أننى انضممت لحزب «الحرية والعدالة»، أو تدرجت فى سلم عضوية الإخوان من درجة «محب» إلى «عضو عامل» تحت رعاية قيادى إخوانى لأبارك شعار «السمع والطاعة»، وفق وصفه.
وتابع: "كل ما أتذكره هو هتافى ضد الإخوان فى مسيرات 30 يونيو، بعد أن تركت العمل الصحفى لعدة أشهر. أتذكر أيضا فرحتي أنا وخطيبتي، ونحن نصور طائرات قواتنا المسلحة، وهي ترسم القلوب في سماء القاهرة لتدخل في قلوبنا الطمأنينة في أيام لا توصف إلا بـ«السوداء» كان المرء يخاف فيها على أمه ونساء عائلته حتى من فكرة النزول إلى الشارع"، بحسب مزاعمه.
وأشار إلى أنه هتف ضد مبارك، في أول أربعة أيام من 25 حتى 29 من يناير 2011. وقال: "مثل الملايين من المصريين كان طموحي هو تغيير هذا الرئيس بقائد أقوى ينقذ مصر من طوفان الفساد والفقر، ولكن فكرة المساس بجيشنا أو جهاز شرطتنا كانت بالنسبة لي كابوسا تكرر أمام عيني من خلال تغطيتي العديد من الحروب في مناطق النزاع".
وتابع: "مع بداية 30 يناير توقفت عن الهتاف، لأنني بدأت العمل كصحفي ومعد في قناة «سي. إن. إن» الإخبارية في مصر، ومثل الكثير من الصحفيين عملت سبعة أيام في الأسبوع في تغطية المسخرة والمذابح السياسية، خصوصا بعد حكم الإخوان، حتى طفح الكيل"، على حد تعبيره.
وزعم أنه: "يوم أقف أمام السفارة الأمريكية أشرح فيه لمشاهد قناة «سي. إن. إن» على الهواء كيف يرفرف علم القاعدة على المبنى بمباركة محمد الظواهري، ويوم أتكلم عن إرهاب «حازمون» عند مدينة الإنتاج الإعلامي، ويوم استمع إلى جهادي يرغب في تشكيل مجموعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ويوم أرى قتلة الرئيس الراحل أنور السادات في منصة الاحتفالات بانتصارات 6 أكتوبر. كل هذا كان يزيدني قلقا على وطني الحبيب مصر".
وأشار إلى أن علاقته كصحفي كانت ممتازة مع كافة أجهزة الدولة السيادية: الرموز السياسية، والحركات الشبابية، وبدو سيناء، وحتى الإخوان والسلفية الجهادية، وأيضا الخارجين عن القانون، مذكرا بعبارة قالها المحامي خالد أبوبكر، دفاعا عنه فى المحكمة: «إذا صور أو أذاع صحفي مظاهرة تردد هتافات: (يسقط يسقط حكم العسكر) فلا يعني هذا أنه موافق أو معارض لهذه العبارات".
ورجا فهمي أن تسرع محكمة النقض في نظر قضيته، قائلا إنه إذا تمت إعادة المحاكمة، فإنه يرجو من مصر الأخذ في الاعتبار بشهادات رموزها وصناع تاريخها، مثل الدكتور فاروق الباز والمهندس نجيب ساويرس والسيد عمرو موسى والدكتور شريف دوس، الذين أدلوا بشهاداتهم الموثقة للمحكمة، والتي تفيد بأنني لست عضوا في جماعة الإخوان، وأنني أتسم بالمهنية والأمانة"، على حد قوله.
وأبدى اندهاشه من أنه زُج معه في القضية ببعض الطلبة الجامعيين «المحبين للإخوان» كما قالوا للنيابة، وفي يوم وليلة أصبحوا صحفيين أمام العالم، وأصبحت أنا أمير «خلية الماريوت». هؤلاء الصبية يرفعون شعار ملايين الطلاب في العالم وهو: «خُلِقْنا لنعترض».
وأضاف: "قابلتهم لأول مرة في حياتي في جناح الإرهاب في سجن العقرب، ولا أعرف ما علاقتنا كصحفيين بهم. لقد فوجئت بالتحريات تقول إنني التقيت بهم أكثر من مرة في فندق الماريوت، وهذا ما لم يحدث أبدا، وأنكرته تماما، وقلت لقاضي قضيتنا الجليل: «معكم هواتفنا المحمولة وحواسبنا الشخصية لمدة ستة أشهر، هل وجد أي رسالة أو إيميل يربط بيني وبين الطلبة أو حتى وجدت أرقام تليفوناتهم في تليفوني مثلا؟!»، ومع ذلك بعد عملي المتقطع مع القناة لمدة شهرين وثلاثة أسابيع فقط «شيلت الليلة»، ودفعت فاتورة تغطية قناة الجزيرة خلال السنوات الثلاث الماضية"، على حد تعبيره.
وأكد أن "الحكم عليّ بسبع سنوات «مشدد» جاء كضربة قاضية من محمد علي كلاي، بعد 12 جلسة لم تأت بدليل إدانة واحد بشهادة جموع الصحفيين الذين حضروا جميع جلسات المحكمة".