قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في افتتاحيتها الأحد، إن على الولايات المتحدة أن تضغط على حكومة
الانقلاب لتغيير نهجها
القمعي.
وأضافت الصحيفة: "بعد تسعة أشهر من انقلاب القوات المسلحة
المصرية على رئيس البلاد المنتخب، أعلن قائد الانقلاب نيته خوض انتخابات الرئاسة الشهر القادم، ولكن حتى لو نجح
السيسي في الانتخابات فإنه لن يستطيع إعادة الاستقرار والرخاء إلى البلاد ما دامت حكومته تقمع المعارضة السياسية. وعلى الولايات المتحدة أن تستخدم ما لديها من نفوذ على مصر للضغط على السيسي؛ ليتخلى عن عقلية الحصار ويفتح حوارا مع المجموعات المعارضة".
ونوهت إلى أن استقالة السيسي الشكلية من منصبه كوزير للدفاع، وإعلانه أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة تبدو وكأنها "العودة إلى المستقبل" بالنسبة لمصر، فقبل انتخاب محمد
مرسي للرئاسة عام 2012 تعاقب على مصر سلسة رؤساء جذورهم عسكرية. ولكن يبدو أن السيسي يخادع نفسه بأنه يستطيع أن يحكم بنفس الغطرسة التي حكم فيها أسلافه باتهام معارضيه بالإرهاب وقمعهم. ومع أن المصريين خابت آمالهم من عجز مرسي؛ إلا أن الربيع العربي أطلق رغبة بالإصلاح السياسي، ولا يمكن كبت هذه الرغبة إلى الأبد.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه وبدلا من التفاعل مع المعارضة وتبني التعددية؛ فإن الحكومة المصرية تتبع سياسة الأرض المحروقة. فجماعة الإخوان المسلمين أُعلنت منظمة إرهابية، ومرسي يحاكم بتهم جنائية، وقمعت الحكومة الناشطين والمدونين ومنتجي الأفلام والصحفيين. وتم الحكم على 529 متهما بالإعدام الشهر الماضي دفعة واحدة في قضية مقتل ضابط شرطة. وفيما قد يعتبر "التصريح المتحفظ" للعالم علق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على الأحكام قائلا: "من غير المنطقي" أن تحقق محاكمة مدتها يومين لهذا العدد الكبير من المتهمين المعايير الدولية للإجراءات القانونية الواجبة.
ونبهت الصحيفة الحكومة المؤقتة التي صادقت يوم الخميس على عقوبات أقسى للجرائم "المتعلقة بالإرهاب"، ظاهريا كرد فعل على الهجمات العنيفة على قوات الجيش والشرطة، إلى أن هذه التدابير لن تجعل مصر أكثر أمنا على المدى الطويل إذا استمرت الحكومة في قمع ومعاقبة وعزل المعارضين. وإن لم يكن البلد آمنا فإن اقتصاده بما فيه السياحة سيعاني أيضا.
كما ذكرت الصحيفة أن إدارة أوباما حثت الحكومة المصرية على السعي إلى حوار سياسي، وحاولت الضغط عليها بمنع المساعدات الاقتصادية والعسكرية. ولكن المسؤولين في الإدارة أشاروا إلى رغبتهم في إعادة إمداد الجيش المصري بالمعدات بما في ذلك طائرات الأباتشي التي "ستستخدم ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء"، حيث أصبحت تشكل منطقة خارجة عن القانون بمحاذاة إسرائيل. ولكن قبل رفع الحظر القائم، فإن على الولايات المتحدة أن تصر على تغيير الحكومة المصرية أساليبَها القمعية.