كتاب عربي 21

الذين تابوا من بعيد!

سليم عزوز
أثارت "توبة" ممدوح حمزة جدلا
أثارت "توبة" ممدوح حمزة جدلا
تبسمت ضاحكاً عندما أجابني صديقي اليساري المحترم، على سؤالي كيف تفسر لنفسك انحيازك لانقلاب عسكري مكتمل الأركان في 30 يونيو؟ فكان جوابه: إن 30 يونيو ثورة، وأن 3 يوليو انقلاب على ثورة 30 يونيو!

ذلك بأن إجابته لم تكن مسبوقة، على نحو كانت سبباً في دهشتي، فقد كان هذا في وقت مبكر، وكان الجميع يقعون بين رفض 30 يونيو وما أنتجته من أفعال، ومن يؤيدونها بدون تمييز بين 30 يونيو و3 يوليو، ومن هنا اندفعوا يؤيدون المذابح التي ارتكبت، والدماء التي سالت!

كنت أعتبر صديقي هذا من الذين فعلوا السوء بجهالة ثم تابوا من قريب، ودائماً لدي استعداد لالتماس العذر لمن لم يكن لديهم حرص على استكمال المسار الديمقراطي؛ ذلك بأن أزمة القوى السياسية في عدم الانحياز لقضية الديمقراطية، والطرف المقابل لا يملك إيماناً بها، وتمسكه بها مرده لأنه ضحية الاستبداد، وكان موقفه سيكون مغايراً لو أن الانقلاب لم يقع عليه. ولك أن تسرح بخيالك لو أن الانقلاب كان مثلاً ضد عمرو موسى، أو عبد المنعم أبو الفتوح، أو حتى ضد سليم العوا، ناهيك أن يكون انقلاباً ضد مرشحي القوى الأخرى، ومن أحمد شفيق إلى حمدين صباحي!
لأزمة أن جميع القوى لم تستوعب درس الاستبداد في عهد عبد الناصر، وما جره على الوطن من ويلات وهزائم، وعلى القوى الوطنية من قمع وتنكيل. فالذين تعرضوا لهذه المحنة لم يقوموا بالمراجعات اللازمة التي تمثل درساً للأجيال القادمة، حتى لا تقع في غواية حكم العسكر مرة أخرى

درس عبد الناصر:

فالأزمة أن جميع القوى لم تستوعب درس الاستبداد في عهد عبد الناصر، وما جره على الوطن من ويلات وهزائم، وعلى القوى الوطنية من قمع وتنكيل. فالذين تعرضوا لهذه المحنة لم يقوموا بالمراجعات اللازمة التي تمثل درساً للأجيال القادمة، حتى لا تقع في غواية حكم العسكر مرة أخرى، ذلك بأن معظم هذه القوى على اختلاف ألوانها كانت ضالعة في تأييد الاستبداد، فلم تشأ أن تكشف هذا التورط أمام الناس، وتركوا لنا قراءة زائفة؛ مثل الادعاء أن ما فعله عبد الناصر من تنكيل بالقوى الإسلامية مرده إلى حربه على الإسلام. أما قوى اليسار فقد غفرت له التنكيل بها، لأنها من ناحية كانت شريكاً في الحكم، ومن ناحية أخرى لأنها انحازت لفكرة الاستقلال الوطني، ولو كانت ستمر على أجسادهم!

ولا أدري كيف يمكن أن يكون الرد، لو تمت مواجهة رافعي راية الإسلام بأن عبد الناصر نفسه نكّل بالشيوعيين واعتقلهم، وأن أول تعذيب وقع بعد الثورة لم يكن من نصيب الإخوان، وأن أول دماء أسيلت لم تكن دماؤهم، وأن عبد الناصر يقول إنه يرفض الشيوعية الملحدة، وأن قوى اليسار كان عليها أن تعي أن الاستبداد ينتهي بالبلاد بنفس ما يمكن أن يقع في ظل الاحتلال أو نظام خائن. وتكمن المشكلة في أن الاحتلال وجبت مقاومته، فقد تتحرر الشعوب وتزيل آثاره، لكن الأمر مختلف مع الحاكم الوطني!
استقوت القوى المدنية بالجيش ودعت لتحركه وعزل الرئيس محمد مرسي، وهو الأمر الذي كان يمكن قبوله من حمدين صباحي، لأنه ناصري وعبد الناصر هو في الأول والأخير ضابط جيش، وثورة يوليو 1952 قام بها مجموعة من الضباط

