حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من انزلاق
ليبيا نحو أتون الحرب الأهلية، بعد قيام اللواء المتقاعد خليفة
حفتر بمحاولة
انقلابية.
وقالت الصحيفة إنه "في الوقت الذي يتناقش فيه نواب الكونغرس حول فتح تحقيق جديد لا معنى له في الهجوم على البعثة الأمريكية في
بنغازي أيلول/ سبتمبر 2012، بدأت أحداث العالم الواقعي في ليبيا تأخذ منعطفا نحو الأسوأ".
وأشارت إلى أن حفتر الذي قضى سنوات طويلة في فرجينيا الشمالية بأمريكا شن هجوما ضد الثوار الذين يسيطرون على أجزاء من مدينة بنغازي وطرابلس، وكذلك ضد المؤتمر الوطني، و"النتيجة كانت هي أن ليبيا تنتقل من الفوضى السياسية إلى حرب أهلية شاملة".
وقالت الصحيفة في واحدة من افتتاحياتها إن "حفتر الذي حصل على المواطنة الأمريكية، يبدو وبطريقة سطحية جذابا للبعض في الغرب، فعمليته العسكرية التي يطلق عليها (عملية الكرامة) موجهة وبشكل محدد ضد الإسلاميين المتشددين، الذين حاولوا تنحية القوى العلمانية التي حاولت قيادة ليبيا نحو الديمقراطية بعد سقوط الديكتاتور معمر القذافي".
وأضافت إن أول هجوم قام به كان موجها ضد حركة أنصار الشريعة التي يعتقد أنها لعبت دورا مركزيا في هجوم أيلول/ سبتمبر 2012 على القنصلية ألأمريكية.
ومضت الصحيفة قائلة "يقارن البعض في ليبيا حفتر بعبد الفتاح السيسي، الجنرال الذي قاد انقلابا ضد الحكومة الإسلامية، وقام منذ ذلك بقمع
الإخوان المسلمين".
ولكن المقارنة ليست دقيقة كما تقول "واشنطن بوست" فحفتر، لن يكون أكثر قدرة على إعادة الأمن للبلد مثل السيسي، فقواته هي خليط تضم أجزاء من القوة الجوية والبحرية الليبية، وعددا من الميليشيات المسلحة، تواجه معارضة قوية من الفصائل الإسلامية، ومقاتلين أشداء من مدينة مصراتة، والتي كانت نقطة محورية في الثورة ضد القذافي".
وأوضحت أن أبرز المعوقات التي تواجه حفتر هو تاريخه "فقد ساعد القذافي في الوصول للسلطة في ثورة عام 1969، وبعد ذلك أنشأ حركة معارضة حصلت على دعم من الـ(CIA)، ويبدو حفتر لا يملك برنامجا سياسيا غير سحق الإسلاميين". مشيرة إلى تصريحاته الأسبوع الماضي للصحيفة حيث قال "نرى في المواجهة الحل".
وتتفق الصحيفة مع فكرة الحل العسكري لمواجهة الفصائل الإسلامية المرتبطة بالقاعدة من أجل تحييد هذه القوى، لكن لا يمكن سحق القوى الإسلامية الواسعة والمتنوعة من خلال عملية عسكرية.
ولفتت إلى أن البيان الأمريكي والأوروبي المشترك يوم الجمعة، أكد على أهمية العملية السياسية القائمة على التوافق "حيث أبتعد الغرب -وكان مصيبا في موقفه- عن حفتر" وأكد البيان على استعداد الغرب لدعم عملية مصالحة شاملة.
وتقول الصحيفة إن "إدارة أوباما وحلفاءها مدينة لليبيا بهذا الدعم، فقد قاموا بدعم حركة المقاتلين التي أطاحت بالقذافي، ولكنهم أوصلوا البلاد إلى هذه النقطة عندما فشلوا بإنقاذ البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية"، فالغرب الآن يدعم برنامج تدريب على قاعدة مصغرة لقوات الأمن الليبية.
وتتساءل "كيف سمحت إدارة أوباما لليبيا بالانزلاق نحو الفوضى؟، موضوع يستحق من الكونغرس القيام بالتحقيق فيه، ولن يتم هذا بدون أن يحرر الجمهوريون أنفسهم من نظريات المؤامرة الزائفة حول هجوم بنغازي".