صحافة إسرائيلية

شركاء لابيد "يستلّون سكاكينهم" عليه.. وهذه أسباب فشله

 انهالت الاتهامات على لابيد بالفشل في إدارة الكتلة الانتخابية، عقب ما سببته النتائج- تويتر
انهالت الاتهامات على لابيد بالفشل في إدارة الكتلة الانتخابية، عقب ما سببته النتائج- تويتر

بعد الفشل الذريع للأحزاب الإسرائيلية التي شكلت الائتلاف الحكومي الحالي برئاسة يائير لابيد، فقد تطرق الإعلام العبري للأسباب التي أدت إلى هزيمة لابيد النكراء، وفوز بنيامين نتنياهو المفاجئ.


واتصفت العملية الانتخابية الحالية بأنها "معقدة"، ربما بسبب جملة من الإجراءات التي اتخذتها الأحزاب المكونة للحكومة، وتضمنت خلافات، وعدم البث على نفس الموجة، ما قوض استقرار المجموعة، وبدأت تسقط لبنات بنائها، لبنة تجر الأخرى.. وفي ظل هذا الفشل الواضح لهذه الكتلة، فقد رجع الإسرائيليون إلى سلسلة الأخطاء التي أدت لهذه الانتكاسة.


وعددت سابير ليبكين مراسلة الشؤون الحزبية في القناة 12، الأخطاء التي تورط فيها الائتلاف الحكومي، وجعلته يفقد التجديد لنفسه من جديد، ويخسر الانتخابات، حيث كان أولها معارضة زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي الاتحاد مع حزب ميرتس بزعامة زهافا غالئون، رغم المحاولات المتكررة لإحداث تحالف بينهما لتجنب خسارة الأصوات، لكن ميخائيلي عارضت بشدة هذه الخطوة، وعندما حاول لابيد في اللحظة الأخيرة حملها على تغيير موقفها، واستدعى الاثنتين لاجتماع ثلاثي في منزله، فإنه انتهى في غضون ساعة، ولم يؤت ثماره".


ونقلت ليبكين في تقرير ترجمته "عربي21" عن البروفيسور آشر كوهين المحاضر بقسم العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، أنه "بعكس لابيد، فقد وقف نتنياهو بقوة، وفرض اتحادا بين المتطرفين بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ما سهل له الفوز، فيما لم ينجح لابيد بالإبقاء على الأحزاب العربية موحدة، حيث انفصلت إلى ثلاث قوائم انتخابية".


وأوضح تقرير القناة 12 أن "الخطأ الثاني يكمن في عدم اتفاق أحزاب الائتلاف على ما يسمى "فائض الأصوات"، مع أنه كان من الممكن أن تضيف أصواتا لها في اللحظة الأخيرة، وكما ينطبق هذا الخطأ على حزب يسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان، فقد وقعت فيه مجددا الأحزاب العربية، في حين أن كتلة نتنياهو وقعت جميع أحزابها على اتفاقيات "فائض الأصوات".


وأشار التقرير إلى أن "الخطأ الثالث تمثل في انقسام القائمة العربية المشتركة، ما شكل دراما سياسية في اللحظة الأخيرة، حين ترشح حزب التجمع برئاسة سامي أبو شحادة منفردا، وبعد فرز معظم الأصوات، فإنه لم يجتز نسبة الحسم، فيما حصلت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة على خمسة مقاعد".

 

اقرأ أيضا: تخوف إسرائيلي من فقدان الدعم الدولي مع زيادة "التطرف"

في المقابل، وفور إعلان هزيمة لابيد، فقد انهالت الاتهامات على لابيد بالفشل في إدارة الكتلة الانتخابية، عقب ما سببته النتائج، لأنه كان بإمكانه تحقيق نتيجة 59- 61 لصالحه، لكنه أدار الحملة من "الحدائق والمنصة"، وليس في الميدان، بينما خصومه أمثال نتنياهو وبيني غانتس وقادة جميع الأحزاب نزلوا إلى الميدان.

 

ونقل يهودا شلزينغر مراسل صحيفة إسرائيل اليوم، عن بعض وزراء حزب "يوجد مستقبل" الذي يقوده لابيد شخصيا، في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الأخير لم يهتم بتوحيد الأحزاب العربية، ولم يهتم بتوحيد ميرتس والعمل، بينما حرص غانتس وساعر وآيزنكوت على الاتحاد في "المعسكر الوطني"، وأخذ تفويضات من الكتلة اليمينية، وتجنب إهدار الأصوات، ما أدى لخسارته، ووقوعه في عواقب وخيمة من خلال هذا الفشل الذريع، لأنه كان مهووسًا بنفسه فقط، ليس أكثر، وتكون لديه شعور وهمي بالفوز".


والواضح أن هذه الأخطاء مجتمعة أدت الى خسارة مدوية للائتلاف الحكومي، ونجاح كاسح للمعارضة، بل إن كتلة الائتلاف الحالية كانت لا تزال نائمة تمامًا، بينما عمل نتنياهو حتى الانتخابات للحفاظ على كتلته مستقرة وموحدة، لأنه ببساطة اتخذ قرارا بشأن خط معين، ودفع ثمنا لذلك، وعمل على إقناع ناخبيه بالتصويت، وتجول في كل مدينة، بعكس لابيد.

التعليقات (0)