صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي يحذر من التحول لدولة أسيرة بين الفلسطينيين

اتهم الكاتب مساعي نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية بإلحاقها ضررا مستقبليا على إسرائيل- جيتي
اتهم الكاتب مساعي نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية بإلحاقها ضررا مستقبليا على إسرائيل- جيتي

حذّر كاتب إسرائيلي من أن "الخطة التي يقودها بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية، والغور، يمكن وصفها بأنها سيادة عقيمة".

 

وأوضح حاييم مسغاف، بمقال في صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "تنفيذ خطة الضم سيضر بإسرائيل على المدى الطويل، وسيجعلها دولة أسيرة بين فلسطينيي الضفة وغزة.

 

وأضاف أن "الخريطة المرسومة بالتنسيق مع الأمريكيين سيتبناها العالم لاحقا، وقد يتحول تنفيذها كرة ثلجية ستسحبنا جميعا لأسفل الجبل، مع أنها تحدد حدود الدولة غرب الأردن، وتقرر موافقتنا على إنشائها، فيما تترك العديد من التجمعات السكانية في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وكذلك العديد من الطرق الرئيسية، ومناطق التحكم في الأراضي الساحلية المنخفضة".


وأشار مسغاف، المحامي وكاتب السير الذاتية لعدد من الزعماء الإسرائيليين، إلى أن "هناك من يردد أنه إن لم تتغير هذه الخريطة، فسيضطر مستوطنو (غوش عتصيون) للسفر إلى القدس عبر مستوطنة (كريات غات)؛ وهذا مثال على العبث الوارد في الخريطة، فلا يمكنك الهروب منها". 


وأوضح أنه "في هذه الحالة سيقيم الفلسطينيون دولتهم بالمنطقة المحدودة من الخريطة، والانتقال من هناك، وسيتم طرح جميع الشروط المنصوص عليها في مخطط الرئيس الأمريكي المعروف باسم صفقة القرن في سلة المهملات". 


وأكد أن "الفلسطينيين سيفعلون ببساطة ما نريد القيام به الآن، ولن تجد دولة واحدة في العالم تسائلهم، بل سيتم قبول دولتهم في الأمم المتحدة بعد يوم من إنشائها، ولن يتمكن الجيش الإسرائيلي من دخولها، سيكون حينها عبور محظور للحدود الدولية، حتى الأمريكيين لا يستطيعون أن يوافقوا مع أي إعادة احتلال إسرائيلي لمدن نابلس أو جنين أو رام الله".


وأضاف أن "السيناريو المتوقع أن يطلق الفلسطينيون صواريخ على وسط إسرائيل في منطقة غوش دان وتل أبيب، وحينها ستظهر إسرائيل أسيرة، كما تفعل اليوم بقطاع غزة من قبل المنظمات المسلحة التي ستنشأ في الضفة الغربية، ولذلك فلن يكمن السلام في الدولة التي ستكون في قلب فلسطين، ولن يكون تجريد من السلاح، ستكون الدولة الفلسطينية التي ستقوم بعد الضم كعظمة في حلق إسرائيل، لا قادرة على أن تتقيأها ولا أن تبتلعها". 


وأشار إلى أنه "لا أحد يشك في أن الفلسطينيين الذين يعيشون داخل الدولة اليهودية، ويعتبرون أنفسهم جزءا من الشعب الفلسطيني، سيسعون في مرحلة ما إلى "لم الشمل" مع تلك الدولة غير البعيدة عن منازلهم في المثلث ووادي عارة والنقب والجليل، وقد حدث هذا بالفعل في مكان آخر من العالم، ناهيك عن ملايين "اللاجئين" الذين يريدون العودة للدولة الفلسطينية الجديدة". 


وحذر أن "الكثير منهم سيستقر بلا شك على الحدود الشرقية لإسرائيل، وبالنظر إلى الغرب نحو الأماكن التي تركها أجدادهم عام 1948، فسوف تزداد رغبتهم في "قضم" في الدولة اليهودية طوال الوقت، وفي النهاية سنحصل على دولتين، واحدة "فلسطينية"، والأخرى دولة "لكل مواطنيها"، كل ذلك يؤكد أن هناك شيئا معوجا بالفعل يحدث أمام أعيننا". 


وأشار إلى أن "الفلسطينيين يثبتون الحقائق على الأرض، كما اعتاد اليهود في الماضي، مستغلين تهاوننا، وهذا يجب أن يكون مصدر قلق حقيقي، فإذا انضمت دولة فلسطينية لقطاع غزة في ممر آمن، وعندما لا تكون هناك مناطق ذات سيادة تخلت عنها إسرائيل لصالح الدولة الفلسطينية، فستكون العودة لحدود التقسيم لعام 1947 أقرب من أي وقت مضى؛ ولذلك يجب وقف هذا الجنون".

 

اقرأ أيضاأنقرة: ضم الضفة سيقضي على كافة آمال السلام بالشرق الأوسط

التعليقات (0)