قال الكاتبة
الإسرائيلية سمدار بيري إن المطبعين في العالم العربي مع إسرائيل يدفعون "ثمنا باهظا".
وأوضحت بيري في مقال لها نشرته صحيفة يديعوت احرونوت، الأحد، كلمة الذم "
التطبيع" أوجدت بعد اتفاقات السلام مع
مصر قبل 35 سنة، فورا مشيرة إلى أن الاتفاقات تحدثت عن سلسلة طويلة من التعاون لتعظيم جو "السلام"، لكن التطبيع ولد للتشويش على ذلك.
وأضافت أن كل من ضُبط على علاقة بإسرائيليين وكل من دعا إلى بيته زوارا من إسرائيل أو ظهر مع إسرائيليين في شارع أو في مطعم أو وافق على المشاركة في مؤتمرات أكاديمية مع إسرائيليين تلقى فورا اسم الذم "مُطبع".
وتحدثت بيري عن خبير الأمراض الباطنية الراحل الدكتور محمود بدر الذي زار إسرائيل لإحداث انطباع عن التخصص في المستشفيات الإسرائيلية بعد أن نال المباركة من القصر الرئاسي في القاهرة فقط.
وقالت إن بدر كان رائد "المُطبعين" وحينما عاد وجد نفسه في قائمة "التطبيع" السوداء، وتم عزله عن اتحاد أطباء مصر وجاء بعده الكاتب الساخر علي سالم الذي جاء إلى تل أبيب فجأة وتجول فيها لثلاثة أسابيع وحينما عاد جلس ليكتب كتاب تجارب شخصية الأمر الذي أثار ضجة في كل أنحاء العالم العربي بالإضافة إلى طلب اتحاد المسرحيين في القاهرة أن يعتذر عن المبادرة التلقائية، وحينما أصر على الرفض عزلوه بطريقة "مهينة" وحظروا تشغيله في الإذاعات وفي وسائل الإعلام.
وأشارت بيري إلى أن الأمر لم يقتصر على مصر ففي الأردن أيضا بعد وادي عربة تبنوا عقوبات "التطبيع" وكان "يجب على الملك بجلاله وبنفسه أن يتدخل كي يخلص صحفيا أجري معه لقاء صحفي لوسيلة إعلامية إسرائيلية بعد السلام.
وتحدثت بيري عن التهديدات التي تلقاها الممثلان الساخران نبيل صوالحة وهشام يانس خلال زيارتهما لإسرائيل بالإضافة إلى تحذير اتحاد الصحفيين عن عقاب من ضُبطوا بـ "التطبيع".
وفي المغرب أيضا يحذرون من "التطبيع"تقول بيري، مشيرة إلى حادثة هروب دبلوماسي إسرائيلي من النافذة الخلفية في منتصف مؤتمر دولي خشية أن يغتالوه، على حد وصفها.
وقالت إن هذه الأيام تشهد جدلا ساخنا في حكومة تونس لأن وزراء يهددون بالإطاحة بوزراء آخرين تجرأوا على أن يقولوا إنهم يؤيدون دخول أصحاب جوازات سفر إسرائيليين لزيادة الإيرادات من السياحة و"الحجة كما هي دائما أنه لا يجوز التطبيع مع العدو ما لم تنشأ دولة
فلسطينية".
واعتبرت الكاتبة أن آخر ضحايا المطبعين هو الدكتور محمد الدجاني من جامعة القدس الفلسطينية، ففي الشهر الماضي أخذ معه 27 طالبا جامعيا لزيارة معسكرات الإبادة النازية في بولندا وكتب بتأثر كبير عن الجولة ونشر صورا من معسكر أوشفيتس للاعتقال وأعلن أنه إذا حصل على تمويل فسيأخذ إلى هناك مجموعات أخرى من الفلسطينيين من طلاب الثانويات والنساء الرائدات والمفكرين والصحفيين، وقد سمى ذلك "جولة دراسية".
وأضافت أن الدجاني "أصر على أنه يجب على الفلسطينيين أن يروا بأعينهم ثمن الفظاعة النازية".
ولفتت إلى أنه وفي نهاية الأسبوع الماضي وقعت على الدجاني "موجة مفاجآت سوداء، فوسائل الإعلام الفلسطينية تنعته بأنه "خائن" و"عميل" وأعلن اتحاد محاضري الجامعات أنه مطرود بسبب "التطبيع" وداهمت مجموعة من طلاب الجامعات مكاتب أستاذ الجامعة وتركت رسائل تهديد للدجاني كي لا يخطر بباله أن يعود إلى الحرم الجامعي".