كتب عماد الدين حسين: سألت مسؤولا مصريا مطلعا على حقيقة العلاقات المصرية ــ القطرية: هل سوف تخف حدة توترها إذا حدثت
مصالحة خليجية قطرية؟!.
قال الرجل: لا نتوقع ذلك.
قلت له: هل نتواصل معهم بأي طريقة؟!
قال: ليس كثيرا، وهم بعثوا برسالة غير مباشرة لمصر حينما أوقفوا بعض البرامج التي كانت مخصصة
في التهجم على مصر في قناة الجزيرة.
قلت له: ألا يعتبر ذلك رسالة إيجابية؟!.
قال المسؤول: الأمر يشبه أنهم كانوا يوجهون لنا شتائم بصورة بذيئة جدا ثم غيروا ذلك إلى السب بصورة أقل حدة.. هم يواصلون أسلوبهم لكن بطرق مختلفة.
أضاف المسؤول أن قطر أرسلت لنا أكثر من رسالة عبر أطراف متعددة خلاصتها انهم سوف يتغيرون، لكن لم نر نتيجة على الأرض حتى الآن.
سألت المسؤول: ما هي الدرجة التي سوف تشعرون عندها أن تصرفات قطر تغيرت؟!
رد المسؤول بصورة حازمة: هناك أمر رئيسى هو ان يتوقف تدفق الأموال القطرية إلى الداخل المصرى، وهى أموال نظن أنها تلعب الدور الأكبر فى تمويل التحريض والعنف والإرهاب. إذا توقف تدفق هذه الأموال، وقتها سوف يمكننا تحمل أى شيء. لأن هذه الأموال هى الداعم الأكبر للإرهاب، وللأسف الأشقاء فى قطر لا يريدون أن يصدقوا أنهم بهذا الدعم المباشر حينا وغير المباشر حينا يساهمون بشكل مباشر فى الإرهاب.
سألت المسؤول: وما هو الدليل الذى تملكه
القاهرة لكى تدين به قطر فى عملية التمويل، خصوصا ان تقارير كثيرة تحدثت عن أموال عبر حقائب دبلوماسية، لكن لم يتم كشفها علنا او تقديم دليل مقنع عليها؟!
قال المسؤول ان الأمر معقدا جدا، ولا يمكن كشف تفاصيله الآن، لكن كل ذلك سوف يأتى لاحقا، وهناك ألف طريقة لإدخال الأموال ليس بصورة مباشرة او عبر حقائب دبلوماسية كما يتحدث البعض، لكن عبر شركات وأطراف ثالثة، وبعضها يتم بشكل قانونى تماما، وبعضها يمكن ان يدخل عبر الحدود الليبية فى الشاحنات التى تهرب الأسلحة.
إضافة إلى الأموال يعتقد المسئول المصرى البارز ان الخطوة الثانية ان توقف قطر «القصف الإعلامى المتدفق إلى مصر كل ثانية تقريبا»، وعليها ان تدرك ان صبر المصريين لن يستمر طوال الوقت.
المسئول يقول ان التدخل القطرى وصل إلى درجة غير مسبوقة، ونتمنى أن يقتنع الأشقاء ان المصريين العاديين البسطاء وصل لهم إدراك ويقين كاملين ـ بغض النظر عن دقته ـ بأن قطر تتآمر ضد مصر.. هذا الإدراك سيكون رد فعله أخطر مما تتصور
الدوحة.
المسؤول المصرى قال ان القاهرة لا يشغلها ان يقيم فى الدوحة بعض المعارضين أو حتى بعض قيادات جماعة الإخوان، لكن المهم بالنسبة لنا هو ماذا يفعلون هناك، وهل يقيمون مثل مئات الآلاف من المصريين العاملين هناك أم يتآمرون ضد بلدهم، وهل تساعدهم قطر فى هذا الأمر أم لا؟!.
بعد كل ما سمعته من هذا المسئول، ثم بعد ما قاله علنا رئيس الجمهورية وبالتفاصيل من ان قطر ومعها تركيا وجماعة الإخوان تهدد الأمن القومى المصرى فإن كل المؤشرات تقول ان العلاقات المصرية ــ القطرية تسير نحو قاع جديد.
(بوابة الشروق المصرية)