سياسة دولية

رغم تفاؤل عودة مفاوضات نووي إيران.. طريق التفاهم طويلة

لا يعني قبول إيران العودة لمفاوضات النووي أن الحل بات قريبا- جيتي
لا يعني قبول إيران العودة لمفاوضات النووي أن الحل بات قريبا- جيتي

لا تبدو الطريق ممهدة وسهلة أمام مفاوضات النووي الإيراني، رغم قبول طهران العودة لاستئناف جلسات مفاوضات فيينا.


وبحسب خبراء تحدثوا لقناة سي إن بي سي الأمريكية، فإن الطريق لا تزال طويلة أمام التفهامات المجدية والجدية لإنهاء الملف والعودة للحالة التي كان عليها الاتفاق قبل إلغائه من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

 

وقال كبير المفاوضيين الإيرانيين، علي باقري كاني، إن طهران ستعود للتفاوض مع ست قوى عالمية بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015، بحلول نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وكتب باقر على تويتر بعد لقائه بمسؤولين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "أجرينا حوارا جادا وبناء للغاية حول العناصر الأساسية لمفاوضات ناجحة، حيث تمت الموافقة على بدء المفاوضات قبل نهاية نوفمبر".

وجاء الإعلان وسط تصاعد التوترات بين إيران والغرب مع تكثيف طهران لأنشطتها النووية في انتهاك لمعايير الاتفاق. وتزعم الحكومة الإيرانية أن هذه التطورات لأغراض سلمية.

 

لكن مدير عام وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي، قال في أواخر أكتوبر إن إيران "في غضون بضعة أشهر سيكون لديها ما يكفي من المواد لصنع قنبلة نووية".

 

الموقف الأمريكي.. فرصة للحل

 

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، عبر الثلاثاء، عن قلق الولايات المتحدة تجاه تصرفات إيران منذ انسحابها من المحادثات بشأن برنامجها النووي، لكن البيت الأبيض ما زال يعتقد أن هناك فرصة لحل الموقف دبلوماسيا، بحسب قوله.

وقال سوليفان عن الحكومة الإيرانية: "نشعر بالقلق إزاء الخطوات التي اتخذوها منذ انسحابهم من خطة العمل الشاملة المشتركة. أولى أولوياتنا هي العودة إلى طاولة المفاوضات".

وأوضح سوليفان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يخطط للتنسيق مع الشركاء الأوروبيين ليكون لديهم "جبهة موحدة" بشأن السياسة الإيرانية، بعد أربع سنوات من "الانقسام" في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأضاف: "نعتقد أنه لا تزال هناك فرصة لحل هذا دبلوماسيا".

وتعطلت مفاوضات فيينا بخصوص الملف النووي منذ وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الحكم في حزيران/ يونيو الماضي، رغم تعبير طهران في عديد المناسبات عن رغبتها باستئنافها.


ستسغرق عدة أشهر

 
وقالت سنام وكيل، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس: "لا أتوقع اتفاقًا في أي وقت قريب، لأن تكتيكات المماطلة الإيرانية والرسائل الواردة من طهران والإدارة الجديدة تشير بوضوح إلى أنهم يعتزمون اتخاذ موقف متشدد وموقف تفاوضي أكثر صرامة". 

وأشارت وكيل إلى أن كاني، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، رفض أيضًا مقابلة مجموعة E3، التي تضم وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، "ما يشير إلى أنه يحاول زرع الانقسامات جنبًا إلى جنب مع تكتيكات المماطلة التي شهدناها خلال الأشهر القليلة الماضية".

وأضافت: "أتوقع أن تستغرق المفاوضات عدة أشهر، ويجب أن نكون مستعدين لاحتمالية أن هذه المفاوضات قد لا تؤدي إلى عودة الاتفاق".

ولا يتوقع محللو مجموعة أوراسيا الاستشارية للمخاطر السياسية، الأربعاء، إحياء الاتفاق النووي الإيراني في العام المقبل، وقدروا احتمال إبرام صفقة في عام 2022 بنسبة 30%. 

وأرجعوا ذلك إلى تكثيف إيران لأنشطتها النووية ومطالبها المتطرفة. وقال المحللون في تقرير لهم: "تعنت إيران المستمر وتسريع برنامجها النووي سيجعل من الصعب حتى على المفاوضين الأكثر ميلًا للتقدم إلى الأمام إحياء الاتفاقية العام المقبل".

وفي نيسان/ أبريل بدأت طهران وست قوى في بحث سبل إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، والذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل نحو 3 سنوات، بعد أن أعاد فرض عقوبات قاسية على إيران، وتسبب بالضرر لاقتصادها بسبب التضييق على صادراتها النفطية.

وكانت المباحثات قد توقفت بعد انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي يتوقع أن يتخذ نهجا صارما في استئناف المحادثات في فيينا.

ويريد رئيسي إجراء محادثات تركز على النتائج بهدف إعادة طهران وواشنطن إلى الامتثال الكامل للاتفاقية.

وردا على الضغوطات والعقوبات فقد خرقت طهران الاتفاق تدريجيا من خلال إعادة بناء مخزون اليورانيوم المخصب، وصقله إلى درجة قابلة للانشطار، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة.

