وصف الإعلامي الساخر باسم يوسف ما يحدث في
مصر حاليا بأنه: "شهادة وفاة لكل ما حلمنا به من ديمقراطية وعدالة وعيش وحرية والذي منه"، مضيفا أن الخوف قد خيم على كل شيء في مصر، وأن الغضب يكسب".
وقال يوسف -في مقال بعنوان "كلام فارغ في وقت ضائع"، بجريدة "الشروق" الثلاثاء 28 كانون الثاني/ يناير 2014- إن الرعب سيد الموقف في مصر الآن. وأضاف: "كلمة إخوان أصبحت السيف المعلق على رقاب أى معارض"، مشيرا إلى أنه تم إلقاء القبض على نازلي حسين ابنة الحقوقية غادة شهبندر، وآخرين لمجرد رفعهم صور الشهداء فى طريقهم لميدان التحرير. وقبل أن تسأل عن التهمة، فهي جاهزة: إنهم إخوان. خلاص خلصت القضية"، بحسب تعبيره.
وتابع ساخرا: "قبضوا على نازلي وأصدقائها لأنهم يرفعون صور الشهداء، ولكن الذكي منهم من توقف لشراء صور الفريق
السيسي ليعود إلى بيته بأمان!
وواصل سخريته بالقول: "هيا بنا نحتفل بالذكرى السنوية لثورة يناير، التي دفنت في نفس الميدان الذى ولدت فيه تحت أقدام من يرون أنها نكسة".
وحذر يوسف في مقاله من أنه: "ياليت
الإخوان وحدهم دفعوا الثمن، فكل من يتكلم معارضا للسلطة والنفاق والتطبيل أصبح يصنف معهم".
وحاول أن يبدو موضوعيا فقال: "يمكننا أن نفتح بوابة جحيم المؤامرات من عينة أن الداخلية هي التي خططت وفجرت لتأليب الناس على معارضي السلطة، أو ان الإخوان يقتلون أنفسهم بأنفسهم ولكن أنا وأنت مللنا من هذا الهراء".
وتابع الحديث: "الآن لن يستطيع أحد .. أن يتكلم في أي موضوع آخر.. حاول أن تناقش فساد الحكومة أو فشل الصحة والتعليم والداخلية.. حاول أن تتكلم عن عودة النظام السابق وألاعيبه ورجاله.. اخرس. فلا صوت يعلو فوق صوت الحرب على الإرهاب".
باسم ملأ مقاله بالتحامل على الإخوان، حتى إنه قال: "كلنا ندفع ثمن غبائكم وغباء خيرت الشاطر ورفاقه.. لعنة الله عليهم جميعا".. في وقت صمت فيه تماما عن الورود على ذكر جرائم العسكر، والانقلاب، ومذابحه.
يُذكر أن باسم يوسف ظل يهاجم الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، ويتتبع عثراته وزلاته، طيلة عام كامل، في برنامجه الساخر الشهير "البرنامج"، دون أن يتعرض لأي إساءة أو توقيف.
لكن عندما وقع الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو الماضي، حاول العودة في الموسم الجديد بـ"البرنامج"، وانتقد في الحلقة اليتيمة التي قدمها على استحياء- ما اعتبره خداع العسكر للشعب، موجها نقدا مرا -كالعادة- للإخوان، حتى إنه أبدى مشاعر التشفي في مذابح رابعة والنهضة وغيرهما.
لكن أتباع السيسي لاحقوه ببلاغات عدة أمام النائب العام، كما وجهت القناة التي تبث البرنامج بيان اعتذار للجماهير عن أدائه.. وهكذا تم ممارسة جميع أشكال الضغوط عليه، ما أسفر عن وقف "البرنامج" في النهاية، فاكتفى بكتابة مقال أسبوعي في جريدة "الشروق"، يملؤه عادة بالسباب في الإخوان، ويحملهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في مصر، وأنهم السبب وحدهم فيما حدث، وأنهم يستحقون ما يحيق بهم من قتل، ومطاردة، واعتقال، ومعاملة عنصرية، تصل إلى حد الإبادة.
ولم يتمعر وجهه مما يحدث من انتهاكات مريعة لحقوق الإنسان، كما لم يتحل بأي شجاعة أدبية في مواجهة انتهاكات العسكر، والتيار المتواطئ معهم من رجال الأعمال، وأحزاب جبهة "الإنقاذ"، التي وضعها الانقلاب في سدة الحكم، دون أي تحسن يُذكر في أحوال المصريين، أو أي حفاظ على حريات الرأي والتعبير، باعتبارها من مكتسبات ثورة 25 يناير، ومكتسبات عهد مرسي.