قالت صحيفة "الغارديان" إن الحكومة المركزية في
طرابلس تواجه مخاطر انتشار العنف في أنحاء جديدة من البلاد بعد سلسلة الهجمات التي قادها الجنرال المتقاعد، خليفة
حفتر، على معاقل للإسلاميين في مدينة
بنغازي ومقر المؤتمر الوطني في العاصمة طرابلس.
وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف من توسع دائرة الحرب زادت بعد انضمام قاعدة طبرق الجوية إلى حفتر، الرجل الذي له روابط مع الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن معظم الضحايا كانوا في بنغازي التي هوجمت فيها مواقع تابعة لحركة "أنصار الشريعة" الإسلامية.
ويذكر أن الجنرال السابق فر إلى الولايات المتحدة في الثمانينيات من القرن الماضي، وشارك في الحملة التي قادتها قوات الناتو للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، إلا أنه يقول إن الحكومة والمؤتمر الوطني فقدا الشرعية، مؤكدا على أنه لا يسعى إلى القيام بمحاولة انقلابية، ولكن يريد مقاتلة "الإرهاب"، على حد قوله.
وفي الوقت الذي يشوب العاصمة الليبية هدوء حذر، إلا أن السعودية أعلنت عن إغلاق سفارتها، وأغلقت تركيا قنصليتها في بنغازي، وألغت شركة الخطوط الجوية لليبية "الإفريقية" رحلاتها إلى لندن، فيما أرسلت الجزائر وتونس تعزيزات عسكرية للحدود مع
ليبيا.
وقالت الصحيفة إن ليبيا تعيش حالة من عدم الاستقرار، حيث فاقمت المواجهات بين الميليشيات من مشاكل الحكومة التي تحاول فرض هيبة الدولة، والحصول على الشرعية.
ولا يزال مشروع الدستور الجديد قيد الإعداد، ولم يكتب بعد، فيما شهدت البلاد ثلاثة رؤساء وزاريين منذ انهيار حكم العقيد القذافي.
وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر يقود تحالفا واسعا من القبائل والجماعات المسلحة والجيش، ويحظى بدعم في منطقة برقة في شرق البلاد، وفي مناطق الغرب حيث الثروة النفطية.
وأضاف التقرير أن عملية "الكرامة" خطط لها منذ أشهر، من خلال لقاءات سرية مع زعماء القبائل وقادة في الجيش، حيث قامت وحدات جوية بمهاجمة مواقع أنصار الشريعة، فيما هاجمت وحدات الزنتان مقر المؤتمر الوطني.
وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر ربما حصل على نتائج من خلال التنازلات التي قدمتها الحكومة الانتقالية من اقتراح انتخاب رئيس وزراء جديد، وتعليق عمل المؤتمر الوطني لحين الانتخابات.
وأهم ما في الأمر -بحسب الصحيفة- هو أن المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" والبنتاغون قد ترحب بالعمليات العسكرية التي يقوم بها حفتر، ويظهر هذا من خلال تحليق طائرات الاستطلاع في الأجواء اللييبة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تراقب بحذر صعود الجماعات المتطرفة، واختطاف السفير الأردني الذي أطلق سراحه بعد إطلاق الأردن سراح ليبي متهم بتنفيذ هجمات في الأردن.
وقالت الصحيفة إن الحكومات الغربية كانت تدفع الإسلاميين والمعارضة للاتفاق على تحديد انتخابات جديدة.
وقال دبلوماسي إن "كل طرف يراقب بتوتر الطرف الآخر، والمفتاح هو الانتخابات"، بحس ما نقلت عنه الصحيفة.