هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت أوساط إسرائيلية إنه منذ شهر كامل لم تشن المقاتلات الحربية هجمات على سوريا، زاعمة أن سبب ذلك قد يعود إلى حصول انخفاض كبير في التهريب الإيراني عبر سوريا بعد سلسلة اعتداءات اسرائيلية على المطارات، والتوترات مع حزب الله في لبنان حول منصة الغاز، وتأثير الانتخابات المقبلة في إسرائيل.
وتتحدث المحافل العسكرية الإسرائيلية عن أن مرور أكثر من شهر على آخر هجوم للجيش الإسرائيلي في سوريا، قابله هدوء لافت في عمليات التهريب الإيرانية للمعدات التسلحية الثقيلة.
وتسببت الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد مرافق البنى التحتية السورية، وشملت مطاري دمشق وحلب، ومينائي اللاذقية وطرطوس، بمقتل العديد من الجنود السوريين، وألحقت أضرارا مادية كبيرة، بهدف منع نقل الأسلحة الجوية من إيران.
يوسي يهوشاع الخبير العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقل عن "مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين أنه لم يطرأ تغيير على السلوك الإسرائيلي في سوريا، ولم تتم ممارسة أي ضغط روسي لوقف الهجمات، بل إن آلية التنسيق مع الروس في سوريا تعمل كما ينبغي، ولكن بشكل غير رسمي يمكن تسمية عدة أسباب محتملة للهدوء النسبي، أولها حصول انخفاض كبير في التهريب الإيراني عبر سوريا بعد سلسلة اعتداءات اسرائيلية على المطارات، وثانيها التوترات مع حزب الله في لبنان بخصوص حفارة الغاز، وثالثها تأثير الانتخابات المقبلة في إسرائيل".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يكشف تفاصيل تدمير "مفاعل نووي" في سوريا
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التجارب السابقة أظهرت أن الانتخابات الإسرائيلية لا تتعارض مع النشاطات العدوانية، لكن ذات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أكدوا أنه في حال حصول نقل كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية عبر سوريا، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتردد باستئناف هجماته".
ربما يشير الكشف الإسرائيلي الجديد إلى أن جيش الاحتلال يجري ما يمكن وصفه "كشف حساب" عن استراتيجية "المعركة بين الحروب"، وما رافقها من إنجازات وإخفاقات، بعد أن تم تنفيذ عشرات العمليات في 2019، وازداد عددها في 2020، وفي 2021، ارتفع العدد بشكل أكبر، حتى إن الأشهر التسعة الأولى من 2022 شهدت قفزة نوعية في عددها ونوعيتها، ورغم توقع أن تزداد هذه الضربات مع نهاية العام الجاري، فإن توقفها طيلة شهر كامل يطرح جملة تساؤلات جدية، ويضع شكوكا حول ما تعلنه المؤسسة العسكرية من أسباب، قد لا تكون صحيحة.
السؤال المطروح في مثل هذه الحالة: طالما أن الجيش الإسرائيلي يسجل ما يقول إنها "نجاحات" في استهداف التواجد الإيراني في سوريا، فلماذا أوقف غاراته طيلة شهر كامل، بالتزامن مع توتر تشهده العلاقات الإسرائيلية الروسية على خلفية الحرب الأوكرانية، وقد تكون موسكو حذرت تل أبيب من أن استمرار استهدافها لدمشق قد يستجلب ردا قويا منها، ما حدا بالإسرائيليين إلى تجميد عملياتهم، على الأقل مؤقتاً، إلى حين اتضاح مآلات العلاقات مع الكرملين.