هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء واسعة من الضفة الغربية تتراوح بين كونها فرصة حقيقية أو خطر داهم.
وأوضح أن تحرك بنيامين نتنياهو باتجاه الضم سيثير أجزاء كبيرة من الجمهور الإسرائيلي، لكن هتاف الفرح سيُسكت عندما ترتفع الكلفة المتوقعة لهذه الخطة.
وأضاف إيهود يعاري، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، في مقاله على القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "إعلان الضم المتوقع، والتشريع القانوني الذي سيتبعه، لن يغير الواقع على الأرض فقط، بل سيخلق واقعا سياسيا جديدا، حيث سيتم بناء المزيد من المستوطنات والخرائط الجديدة، لكن قد تتعرض إسرائيل لبعض الرضوض والندم على هذه الخطوة".
وقال يعاري، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: "لن أفشي سرا إن أعلنت أن الفلسطينيين ليسوا مهتمين بإنهاء النزاع مع إسرائيل، وليس لديهم رغبة في دولة بائسة في الوقت ذاته، يمكن الوصول معهم لترتيبات إقليمية تؤدي لهدنة طويل الأمد، دون معاهدة سلام رسمية، ودون حدود نهائية، لذلك، سيحتج عامة الفلسطينيين بشدة على الضم، لكنهم سيكونون سعداء بتفكيك السلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "إسرائيل، وحتى لو لم تدخل في جولة انتفاضة فلسطينية أخرى، فستطرأ زيادة قوية في العنف، وسيتم تعزيز الدعوات لدولة واحدة للشعبين، لكن يبدو الأمر غريبا، فالفلسطينيون ليسوا اللاعب الرئيسي في الوقت الراهن، وقدرتهم على تحفيز الآخرين على الرد بحزم ليسوا متأكدين منها".
وقال إن "الفلسطينيين يسعون للضغط على عبد الله ملك الأردن لأن يفعل ما لن يفعله بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل، فيما سيتعين على القادة السعوديين والخليجيين، الذين يقاتلون علنا ضد فيتو أبو مازن لتطوير علاقتهم مع إسرائيل، إعادة النظر في خطواتهم المتقاربة هذه تجاهها، ولن ينضم عبد الفتاح السيسي لأعدائه في تركيا وإيران".
وأكد أن "دول أوروبا الغربية ستحاول معاقبة إسرائيل بإلغاء وتقليص التعاون معها، وستنضم محكمة لاهاي لهذه الجلبة، وحتى أصدقاء إسرائيل البعيدين من أستراليا إلى الهند سيردون على الضم، لكن المشكلة الرئيسية هي الولايات المتحدة، فإذا تمكن ترامب من إعادة انتخابه في نوفمبر، فستحصل إسرائيل على فرصة طويلة، لكنها ستفقد تعاطف الديمقراطيين ومعظم الجالية اليهودية، وتفقد أجزاء مهمة من دعمها الاستراتيجي".
واستدرك بالقول إن "جو بايدن، الذي قد يفوز، فهو صديق قديم لإسرائيل، حتى لو دعم الاتفاق النووي مع إيران، وأفضل مستشاريه للشؤون الخارجية توم دونولين وتوني بلينكان من أفضل من يخدم المصالح الإسرائيلية، لكن الضم يتطلب منهم أن يعارضوا علانية تطبيق السيادة الإسرائيلية على ثلث الضفة الغربية".
وأشار إلى أن "نتنياهو يعتقد أن لديه فرصة تاريخية لا رجعة فيها، ويجب ألّا تفوّت الأشهر المتبقية لترامب في البيت الأبيض، ويعتقد أن عاصفة لمدة شهرين أو ثلاثة ستنكسر، ويحاول إقناع محاوريه أنه بمرور الوقت سيتصالح الجميع: الفلسطينيون والعرب والأمريكيون".
وتساءل: "هل يمكن إيقاف هذه الخطة التي ستنتهي بحماقة لا داعي لها، ربما لا يزال هناك طريق، الأمر يحتاج أولا لمعارضة بيني غانتس وفصيله، وثانيا تكثيف الضغط العربي والأوروبي وبايدن على أبو مازن للإعلان عن استعداده للمفاوضات، شرط عدم الإعلان عن الضم، بجانب الكثير من الصيغ الدبلوماسية لتجاوز مناقشة صفقة ترامب، وإلا فسننزلق لمنحدر كيان ثنائي القومية، يلائم حلم القذافي بـ"إسراطين Isratin".
اقرأ أيضا: تسمية وزراء بحكومة الاحتلال ومباحثات مكوكية قبيل أداء اليمين