تعليق صورة سعيّد على مئذنة مسجد يثير جدلا بتونس (صور)

أثار تعليق صورة للرئيس التونسي قيس سعيّد على مئذنة أحد المساجد في منطقة سيدي علي بن عون، موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس.

علق وزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبد السلام قائلا: "هذه لم يفعلها بورقيبة ولا بن علي، لكن ماكينة قيس سعيد فعلتها بوعي وتصميم، فقد انطلقت في تجسيد مقاصد سعيد الخاصة للإسلام".

وربط الصحفي التونسي أنيس الدغاري بين تعليق صورة سعيّد على مئذنة المسجد، وعبارته الشهيرة: "إنهم يتبعون دينا جديدا وبلغوا علوا شاهقا في التملّق".

وقال حسان الحمداوي عبر حسابه على "فيسبوك": "صورة تعود بنا إلى عهود خلت وخلنا أنفسنا تجاوزناها. صورة أجزم بأنها ليست بريئة، وأعتقد أن مهندسها قد ضل الطريق".

وأضاف: "الواقعة يقف وراءها مسؤول محلي بهدف التزلف الكاذب للرئيس سعيد، لكنها في حقيقة الأمر شوهت صورته"، مطالبا السلطات المختصة بالتحقيق في الأمر.

ودفعت الصورة آخرين إلى التساؤل عن مدى الالتزام بالمبدأ الذي طالب به التونسيون في السنوات الأخيرة، القائم على تحييد المساجد عن الدعاية السياسية والحزبية.

وتساءل المدون عبد الستار الجربي: "ألم يتعاقد التونسيون على تحييد المساجد عن العمل والدعاية السياسية"، مضيفا على حسابه في "تويتر" أنه" حتى في عهد بورقيبة وبن علي رحمهما الله، لم يحصل هذا التجاوز البائس والسيئ لحرمة بيوت الله".

وقال ناشط يدعى سفيان الماكني في تدوينة: "لم تعرف تونس منذ 2011 تعليقا لصور الزعماء والرؤساء الذين تنافسوا وتعاقبوا على الحكم، إلا جزءا من الدعاية السياسية في الحملات الانتخابية".

وكتب وليد خالد؛ "إنه مخيب لنا ومخيب لشباب الثورة". واعتبر منتقدون أن الصورة تتضارب مع مبدأ تحييد المؤسسات والفضاءات العامة عن الدعاية السياسية للسلطة.

وعلق الصحفي خليفة شوشان  على الحادثة قائلا: "الرد بسرعة وبوضوح، هو السبيل الوحيد لإغلاق كل أبواب الفتن".

وأضاف شوشان: "تمّ نزع الصورة وإقالة المعتمد وتحميله المسؤولية، سواء كان بالتواطؤ أو بالتقصير في منع ما حدث وفتح تحقيق".

ونأت جمعية مهرجان سيدي علي بن عون بنفسها عن الصورة، قائلة في بيان لها؛ إن"هذا المسجد لا يدخل ضمن مشمولات المهرجان ولا العروض ولا مسؤولياتها الإدارية".

وأعربت عن "التزامها في هذا المجال بقانون تحييد الأنشطة الثقافية عن الشأن السياسي"، وذلك في ردها على الانتقادات التي حملتها مسؤولية تعليق هذه الصورة.

وبعد موجة انتقادات واسعة، أزالت السلطات المحلية في ولاية سيدي بوزيد صورة سعيد من على مئذنة المسجد.

وأكدت مصادر إعلامية إعفاء حيدر التيمومي معتمد (مدير منطقة) مدينة سيدي علي بن عون التابعة لولاية سيدي بوزيد (وسط) من منصبه، بعد ساعات من إعلان سلطات الولاية إزالة صورة سعيد من مئذنة المسجد، بناء على أوامر مباشرة من الرئيس سعيد، الذي قالت إنه يرفض "شخصنة السلطة".

وتثير الدعاية السياسية حساسية لقطاعات واسعة من التونسيين الذين يعارضون نظام الحكم السائد لعقود طويلة قبل ثورة 2011، التي أنهت الحكم الاستبدادي للرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حيث كانت صوره منتشرة في المؤسسات والفضاءات العامة.

وتتهم المعارضة التونسية الرئيس قيس سعيد بالتأسيس لحكم فردي، بعد أن نجح في تمرير دستور جديد عزز من سلطاته بشكل كبير، في الاستفتاء الذي جرى يوم 25 تموز/يوليو الماضي.

وينفي سعيد أي نوايا بالعودة إلى حكم الرجل الواحد. ويردد في خطاباته إنه يريد تصحيح مسار الثورة ومكافحة الفساد والفقر.