ومن هنا، ونظراً لأن التجربة لم تكن متاحة أمام الأجيال الحالية، فقد تكررت الأخطاء، وأمكن للعسكر أن يلعبوا بجميع القوى السياسة "كرة شراب"، واستقوت كل القوى بالمجلس العسكري، في فترات مختلفة، وفي فترة بعد الثورة وقبل انتخاب الرئيس محمد مرسي تنقل المجلس العسكري بين هؤلاء وهؤلاء، والجميع كانوا في حالة سُكر بيّن، وهم يقبلون بالدنية في ثورتهم. وقد يشفع للإخوان أنهم كانوا يملكون مشروعاً يقوم على القدرة على الفوز بالانتخابات، فعلى أي شيء كانت تستند القوى المدنية وممثلي أحزاب الأقلية، وهم يهرولون في كل مرة إلى المجلس العسكري يبغون عنده العزة؟

لقد استقوت القوى المدنية بالجيش ودعت لتحركه وعزل الرئيس محمد مرسي، وهو الأمر الذي كان يمكن قبوله من حمدين صباحي، لأنه ناصري وعبد الناصر هو في الأول والأخير ضابط جيش، وثورة يوليو 1952 قام بها مجموعة من الضباط، لكن كان المدهش أن يدعو الدكتور البرادعي إلى نزول الجيش!

فكيف تصور هؤلاء الأغبياء أن الجيش إذا نزل يمكن أن ينزع الحكم من الإخوان ويقدمه "بيضة مقشرة" إلى قوى الخيبة السياسية؟! ولم نكن بحاجة إلى تدريس ما جرى في يوليو 1952 لهم، فتجربة حكم المجلس العسكري كانت قريبة، وقد قاد التيار المدني الهتاف بسقوط حكم العسكر، وإنهاء سيطرة المشير محمد حسين طنطاوي على الحكم، فمن صوّر لهم أن تحت القبة شيخ؟!

إنني يمكن أن أستوعب مشاركة البعض في 20 يونيو، بل والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وأن يذهب الشطط بأحد فيطلب عزل الرئيس المنتخب، لكن غير المقبول هو تبرير المذابح والرقص فوق الأشلاء، والاستمرار في تأييد الحاكم العسكري، حتى قاد البلاد إلى التهلكة، وجاء من الأفعال بما لم يفعله الاستعمار، ومن التفريط في التراب الوطني، إلى التنازل عن حصة مصر التاريخية من مياه، إلى التمهيد للتفريط في قناة السويس، بعد أن دفع المصريون من لحم الحي ثمناً لتحريرها من قبضة الأجنبي!

هذا فضلا عن حالة الإفقار التي يمر بها الشعب المصري، والتي لا يصلح معها الخطاب المتوارث بأنه لحساب الأغنياء، فالأغنياء أيضاً مسّهم القرح، فلا أحد في مصر الآن سعيد بالحكم الحالي، الذي يبدو أنه فقد القدرة على حل أي مشكلة، وصار كمن يساقون إلى الموت وهم ينظرون!

الهجوم على ممدوح حمزة:

إنني أكتب هذه السطور على خلفية الهجوم الذي قام به البعض ضد الدكتور ممدوح حمزة على خلفية إعلانه الاعتذار من الدعوة لـ30 يونيو، ضد الرئيس المنتخب، وهو هجوم سيدفع غيره إلى الإحجام عن إعلان توبتهم، لأن زعماء منصات التواصل الاجتماعي يرون أنفسهم أصحاب ولاية على الثورة، وعلى الشهداء، والمعتقلين، لذا فقد اعتبروا أنفسهم جهة قبول التوبة فرفضوها، وقاموا بالهجوم على صاحبها!
أمامنا خيار آخر هو رفض التوبة من بعيد، وكأنها موجهة إلى من يعتقدون أنهم "باب القبول"، أو أنهم يؤمنون فعلاً بالديمقراطية، ولا نعرف من بين هؤلاء معتقلاً، أو من ذوي معتقل، ولا نعرف من بينهم ولياً للدم الذي تمت استباحته، إنهم أناس يناضلون في الهواء الطلق، ليبقى الحال على ما هو عليه

