تستقبل مدن
مصرية عيد الأضحى الذي يحل بعد أيام، في ظل معاناة واسعة من أزمات طاحنة تتمثل في انقطاع
الكهرباء، وندرة
المياه، وقلة
الوقود، إذ عاد معدل الظلام للارتفاع إلى ساعات عدة، وظهرت الطوابير المصطفة لمسافات بعيدة أمام محطات الوقود، وشكا الآلاف من العطش، بعد انقطاع المياه لساعات، وأيام.
وتفاقمت أزمة الوقود في عدد من المدن، بالتزامن مع موسم حصاد الأرز، وشكا الأهالي في بعض المناطق من انقطاع مياه الشرب عن المنازل، فيما استمرت أزمة الظلام في بعض المناطق إلى أكثر من سبع ساعات.
أزمة عطش تضرب القاهرة
وشهدت مناطق مدينة نصر والمقطم والقطامية والمعادي انقطاعا مفاجئا للمياه منذ فجر السبت، استمر حتى الاثنين بسبب مشكلة فنية في روافع المياه التي تنقل المياه من المحطات إلى الشبكات المنزلية.
وتزامنت الأزمة مع مشكلات فنية أخرى في انقطاع خدمة المياه عن أجزاء من مناطق فيصل والهرم والدقي، فيما التزمت الشركة القابضة للمياه ومسؤولو وزارة الإسكان حالة من الصمت تجاه المشكلة، ولم تصدر أي تصريحات رسمية بخصوص أزمة العطش التي اجتاحت العاصمة، باستثناء بيان صحفي صدر عن اجتماع برؤساء الشركات التابعة للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وجه خلاله وزير الإسكان مصطفى مدبولي برصد مشكلات المياه المزمنة على مستوى الجمهورية للبحث عن حلول وميزانيات لها.
ولليوم الثالث، تواصل انقطاع المياه عن معظم أنحاء الحي الراقي بمدينة نصر، وسط استياء من المواطنين الذين لم يتمكنوا من قضاء احتياجاتهم اليومية والمعيشية والتوجه للعمل.
وعبر النائب البرلماني السابق مصطفى النجار عن غضبه واستيائه من تكرار قطع المياه عن المنطقة، واستمرار الأزمة لليوم الثالث على التوالي، قائلا: "الموضوع كدا ما بقاش فشل.. بس دي قلة أدب"، على حد وصفه.
وقال النجار، عبر تدوينات متتالية على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، في تعليقه على قطع المياه عن المنطقة: "إن هناك مدارس كثيرة بالمنطقة اضطرت إلى تعطيل الدراسة بصرف الطلاب قبل الميعاد المقرر، بسبب قطع المياه، التي حالت بينهم وبين قضاء حاجاتهم، حفاظا على صحتهم"، على حد تعبيره.
وانتقد النائب البرلماني السابق أداء الحكومة، بنداء ساخر وصف فيه الحكومة بـ"حكومة الجركن والشمعة"، قائلا: "نداء من مخيم مدينة نصر للاجئين المصريين إلى حكومة الجركن والشمعة: رجعوا الميه الناس هتفطس خلوا عندكم دم"!
وعلى الوتيرة ذاتها، أعرب مواطنون بمدينة نصر عن رفضهم لاستمرار انقطاع المياه لساعات طويلة.
وتساءلت هاجر هشام: "محدش عنده فكرة المياه ها تيجي إمتى في مدينة نصر.. ولا مش هتيجي أصلا".
وأضاف محمد أبو زيد: "نخلص من قطع الكهربا نلبس في قطع المياه"!
أزمة الكهرباء تعود بقوة
وفي سياق متصل، عادت ظاهرة الانقطاعات الكهربائية المتكررة في القاهرة والمحافظات، إذ أعلن المركز القومي للتحكم بالكهرباء الأحد قيامه بتخفيف أحمال بلغت 2700 ميجاوات، مع تزايد معدلات الاستهلاك لتصل إلى 26 ألفا و300 ميجاوات، وامتدت أوقات الذروة إلى ثلاث ساعات يوميا، اشتكى خلالها المواطنون من عودة ظاهرة انقطاع الكهرباء بعد تحسن دام أكثر من 10 أيام.
فيما قالت مصادر بالوزارة إن ارتفاع معدلات الاستهلاك هو السبب الرئيس في عودة الانقطاعات الكهربائية، مشيرة إلى أن معدلات استهلاك المواطنين ما زالت مرتفعة بالرغم من تحسن الحالة الجوية نسبيا بالمقارنة بالشهور الماضية، متوقعة استمرار الأزمة خلال الأيام المقبلة.
وفي المحافظات عادت الأزمة بقوة من جديد.. ففي قنا، انقطعت الكهرباء عن المدن والقرى شمال المحافظة، لأكثر من خمس ساعات، وطالب أصحاب المحال التجارية بخريطة واضحة لتخفيف الأحمال، مؤكدين أن هناك مناطق معينة تشملها عمليات التخفيف دون غيرها.
وفي المنوفية، عاد الانقطاع المتكرر للكهرباء بعد فترة استقرار نسبي، وقال المهندس محمد عسل، وكيل وزارة الكهرباء، إن الانقطاع جاء في محاولة لتخفيف الأحمال بعد ارتفاع الاستهلاك خلال الأيام الماضية.
وفي سوهاج، انقطع التيار ساعات عدة صباحا، وتوقفت محطات المياه عن العمل.
وفي المنيا، وصل معدل انقطاع الكهرباء إلى نحو سبع مرات في اليوم الواحد.
وفي الدقهلية، انفجر محول كهرباء رئيس في مدينة نبروة ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن قطاع كبير بالمدينة لأكثر من عشر ساعات وسط حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين المواطنين.
وفي القليوبية ضبطت الأجهزة الأمنية عصابة من أربعة أفراد لسرقة الكابلات الكهربائية بمدينة العبور، أثناء استقلالهم سيارة نقل محملة بـ 600 كيلو كابلات كهربائية.
طوابير أمام محطات الوقود
ومع أزمات الكهرباء والمياه عادت أزمة نقص الوقود، واصطفاف طوابير السيارات أمام محطات الوقود.
فشهدت شوارع مدينة أسيوط، تكدس السيارات أمام محطات الوقود، بسبب نقص البنزين والسولار.
وفي البحيرة، امتدت طوابير السيارات أمام محطات الوقود لتصل إلى حرم الطريق الزراعي، وأعرب الفلاحون عن غضبهم بسبب عدم السماح لهم بالحصول على السولار والبنزين داخل "جراكن"، وأشاروا إلى أنهم اضطروا لشراء الوقود من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وهو الأمر الذي تكرر في مناطق عدة بالمحافظات المختلفة.