هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل
التطورات الإقليمية والدولية المتلاحقة، تسعى دولة الاحتلال لما تسميه "حجز"
مقعد لها ضمن شبكة التحالفات الجاري تصميمها في المنطقة لمواجهة التحديات المقبلة،
السياسية والعسكرية والاقتصادية، ما زاد من دعوات دمجها في اتحاد كونفدرالي شرق أوسطي
يضم دولًا مجاورة، وحتى بعيدة، إضافة إلى تحالف مواز يتم إحكامه مع قبرص واليونان ودول
البلقان الأخرى، بزعم أن غالبية سكانها من أحفاد الدول العربية في شمال أفريقيا والمغرب
العربي والهلال الخصيب.
تستند
هذه الدعوات الإسرائيلية لما أبرمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاقيات
التطبيعية التي وضعت الأساس لدمج دولة الاحتلال في كونفدرالية إقليمية تقوم على التعاون
في السياسة والأمن والطاقة والاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، كقوة موازنة لكتلة إيران
وروسيا وتركيا، فيما يواصل الرئيس الحالي جون بايدن هذه السياسة.
الخبير
القانوني ديفيد ساندوسكي ذكر في مقاله على موقع "نيوز ون"، ترجمته
"عربي21"، أن "التوجه الأمريكي الجديد يقضي بدمج دولة الاحتلال في المنطقة
العربية بجانب عدد من الدول المستهدفة في الشراكة الجديدة، وهي: مصر، السعودية، الأردن،
السلطة الفلسطينية، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت، عمان، قطر، المغرب،
وستتم إضافة المزيد من الدول فيما بعد، مع أن الفلسطينيين هم حجر أساس قوي وهام في
التحالف الناشئ".
أما
البروفيسور افرايم عنبار، رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، فأكد على ضرورة
"تكثيف الشراكة الإسرائيلية مع قبرص واليونان، بشكل كبير، لا سيما في المجالات
السياسية والعسكرية والطاقة، حيث يجتمع قادتها بشكل منتظم، وينسقون سياسة الطاقة في
حقول الغاز في شرق البحر المتوسط، كما أنشأوا منتدى غاز شرق المتوسط، ويضم مصر وإيطاليا
والأردن والسلطة الفلسطينية، وأصبح المنتدى منصة للتعاون الإقليمي لتطوير حقول الغاز
الطبيعي في البحر المتوسط".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل واليونان وقبرص تخوض مناورات
عسكرية مختلفة لتحسين قدراتها العسكرية، والتنسيق عند الضرورة، ما سيكون له نتائج
سياسية واستراتيجية، وهناك حاجة لأجندة مشتركة لسياستها الخارجية؛ بهدف زيادة الأهمية
الاستراتيجية للشراكة بينها، ولعل التوجه الأمريكي بمغادرة المنطقة يشكل فرصة أمام
أثينا ونيقوسيا وتل أبيب لزيادة تنسيقها، في ضوء تردد مصر بالانضمام للاصطفاف اليوناني
مع إسرائيل، رغم التحسن الملحوظ في علاقاتها بتل أبيب".
تشير
الدعوات الإسرائيلية لدمج دولة الاحتلال في تحالفات المنطقة، تارة مع الدول العربية،
وأخرى مع اليونان وقبرص، إلى قراءة إسرائيلية لافتة، قد تبدو مبالغ فيها، عن تفاقم
التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، وحاجتها للمساعدة في حماية مصالحها، لا سيما مع
الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من المنطقة، وتزايد النفوذ الروسي، ما يزيد من
حاجة الاحتلال لمثل هذه التحالفات، التي يمكن إضافة المجموعة الرباعية الغربية في غرب
آسيا، وتضم الهند وإسرائيل والإمارات والولايات المتحدة.