لا يبدو من نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والنتائج التي حصدها الجمهوريون أن الديموقراطيين قادرون على عرقلة
ترامب إذا دخل البيت الأبيض، لكنهم قد يحاولون ذلك في آخر شهرين من ولاية
بايدن، حيث توقعت صحيفة "
فيدوموستي" الروسية في تقرير لها أن يستخدم الديمقراطيون ورقة أوكرانيا كأداة لتعطيل خطط دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن تعمل حاليا على تنظيم عملية انتقال السلطة، ويشمل ذلك تقديم الاستشارات لفريق ترامب نقل المهام تدريجيا وتجهيز المعدات والمكاتب.
وبينما تتم هذه الاستعدادات كجزء من عملية الانتقال الرسمي للسلطة، تشير مصادر إلى وجود جوانب خفية تهدف إلى تعزيز إرث إدارة بايدن وإعاقة إدارة ترامب.
قوانين اللحظات الأخيرة
وذكرت الصحيفة أن إحدى الطرق التي يمكن أن يستخدمها الديمقراطيون لتحقيق هذا الهدف هي إصدار أكبر عدد ممكن من القوانين التنظيمية بين يوم الانتخابات ويوم التنصيب، بهدف تنظيم عمل الهيئات التابعة للرئيس وتكملة التشريعات الحالية، ويُعرف هذا الإجراء في الولايات المتحدة بمصطلح "التشريع في اللحظات الأخيرة".
وفقًا للقوانين الأمريكية، لا يمكن إلغاء هذه التشريعات إلا خلال الـ60 يومًا التي تلي تاريخ إصدارها، وبعد انقضاء هذه الفترة تصبح سارية ولا يمكن إلغاؤها إلا بقرار من الكونغرس.
تسريع المساعدات لأوكرانيا
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف، قوله إن من بين استعدادات إدارة بايدن للفترة الرئاسية المقبلة بقيادة ترامب، تسريع عملية تقديم المساعدات لأوكرانيا. وحسب رأيه، يسعى الديمقراطيون إلى نقل هذه الموارد إلى كييف بأسرع وقت ممكن لمنع ترامب والجمهوريين من إيقافها.
ووفقًا لتقارير نشرتها رويترز استنادا إلى مصادر في البيت الأبيض، يخطط بايدن وطاقمه لتقديم مساعدات بقيمة 9 مليارات دولار لكييف، بينما أشارت صحيفة بوليتيكو إلى مبلغ قدره 6 مليارات دولار.
وأكدت رئيسة مركز الدراسات الأمريكية الشمالية في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيكتوريا زورافليوفا، بدورها أن بايدن قد يستخدم ملف أوكرانيا لهذا الغرض، وقالت في هذا السياق: "للحفاظ على بعض الرصيد أمام القاعدة الانتخابية الديمقراطية، سيحاول الديمقراطيون تصوير استمرار دعم أوكرانيا كإنجاز، وفي الآن ذاته تصعيد التوتر من الآن وحتى استلام ترامب منصبه".
وفي وقت سابق، صرح المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر، في مؤتمر صحفي عُقد بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن الولايات المتحدة تخشى من تصاعد النزاع، ولهذا السبب تلتزم بموقفها بشأن فرض قيود على ضرب العمق الروسي باستخدام الأسلحة بعيدة المدى.
وأضاف: "علينا أن نأخذ في الاعتبار مخاطر التصعيد.. كما يجب أن نفهم ما إذا كانت الكمية المتوفرة من الأسلحة (بعيدة المدى) كافية لتحقيق التأثير الاستراتيجي".
الحاجة إلى قيادة جديدة
وترى زورافليوفا أن الديمقراطيين سيواجهون صعوبة في البداية في مواجهة ترامب بشكل فعال، معتبرة أنه بعد هزيمة الحزب سيكون عليهم تطوير استراتيجية جديدة والبحث عن قيادة قادرة على تنفيذها.
وأشارت إلى أن نائبة الرئيس الحالية، كامالا
هاريس، التي خسرت الانتخابات أمام ترامب، لن تكون قادرة على قيادة هذا المسار، وأضافت: "إضافة إلى خسارتها، فقد خسر أيضًا النموذج اليساري الحالي للحزب الديمقراطي".