في الأجواء العادية كان يمكن رفض هذه الاتجاه لأنه يمثل توبة من بعيد وبعد خراب مالطة، ولم يكن من الذين فعلوا السوء بجهالة ثم تابوا من قريب! بيد أن الانقلاب قائم ومستمر، وأي قوى بمفردها عاجزة عن إسقاطه، فضلا عن أن ممدوح حمزة له عذره لأنه جاء للمشهد العام في أيام الثورة، ولم يُعرف عنه أنه اشتغل بالسياسة من قبل، ولئن قام بتأييد الحكم العسكري فقد يكون لهذا ما يبرره، لا سيما وأنه كان واقعاً منذ أزمته مع وزير الإسكان في زمن مبارك تحت تأثير "شلة من الناصريين" عرف بواسطتهم الجلوس على مقهى البوابين في الزمالك، أو هكذا كان يطلق عليه هو، لتواضع حال المقهى وتواضع حال رواده!

وأمامنا خيار آخر هو رفض التوبة من بعيد، وكأنها موجهة إلى من يعتقدون أنهم "باب القبول"، أو أنهم يؤمنون فعلاً بالديمقراطية، ولا نعرف من بين هؤلاء معتقلاً، أو من ذوي معتقل، ولا نعرف من بينهم ولياً للدم الذي تمت استباحته، إنهم أناس يناضلون في الهواء الطلق، ليبقى الحال على ما هو عليه!

ولا نملك ترف أن نرفض "التائبون الجديد"، ليس فقط لأن التوبة ليست موجهة إلينا، ولكن لأننا أمام وضع يستدعي تضافر كل الجهود، لأن الإجابة على سؤال مَن السبب في الانقلاب تكون بسؤال: ومَن لا يريد أن يسقط الانقلاب؟!

الإشكالية في توبة ممدوح حمزة أنها لا تأتي على قواعد الانحياز للديمقراطية، ولكن من منطلق الاستقلال الوطني، فالحكم العسكري الحالي ليس عبد الناصر، وهو النسخة الأكثر رداءة، حيث يجتمع الاستبداد مع الفشل في إدارة شؤون البلاد، فصار قطاع كبير من الناس ضده، حتى من الذين كانوا من شيعته

والإشكالية في توبة ممدوح حمزة أنها لا تأتي على قواعد الانحياز للديمقراطية، ولكن من منطلق الاستقلال الوطني، فالحكم العسكري الحالي ليس عبد الناصر، وهو النسخة الأكثر رداءة، حيث يجتمع الاستبداد مع الفشل في إدارة شؤون البلاد، فصار قطاع كبير من الناس ضده، حتى من الذين كانوا من شيعته ومن كانوا يقبلون منه الحد الأدنى؛ وهو يكفي أنه خلصنا من الإخوان!

والدور المهم هو الربط بين الاستبداد وهذا الفشل، وإذا كان لدى العسكر في السابق بعض المقومات للحكم، نظراً لأنهم تربوا في المدارس السياسية الوطنية، ومن حزب مصر الفتاة إلى الإخوان المسلمين، فقد فقدوا هذا الآن تماماً، لأنهم بعيدون عن السياسة، ويفتقدون لأي مقوم من مقومات الحكم.

وهذا الربط مفيد، مع اتساع رقعة الغضب والرفض لحكم الجنرال، على غير ما جرى مع عبد الناصر، فالعامة كانوا معه حتى وهو مهزوم في المعارك.

مرحباً بكل تائب توبة نصوحاً، ولو كانت توبته من بعيد!

