صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: نمر بفترة ذهبية بعلاقاتنا مع بريطانيا

الزيارة الملكية البريطانية الأولى لـ"إسرائيل" في 2018- جيتي
الزيارة الملكية البريطانية الأولى لـ"إسرائيل" في 2018- جيتي

استعرض كاتب إسرائيلي مرور سبعين عاما على العلاقات الإسرائيلية البريطانية، مشيرا إلى أن رئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي ورئيسها الحالي بوريس جونسون، قاما بخطوات إيجابية "للدفع بالعلاقات قدما إلى الأمام"، وصولا إلى العلاقة "الذهبية بين الجانبين".

وبحسب تقرير الكاتب أريئيل كهانا بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"، فإن العلاقات بين الجانبين "بدأت بإصدار وعد بلفور، ثم حالة العداء البريطانية تجاه الييشوف اليهودي، وصولا لنقل الأسلحة إلى العصابات اليهودية، وانتهاء بالزيارة الملكية البريطانية الأولى لإسرائيل في 2018".


وأضاف: "هذه الأيام تشهد مرور سبعين عاما على إقامة أول علاقات دبلوماسية بين تل أبيب ولندن، رغم أن السنوات التي شهدت نشوب فجوات في علاقاتهما بين إقامة الدولة في 1948 وبين تثبيت العلاقات الدبلوماسية في 1950، لم تكن عفوية".


وأكد أن "عشرات السنين مرت على البريطانيين حتى يتغلبوا على شعور الإهانة من طردهم من فلسطين من قبل العصابات اليهودية الصهيونية، مع أنه قبل عامين فقط زار إسرائيل للمرة الأولى منذ إقامتها مندوب رسمي من العائلة البريطانية المالكة وهو الأمير وليام، وأكد أن العلاقات البريطانية الإسرائيلية تشهد مراحل من الصعود والهبوط".

 

وأوضح أن "أول زيارة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر في سنوات الثمانينيات، تعثرت عقب وقف تصدير الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل خلال حقبتي حرب لبنان الاولى 1982 والانتفاضة الفلسطينية الثانية 2000، ومع ذلك فإن العقد الأخير شهدت بدء موجة إيجابية في علاقات الجانبين".

 

اقرأ أيضا: هكذا ولدت "إسرائيل" بقرار في مؤتمر بإيطاليا تبنته عصبة الأمم

وأشار إلى أنه "حين بدأت إجراءات الانفصال البريطانية عن الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم البريكست، فقد بدأت بعض القيود على العلاقات الثنائية تتحرر، ومنذ قرار الانسحاب في 2016 فإن رئيس الحكومة السابقة تيريزا ماي ورئيس الحكومة الحالية بوريس جونسون، قاما بخطوات إيجابية للدفع بالعلاقات قدما إلى الأمام، مع أن البريطانيين ما زالوا يعطون الفلسطينيين الغطاء الذي يحتاجونه".

 

وأضاف أن "مستوى العلاقات التجارية بين الجانبين قطع أشواطا قياسيا إلى أن تم إخراج حزب الله من القانون البريطاني، ووصلت العلاقات حد التنسيق الكامل بين تل أبيب ولندن لمواجهة العدو المشترك للشعب اليهودي".


ونقل الكاتب عن السفير الإسرائيلي في لندن مارك ريغيف أنه "يخدم في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي في العاصمة البريطانية في فترة ذهبية من علاقات الجانبين، والتعاون المشترك، وتمثلت ذروة التنسيق في إحياء الذكرى السنوية المئة لإعلان وعد بلفور في نوفمبر 2017، وزيارة الدوق من كامبريدج الأمير وليام في 2018، وهذان الحدثان يمثلان قوة الشراكة الإسرائيلية البريطانية".


أما درور زيغرمان السفير الإسرائيلي الأسبق في بريطانيا بين عامي 1998 و2001 فقال إنه "في عام 2000 زار لندن الجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي، وأقمنا له وليمة عشاء رسمية، تخللتها أحاديث ودية، ورافقها شرب نخب هذه الصداقة، بحضور قائد سلاح الجو البريطاني".

 

أما سايمون ماكدونالد سفير بريطانيا في إسرائيل بين عامي 2003 و2006 فقال إنه "تمت دعوتي إلى حفل مسرحي في القدس بحضور قرابة ألف شخص، حتى دعيت إلى القاء كلمة ترحيبية باللغة العبرية التي لا أتقنها، باستثناء كلمات وحيدة".

وفي سياق الإشارة إلى وجود "عثرات سابقة بالعلاقة بين الجانبين"، كان بول رينولدز محرر الشؤون الدولية في "بي بي سي" قد ألمح إلى أنه ولسنوات كان يمكن "ملاحظة وجود شبح عداء مستتر بين الخارجية البريطانية وإسرائيل".

ويقول: "بريطانيا أجلت الاعتراف بإسرائيل كدولة لمدة ثمانية أشهر أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد اعترفت في غضون دقائق".

 

اقرأ أيضا: أين ذهبت أموال "الجنيه الفلسطيني"؟

 

ويضيف: "تستطيع أحيانا أن تلمح شبح تلك العداوة في لندن ولكنها أشباح فقط وليست سياسة واضحة جلية".

ووفقا لرينولدز فإن "تاريخ هذا العثرات قد يعود حتى إلى ما قبل تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948 فنادرا ما كانت العلاقات بين الطرفين سهلة واتسمت بالتناقضات والاستياء المتبادل".

ويوضح "الوعد التاريخي الذي صرح به وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور في عام 1917 بأن بريطانيا ستؤسس "وطنا قوميا للشعب اليهودي" في فلسطين مؤكدا في الوقت ذاته عدم تأثر قائمة الطوائف غير اليهودية من الوضع وحصولهم على حقوق مدنية ودينية، تبين أنه من المستحيل الوفاء به".

واستطرد: "في عام 1936 وجدت بريطانيا نفسها مضطرة لإخماد ثورة عربية فلسطينية ولكن الأمر لم يتوقف على ذلك فقد تعرضت قواتها للهجوم من قبل جماعات يهودية تريد طرد بريطانيا من فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية (على الرغم من أنه داخل صفوف الجيش البريطاني كان هناك لواء من اليهود البريطانيين) ولم تجد بريطانيا مفرا بعد ذلك فانسحبت من فلسطين في غضب عارم".

وقال: "الإسرائيليون شكوا من أن بريطانيا تراجعت عن تنفيذ وعد بلفور ورفضوا مفهوم الحل القائم على دولتين وفرضوا قيودا على هجرة اليهود الذين كانوا يتعرضون حينها للقتل على أيدي النازيين".

التعليقات (0)