تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا سربتها وزارة الداخلية للدكتور
هشام قنديل، رئيس الوزراء في عهد الرئيس محمد مرسي،تكشف تعرضه للتعذيب والاعتداء عليه عقب القبض عليه.
واعتقلت الشرطة قنديل يوم الثلاثاء الماضي، تنفيذا لحكم قضائي بحبسه لمدة عام، بسبب امتناعه عن تنفيذ حكم قضائي في أواخر سبتمبر بإعادة شركة تم خصخصتها إلى إدارة الدولة، كما قرر القضاء في مطلع الشهر ذاته تجميد أموال قنديل ومنعه من مغادرة البلاد.
تعذيب ومعاملة مهينة
وأظهرت الصور وجود كدمات واضحة على وجه قنديل،كما ظهر في الصور المعاملة السيئة التي تلقاها حيث ظهر معصوب العينين ومقيد اليدين بالمخالفة للقانون، رغم تواجده داخل أحد المقرات الأمنية حيث يجلس بجواره رجل شرطة بزي مدني.
وقارن كثير من
المصريين بين المعاملة "المهينة" التي تلقاها قنديل، والمعاملة "الممتازة" التي تلقاها رموز نظام مبارك وقت القبض عليهم، حتى أن بعض مقاطع الفيديو أظهرت رجال شرطة يؤدون التحية العسكرية لجمال مبارك نجل الرئيس المخلوع وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وقت دخولهما قاعة المحكمة في إحدى جلسات محاكمتهما.
ووصف أحمد حلميعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين، طريقة القبض على قنديل بالـ "مهينة" وغير المناسبة لرجل كان مسئولا في الدولة، موضحا أن آلاف الأحكام بالسجن للامتناع عن تنفيذ حكم قضائي لم تنفذ على أي مسئول بالدولة من قبل.
وقال حلمي - في مداخلة على قناة "الجزيرة مباشر مصر" إن هذه طريقة
اعتقال سياسي تتعمد إهانته، لأن الشرطة لا تتعامل مع المجرمين بهذه الطريقة.
من جانبه قال خالد تليمة نائب وزير الشباب أحد نشطاء ثورة يناير إن ظهور قنديل بهذا الشكل يسبب زيادة الاحتقان بين جماعة الإخوان والشعب،وتابع نحن في غنى عن مثل هذه الصورة فالمطلوب هو الصور الإنسانية وليست الصور المسيئة.
واستنكر نادر بكار مساعد رئيس حزب النور، طريقة إلقاء القبض على رئيس الوزراء السابق، مؤكدا أن هذا الأمرلا يمت للشرع ولا لحقوق الإنسان ويعد انتهاكا لخصوصية وكرامة المواطن المصري.
وقال ''بكار'' في لقاء تلفزيوني مساء الثلاثاء:''جزء من المشكلة والمأساة التي نعيشها الآن هي المعالجة الإعلامية شديدة السوء لكل ما يحدث في مصر، وحض عدد من وسائل الإعلام على الكراهية وبث حملات تحريض وكراهية ضد الإخوان منذ 3 يوليو الماضي".
روايات متضاربة
وقد تضاربت الأنباء بشأن مكان إلقاء القبض على قنديل، فبينما قالت وزارة الداخلية إن القبض عليه تم في أحد الدروب الصحراوية خارج القاهرة أثناء فراره إلى السودان، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن رئيس الوزراء السابق تم ضبطه داخل إحدى الشقق بمحافظة الجيزة".
وفي رواية ثالثة قال نجل أحمد البيلي العضو السابق في مجلس الشورى المنحل، إنوالده تم اعتقاله برفقة قنديل وضياء فرحات القيادي الإخواني داخل إحدى محطات الوقود بمحافظة الجيزة وتم اقتيادهما لجهة مجهولة.
وكان رئيس الوزراء السابق قد شارك منذ انقلاب 3 يوليو الماضي في عدة لقاءات مع وسطاء دوليين في محاولة لحل الأزمة في مصر، وكان يتحرك بحرية رغم الحكم الصادر ضده.
وشغل قنديل، منصب وزير والري بحكومة عصام شرف الثانية واستمر في حكومة كمال الجنزوري،ثم كلفه الرئيس مرسي بتشكيل أول حكومة بعد توليه الرئاسة، لكنه واجه منذ توليه رئاسة الحكومة انتقادات حادة من معارضيه وبعض القوى السياسية التي وصفته بـ"الضعيف"،وطالبت بإقالة حكومته وتشكيل حكومة تضم مختلف التيارات السياسية، إلا أن مرسي تمسك به حتى اليوم الأخير من حكمه.
وتوقعت صحيفة "20مينوت" الفرنسية أن يؤدي اعتقال رئيس الوزراء المصري السابق هشام قنديل إلى زيادة حدة الاضطرابات في البلاد، حيث سيؤدي استمرار ملاحقة الإخوان والمتعاطفين معهم - مثل قنديل - إلى تواصل المظاهرات رافضيالإنقلاب ليثبتوا عدم تخليهم عن "الشرعية" والرئيس المنتخب.