twitter.com/selimazouz1
التعليقات (5)
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 03-01-2023 05:16 م
*** -2- ليس فقط "صديقك اليساري المحترم" من كان يرى: "أن30 يونيو ثورة، وأن 3 يوليو انقلاب على ثورة 30 يونيو"، بل الأعجب أن عبد المنعم ابوالفتوح كان يرى ذلك أيضاً، وتعامى عن خطورة تأييده للخروج يوم 30 يونيو مع جبهة الخراب (الإنقاذ سابقاُ)، وفي اجتماع انتخابي محدود للدعاية لتأييد انتخاب محمد مرسي رحمه الله، قبل الانتخابات الرئاسية، حضره البلتاجي، فك الله أسره، انبرى له أحد الحضور، وقاطعه بصوت جهوري، مبيناُ له خطر تفتيت الأصوات بين ابوالفتوح ومرسي، ومع ترشح حازم أبو اسماعيل والعوا وغيرهم من ممثلي الثورة أيضاً، واستخرج المتحدث للبلتاجي ومؤيدي الإخوان الحاضرين معه، من أضابير التاريخ أجندتهم القديمة، عندما أيدوا ضباط انقلاب 1952، بعد أن قام العسكر بحل الأحزاب السياسية، وتركوا جماعة الإخوان، ثم انقلبت الأمور على الإخوان، واستفرد بهم ضباط اانقلاب 1952 ونكلوا بهم، وأضاف له المتحدث، أنه لو أدى ذلك التفتيت للأصوات لخسارة كل مرشحي الثورة للانتخابات الرئاسية، وعودة النظام القديم، فلن يسامحهم التاريخ وجماهير الشعب على تكرار هذا الخطأ الجسيم، فأجابه البلتاجي علناُ بأنه شخصياُ كان مع الوقوف مع ابوالفتوح في الانتخابات الرئاسية، ولكن عندما طرح الأمر على قيادات الإخوان للاستفتاء عليه، كان الرأي الغالب بينهم هو ترشيح مرسي، وجريرة مؤيدي 30 يونيو من النخبة والسياسيين المخضرمين، هو عدم إدراكهم لما كان واضحاُ وضوح الشمس، بأن 30 يونيو لم تكن إلا حشد لجماهير شعبية وسياسية للاستناد إليها في تبرير انقلابهم العسكري، وتحويلهم بعدها حكم مصر إلى نظام استبدادي قمعي فاشي فاسد، وتكرار لسيناريوهات لجأ إليها العسكر مرات عديدة بنفس التفاصيل في تاريخ مصر الحديث منذ انقلاب 1952. وأهم من ذلك السرد، فإنه كما يرى عزوز، فإن نظام السيسي فضلاُ عن استبداده وعمالته، فقد فشل في استقطاب مؤيدين له في الداخل، واعمتهم اطماعهم في الانفراد بالثروة والسلطة، فكل يوم تضيق دائرة المستفيدين منهم، ويزداد أعداد المضارين من تصرفاتهم النزقة الهوجاء، التي أضير منها الأغنياء قبل الفقراء، فالسيسي والدائرة الصغيرة التي تحيط به، غرتهم أنفسهم، ولم يتركوا أي تصرف يمكن أن يؤلب عليهم حتى أشد مؤيديهم، إلا واتخذوه سبيلاُ لهم، وآخرها تدخل السيسي الأحمق في صياغة قوانين الأسرة، فهم يحفرون قبورهم بأيديهم، وإن غداُ لناظره قريب، والله أعلم.
احمد عبد الله
الثلاثاء، 03-01-2023 04:29 م
اولا اشكرك على التخلي عن اسلوب هيكل - ثانيا التوبة موقف و هو الرجوع عن الخطأ و لا ينتظر من احد قبوله او رفضه و خاصة لن يترتب عليه موقف قانوني ثم مسئوليات مادية - ثالثا الكارثة الذي قادتنا الى هذه المصيبة هو خيانة المبدأ نفسه بعد ان وافقنا على الديمقراطية فاذا لم تأتي بنا للحكم فلتذهب الديمقراطية للجحيم و لا باس ان يذهب المصريون الى الجحيم ايضا - رابعا افتراضية موقف الاخوان لو كان التعذيب بدأ بالشيوعيين مثل افتراضية وهم الحرب الاهلية التي كانت ستقوم من اجل عيون السيسي لو استمر حكم الاخوان لاربع سنوات
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 03-01-2023 03:13 م