ودعت قوى غربية على مدى أشهر ماضية إيران إلى العودة إلى المفاوضات وقالت إن الوقت ينفد مع تقدم برنامج طهران النووي بشكل يتجاوز الحدود التي حددها الاتفاق.


اقرأ أيضا: "يديعوت": الرهان على ترامب فشل.. ونووي إيران واصل التقدم


وبعد 6 جولات من المحادثات في فيينا ما زالت طهران وواشنطن تختلفان حول الخطوات التي يجب اتخاذها ومتى، حيث ستكون القضايا الرئيسية هي الحدود النووية المسموح بها، والعقوبات التي ستزيلها واشنطن.

وأكد المبعوث الأمريكي الخاص للشأن الإيراني، روبرت مالي، الاثنين، أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في مرحلة حاسمة حيال "الجهود لمعرفة ما إذا كان يمكن إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة"، مشيرا إلى أن الصبر بدأ ينفد"، وأن المفاوضات قد تسير في واحد من مسارين مختلفين. 

وأعرب مالي، في مؤتمر عبر الهاتف عقده الاثنين، عن "القلق، لأنه في الوقت الذي لا تأتي فيه إيران إلى طاولة المفاوضات في فيينا ولا تناقش كيفية العودة المتبادلة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة فإنها تأخذ خطوات لتوسيع برنامجها النووي وتضع عوائق إضافية أمام عمل الوكالة الدولية للطاقة النووية بما يتناقض وبما لا يتوافق مع ادعاءات الإيرانيين أنهم يرغبون في العودة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة"، على حد تعبيره. 

وأشار مالي إلى أن تسريع الدبلوماسية واللقاءات مع الروس ودول الخليج وممثلي الدول الأوروبية الثلاثة بريطانيا وفرنسا وألمانيا تأتي في إطار التشاور مع الحلفاء والأصدقاء حول العالم لتحديد "كيف يمكننا معالجة الموقف الذي تتخذه إيران وللقيام بثلاثة أمور".

وفصّل ما يتوجب فعله قائلا: "أولاً: (علينا) الاستماع إلى آرائهم حول الوضع الذي نحن فيه وكيف يرونه. ثانياً: لتبادل تقييمنا حول الوضع الحالي، ثالثاً: لمناقشة مسار الأمور في المستقبل".

 

الموقف الإسرائيلي 

 

إلى ذلك أكد كاتب إسرائيلي، أن رهان نتنياهو عبر وضع كل بيضه في سلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على المشروع النووي الإيراني، فشل، و"خسرت إسرائيل وخسرت أمريكا".


وأوضح الكاتب ناحوم برنياع في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نشر بتاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنه من وقت لآخر يوجه كل من زعيم المعارضة نتنياهو ورئيس الحكومة نفتالي بينيت إلى بعضهما البعض "كلمات قاسية"، منوها إلى أن "حكومة بينيت، هي حكومة استمرار بالنسبة للسياسة الخارجية والأمن".

ولفت إلى أن من بين المواضيع "الحرجة لإسرائيل والمشحونة جدا، النووي الإيراني، فالخلاف يتركز في الماضي ويطلق أذرعا إلى الحاضر والمستقبل، ونتنياهو يروي قصة واحدة؛ أما بينيت فقصة معاكسة"، موضحا أن "قصة نتنياهو، أنه نجح في أن يتسبب في انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات بعيدة الأثر على النظام الإيراني، وكان هذا إنجازا سياسيا".

أما بينيت في المقابل، "فبهوايته، بجبنه، بهزال أفعاله، يدع الإدارة الأمريكية تعود إلى الاتفاق مع إيران، وبسببه إيران ستكون نووية".

وأشار الكاتب، إلى أن "قصة بينيت أقل بطولية؛ ونتنياهو أقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وكان واثقا من فوز ترامب في الانتخابات، وأنه سيدير سياسة حد أقصى من الضغط على طهران، وعندها إما أن يكسر النظام الإيراني ويفرض عليه التخلي عن المشروع أو أن يشن حربا ضد إيران، لقد كان هذا رهانا مجنونا، وفشل، والناس في محيط بينيت نبشوا الوثائق ليستوضحوا ما إذا كانت لنتنياهو خطة بديلة، فلم يجدوا".

ونوه إلى أن "ترامب منذ وقت غير بعيد، أوضح أنه لم يعتزم بأي حال المبادرة لعملية عسكرية ضد إيران، ولكن مهما يكن من أمر، فإن الناخب الأمريكي قال كلمته، والرهان على ترامب فشل، وواصلت إيران التقدم في المشروع النووي".

ونبه برنياع، إلى أن "ثلاثة كانوا شركاء في رهان نتنياهو؛ رئيس "الموساد" يوسي كوهين، ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات، والسفير في واشنطن رون ديرمر"، منوها إلى أن كوهين حاول تلطيف الأجواء حول النقد، وزعم أن "إيران ليست قريبة اليوم من النووي أكثر من الماضي".

 

التعليقات (0)

خبر عاجل