ما زالت
العمليات الفدائية
الفلسطينية تترك تبعاتها السلبية على واقع دولة الاحتلال، وسط مخاوف
متصاعدة من اندلاع
انتفاضة ثالثة.
حنان
غرينوود مراسلة صحيفة "
إسرائيل اليوم"، نقلت عن "العديد من المستوطنين
الغاضبين من إهمال الحكومة لأمنهم أن ما يناقشه مجلس الوزراء السياسي والأمني من خطط
ميدانية لا تجدي في وقف محاولات الهجوم الفلسطينية التي تم إنقاذهم منها بأعجوبة، ومع
ذلك فإنهم خائفون وغاضبون، واليوم ينتظرون سقوط مستوطن جديد بأيدي المسلحين الفلسطينيين،
والنتيجة أن دولة الاحتلال تجد نفسها في خضم انتفاضة ثالثة، رغم وجود حكومة يمينية
كاملة، لكنها متراخية أمام المقاومة الفلسطينية".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "النتيجة الأكثر أهمية هي الفشل المخزي
والمدوي الذي أودى بحياة العديد من المستوطنين
الإسرائيليين في الشهور الماضية، وأصبحت
حياتهم في الضفة الغربية لعبة "روليت" روسية، والإسرائيلي الذي يذهب للعمل
في الصباح لا يعرف ما إذا كان سيعود للمنزل، لكن في ظل تصرفات الحكومة اليوم، فهو يعلم
أن كل حياته تستحق إدانة ضعيفة ليس أكثر، ومع مرور الوقت تحولت هذه الإدانات إلى كلمات
مثل الرمل، بدون قيمة".
وأشارت
إلى أن "رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتاين أقصى ما تحدث به حين
زار أحد مواقع العمليات الفدائية الفلسطينية أنه طالب بإعادة الحواجز العسكرية للجيش
في طرق الضفة الغربية، فيما وقف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أمام المستوطنين
المفزوعين، زاعما أن "عبء مواجهة العمليات يقع على عاتقنا"، لكن الكلمات
مثل الرمل، والأفعال على الأرض ليست كذلك، فقد انخفض عدد الجنود في الضفة الغربية بشكل
كبير في الأشهر الأخيرة مقارنة بتواجدهم خلال عملية ’كاسر الأمواج‘ ".
وأوضحت
أنه "في الوقت الذي اختفت فيه العمليات الفدائية الفلسطينية في مدينتي جنين ونابلس
بشكل شبه كامل، ولو مؤقتاً، فإن الجيش اكتفى بترديد عبارات "سنعود، سنفعل، سنقود،
سنمضي قدمًا"، لكن النتيجة العملية هي صفر كبير، والإسرائيليون الذين يصابون يحتاجون
لملء قرعة عاجلة، لأنه من الناحية الإحصائية كان من المفترض أن يموتوا من خلال إطلاق
رصاصة في النافذة الخلفية، وفي الباب الأمامي، والزجاج الجانبي، وفقط هي المعجزة التي
أبقت عليهم أحياءً".
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت
عن العديد من "أعضاء الكنيست والوزراء اليمينيين الذين يصلون لأمكنة الهجمات الفدائية،
ومنهم تسفي سوكوت ويوسي دغان رئيس مجلس المستوطنات، أنهم ظهروا كأشخاص يسعون للدعاية والاستعراض،
لكن واضح أنه لا أحد منهم مستعدا لزعزعة التحالف الحكومي، ولو على حساب حياة الإسرائيليين،
ورغم أحاديث الحكومة والجيش الدائمة عن التوترات الأمنية في الجبهة الشمالية، والتحديات
الأمنية في المنطقة، فإن مستوطني الضفة يموتون الآن، إنهم ليسوا في توترات، هم في الحرب
التي لا أحد يحصي خسائرها البشرية".
تؤكد
هذه التقييمات الإسرائيلية حجم إحباطها من الشعور بالفشل والعجز في مواجهة تصاعد العمليات
الفدائية التي مثّلت تحدياً حقيقياً أمام دولة الاحتلال، وتخشى أن تعود للأيام التي
استعرت فيها الهجمات في شوارعها، وتنشر الموت بين المستوطنين.