هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب
المستشار الإعلامي السابق لحزب البناء والتنمية المصري، خالد الشريف، السلطات
المصرية بـ"ضرورة الاستجابة لمطالب الجماهير الغاضبة، عبر إجراء انتخابات
رئاسية مبكرة في وقت قريبا، وتنفيذا للوعد الذي قطعه عبد الفتاح السيسي على نفسه،
وهو الذي قال إن الشعب لو لم يكن راضيا عن إجراءاته وممارساته فيمكن إجراء استفتاء
على استمرار بقائه في الحكم من عدمه".
وشدّد،
في تصريح لـ "عربي21"، على ضرورة "رفع المعاناة عن المواطنين المصريين
في أقرب وقت، من خلال إلغاء وتجميد قانون التصالح في مخالفات البناء، والإفراج العاجل
عن جميع المعتقلين السياسيين، وتفعيل المصالحة السياسية مع جميع القوى الوطنية،
وأن يتم الالتزام بما يتوافق عليه الجميع".
ونهاية
الشهر الماضي، قال السيسي إنه يمكن إجراء استفتاء شعبي على استمرار بقائه في الحكم
في حال عدم رضا الشعب المصري عن الإجراءات التي يتخذها، مؤكدا أنه لو أراد
المصريون رحيله عن السلطة فلن تكون لديه مشكلة، على حد قوله، ومهددا بتدخل الجيش
المصري.
وقال
الشريف إن "المظاهرات التي انطلقت من القرى والمدن المصرية المختلفة تُعبر
عن معاناة حقيقية للمواطنين؛ بسبب تردي الأحوال المعيشية، وارتفاع الأسعار، وانتشار
البطالة والفقر، وتعرضهم لمظالم كثيرة، أبرزها مؤخرا هدم منازلهم وبيوتهم".
وأضاف
أن "نظام السيسي فشل بامتياز طوال 7 سنوات من الحكم توافرت له كل وسائل
النهضة والاستقرار من منح وقروض وتأييد دولي، وانحياز كل مؤسسات الدولة لحكمه،
وعلى رأسها القوات المسلحة، ورغم ذلك أوصل البلاد لحالة مزرية من التدهور
الاقتصادي الحاد، والتردي المعيشي للمواطنين، وفشل فشلا كبيرا في إدارة الدولة،
ولذلك يجب الاستجابة لمطالب الجماهير بضرورة رحيله فورا عن المشهد السياسي".
اقرأ أيضا: "حزب ليبرالي" يطالب السلطة بالإنصات لمطالب المصريين
وأشار
المعارض الإسلامي إلى أن "مصر حُبلى بثورة، وينتشر في كل بقعة منها براكين
الغضب، التي قد تنفجر في أي لحظة، والشعب هو مَن يعلم ميقات وموعد الانفجار".
وحذّر
من "تدهور الأوضاع، وانتشار الفوضى في البلاد"، قائلا إن "مصر أكثر من مئة مليون نسمة، بها 20 مليون يسكنون العشوائيات، و2 مليون يسكنون القبور وعلب
الصفيح، وانفجار الأوضاع سيؤدي إلى انتشار الفوضى في مصر والمنطقة بأثرها، وستكون
هناك تداعيات غير محمودة العواقب على الجميع بكل تأكيد".
واستطرد
المستشار الإعلامي السابق لحزب البناء والتنمية قائلا: "السيسي ليس أكرم على
أمريكا والصهاينة من الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي تخلي عنه الجميع عقب اندلاع
ثورة 25 يناير، ولذلك نتوقع إذا انتشرت المظاهرات في كل أرجاء مصر، وخرجت الأمور عن
سيطرة الشرطة، فسيتخلى الجميع عن السيسي، حتى أقرب حلفائه".
ولفت
الشريف إلى أن "المظاهرات التي انطلقت يوم 20 أيلول/ سبتمبر، والمستمرة حتى الآن، أعادت روح ثورة يناير للشعب المصري، وأثبتت أن الشعب أكبر من الطاغية، رغم القهر
والمجازر والاعتقالات والمحاكمات الظالمة التي مورست ضد المعارضين"، مشدّدا
على أن "الثورة لا تموت، ربما يعتريها الضعف والوهن، لكنها ستنتصر في النهاية".
واختتم
الشريف بقوله إن "ما يميز تلك التظاهرات أنها انطلقت من القرى والنجوع، ومن
بيوت الفلاحين والكادحين، وحضرها الفقراء والمهمشون، وغاب عنها المثقفون والأحزاب
والنخب"، مؤكدا أن "ثورة الفقراء سوف تقود الجميع لخلاص مصر من
الاستبداد والقهر، وبناء دولة الديمقراطية والحرية والعدالة".
ورغم
حملات الاعتقال والاستنفار الأمني الكبير في الميادين الرئيسية، شهدت محافظات ومدن
وقرى مصرية عديدة تظاهرات احتجاجية مستمرة منذ يوم 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، لا
سيما في الجيزة، والمنيا، والقاهرة، والبحيرة، والإسكندرية، وأسوان، والقليوبية،
والمنيا، وأسيوط، وبني سويف، وسوهاج، والفيوم، ودمياط، والدقهلية.
وانطلقت
تظاهرات احتجاجية "واسعة"، عقب صلاة الجمعة، ضمن فعاليات ما يُعرف
بـ"جمعة الغضب" التي دعا لها ناشطون ومعارضون، أبرزهم الفنان والمقاول
محمد علي.
وأكدت
وسائل إعلام معارضة أن أكثر من 50 قرية ومدينة في العديد من المحافظات المصرية
شهدت العديد من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية؛ للمطالبة برحيل السيسي عن سدة الحكم.
وشهدت
بعض المناطق تظاهرات جديدة تُنظم لأول مرة منذ اندلاع تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر، المستمرة لليوم السادس على التوالي.
وفي
مشهد لافت، قام متظاهرون مصريون، الجمعة، بتمزيق صور السيسي، ودهسها بالأقدام، خلال
تظاهراتهم الاحتجاجية التي عُرفت باسم "جمعة الغضب"، فيما قام آخرون
بإضرام النيران في صورة للسيسي جنوبي البلاد.
واعتبر
ناشطون تمزيق وحرق صور السيسي بأنه "تطور هام ولافت جدا"، حسب قولهم.
وتُعد
تلك الاحتجاجات نادرة، ولأول مرة تشهدها البلاد منذ عام. وهي امتداد للتظاهرات
النادرة التي خرجت في 20 أيلول/ سبتمبر 2019.
وكما
هي العادة، شنت وسائل الإعلام الموالية للنظام هجوما حادا على دعوات التظاهر،
واعتبرتها جزءا من مؤامرة خارجية تستهدف إسقاط الدولة، حسب زعمها.