تحولت
ساحة المرجة وسط العاصمة السورية دمشق، إلى نصب يحمل صور مئات المعتقلين والمغيبين قسريا بعد سقوط النظام وهروب رئيسه
المخلوع بشار الأسد إلى روسيا.
ويحتشد في الساحة التي كانت تعرف قديما باسم
ساحة الشهداء أهالي
المختفين قسريا والمعتقلين لوضع صور ذويهم على النصب الواقع في
قلب العاصمة، أملا في العثور عليهم رغم فتح السجون وتحرير المعتقلين.
وكانت فصائل المعارضة قامت بإطلاق سراح
المعتقلين في سجون النظام، إلا أن أهالي المختفين قسريا لا يزالون يعقدون الآمال
حول وجود ذويهم داخل ما يقال إنه "سجون سرية".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان،
فإن عدد المختفين قسريا في
سوريا يفوق حاجز الـ96 ألفا منذ اندلاع الثورة السورية
عام 2011.
وقالت والدة أحد المغيبين قسريا لموفد
"عربي21"، إن ابنها واسمه حذيفة جاسم علاوي اعتقل من قبل قوات الفرقة الرابعة
عام 2012 من على أحد حواجز منطقة داريا في ريف العاصمة دمشق.
وأضافت أن ابنها الذي اعتقل في عمر الـ17 عاما،
دخل سجن مطار المزة العسكري حيث إنه تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء قبل أن يغيب أثره
بالكامل وتنقطع أخباره عن عائلته بشكل كامل.
من جهته، قال أحد أهالي محافظة دير الزور الذي
كان يلصق صور العديد من أقاربه المخفيين قسريا في ساحة المرجة، إن عائلته لديها
أكثر من 40 شخصا مفقودا في سجون النظام المخلوع.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في حديثه مع موفد "عربي21"،
أنهم لم يستطيعوا العثور على أي أحد من أقاربهم المغيبين قسريا بعد فتح السجون وتحرير
المعتقلين إثر سقوط النظام.
يشار إلى أن ساحة المرجة تحتضن عمود
التليغراف التاريخي، وتعد من أبرز معالم دمشق التي يتردد ذكرها بالأهازيج الشعبية
وترتبط بذاكرة النضال الشعبي لدى السوريين.
وجرى إعدام سياسيين أمام ساحة المرجة خلال
الحقبة العثمانية والاستعمار الفرنسي، الأمر الذي دفع السوريين قديما إلى تسميتها
بـ"ساحة الشهداء".