*** -1- منذ ستة سنوات (في 2016)، ظهر مقطع فيديو مسجل لشاب "ذكر اسمه" (على موقع اليوتيوب) قال فيه: " كنت عضواً في حركة تمرد ومتحدث رسمي باسمها، وكنت من أقوى المشاركين في 30 يونيو، والسيسي خدعنا بأن مصر ستتغير للأفضل، وأقول للشعب المصرى حقكم عليا، وأبوس أرجلكم سامحونى، وده اعتذار منى عن مشاركتي في 30 يونيو، وبأدي (اعطي) نفسي بالجزمة على قفايا ندماُ على مشاركتي"، واستخدم حذاءه في ضرب نفسه على قفاه فعلياُ أمام الكاميرا، ونأمل أن يكون هذا الشاب بخير، بعد ما أبداه من شجاعة أدبية علنية نادرة، ومم جاء في أحد التعليقات على مقطع اليوتيوب: "عن نفسي قبلت اعتذاره، لأنه دليل على سقوط بعض أدوات النظام من قبضته، ومحاسبته لا تعيد أرواح الشهداء، والترحيب به وبمن على شاكلته، تشجع الشباب على العودة عن طريق التغييب الإعلامي والفكري، ووعي الشعب أهم، حتى لا نقع في نفس الفخ الثورة القادمة، فالربيع العربي قادم وبقوة، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً"، وإن كانت تعليقات آخرين أكثر قسوة، ولعلها بسبب ما أصاب معارفهم وأقاربهم، من قتل واعتقال ومصادرة أموال ومطاردات ومنفى، ولكن ليس من العدل المساواة بين الشباب الغر من الأحداث الذين نزلوا يومها ليرقصوا مع اصدقائهم في الأجواء الاحتفالية التي سادت في هذا اليوم في الشوارع، وبين مجرمي قناصة العصابة الانقلابية، الذين قتلوا آلاف المتظاهرين بأوامر من كبراءهم، إبان الثورة باطلاق الرصاص المباشر عليهم عمداً، من عينة "عفارم عليك يا أفندم، جبت الرصاصة في عينه"، وتبقى حقيقة تراكم خبرات الشعوب من تضحياتها قائمة ومؤثرة في مسار الأحداث القادمة، والله أعلم بعباده.
عمر آدم
الثلاثاء، 03-01-2023 06:07 ص
وهل تاب ممدوح حمزة فعلا ؟ إنه ككل النخبة المصرية لو تكرر ما حدث في 30 يونيو و 3 يوليو 2013 لطبلوا وهللوا للعسكر ، ولو جاءت انتخابات نزيهة بالتيارات الإسلامية إلي الحكم مرة أخري ، لسارعوا يستنجدون بالعسكر .. مشكلة هؤلاء جميعا كراهية الإسلاميين ، أو بمعني أكثر صراحة كراهية الإسلام .. كل نخبتنا ليست لهم توبة لأنهم جميعا منافقون ، وللأسف يقع الكاتب فيما يلوم عليه الآخرين من عدم تعلم درس الاستبداد العسكري .. إنه أيضا لم يتعلم درس خيانة النخب المصرية في كل مرة وفي كل حادثة .
عبدالباسط محمد عبد الوهاب
الثلاثاء، 03-01-2023 04:19 ص
وهذا هو الصواب، استاذنا الألمعي وكاتبنا الرائع سليم .. لأن (العسكر الفاشلين) كانوا يستغلون جميع الأطراف ولو في جانب من الجوانب لتحريضهم على (الحكم المدني) للقيام بانقلابهم المشؤوم! فلم يكونوا يجمعون فقط "عبيد العسكر" أو "عبيد البيادة" ولكن حتى أكثر الناس بغضا للعسكرة جمعوهم واجتمعوا بهم، للوصول إلى هدفهم! فمن كان (فقط) يبغض "الإخوان" تقربوا منه من هذا الباب ، ومن كان مبغضا للدين برمته تقربوا منه من باب التخويف من حكم "الاسلام"! ومن كان مبغضا للمحاسبة والشفافية لأنه ّأنانيّ يهتم بمصالحه على حساب الوطن، تقربوا إليه من هذا الباب" ومن كان غارقا في حب الدنيا ويريد أن يقطف الثمرة اليوم قبل غد ولو على حساب حريته وكرامته تقربوا إليه من هذا الباب وغالب هؤلاء من العوام والغوغاء ... الخ. وعليه، فإن كل مقاوم للانقلاب السيساوي،والانحطاط العسكري، والاستبداد المخرب، والدكتاتورية الفاشلة، يجب أن يُتفق معه على الحد الأدنى الذي يجمعه بنا، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، وحتى يعلم كل أناس مشربهم، في مناخ نظيف يكون فيه الفيصل لاختيار الشعب الحر. أما أن يكون الجميع على قلب رجل واحد من حيث التوجه الكامل فهذا أمر محال، وهو يطيل عمر حكم "العسكر" الفاشل والمدمر للحاضر والمستقبل! تحياتي مرة أخرى لكاتبنا الكريم.