هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا إنترسبت" تقريرا للصحافي أليكس كين، يقول فيه إنه في الليلة التي فاز فيها بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية في هامبشير، كانت ليندا صرصور في منطقة كوينز من مدينة نيويورك، تقوم بالدعاية الانتخابية لصالح ساندرز، في نادي الديمقراطيين المسلمين في نيويورك، وهم يشكلون مجموعة من المسلمين الذين يشجعون المرشح الرئاسي ساندرز.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن صرصور، التي تنشط في الحملة الانتخابية نيابة عن ساندرز والمديرة التنفيذية للمجموعة المسلمة للعدالة الاجتماعية MPower Change، تحدثت لأعضاء النادي في منطقتها، لافتا إلى أنها كانت أحد المؤسسين للنادي، وهو أول ناد سياسي للمسلمين في نيويورك، عام 2013، وهي نجمة في الدوائر الإسلامية في نيويورك.
وينقل كين عن صرصور، قولها في كلمتها: "إن بيرني ساندرز هو مرشح المجتمع المسلم في أمريكا.. بيرني ساندرز هو المرشح المعارض للحرب في هذه الحملة، لقد صوت ضد الحرب في العراق، وصوت ضد قانون الوطنية، الذي يسمح بمراقبة مجتمعاتنا ويحرمنا من حرياتنا المدنية".
ويلفت الموقع إلى أن ساندرز فاز بأصوات المجموعة الصغيرة التي تنافسه فيها فقط السيناتورة إليزابيث وارين، وكان انتصارا صغيرا لصرصور، لكنها تأمل أن تحقق الكثير من هذه الانتصارات الصغيرة في أنحاء أمريكا؛ لتولد دعما كبيرا من المجموعات المسلمة للسيناتور، ما يعزز فرصه في الفوز في الولايات التي تعيش فيها مجتمعات مسلمة حجمها كبير.
ويفيد التقرير بأن صرصور، وهي أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في أمريكا، تحاول أن تتصل بقيادات المجتمعات المسلمة في أنحاء البلاد لدعم ساندرز، وتدعو المسلمين للمشاركة في التجمعات الانتخابية، وتشجعهم على المشاركة في حملة ساندرز عن طريق الهواتف، وتقوم بنشر المقالات الداعمة لساندرز على "فيسبوك" (ولديها 216 ألف متابع) وعلى "تويتر" (313 ألف متابع).
ويقول الكاتب إن الأصوات اليمينية تستخدم كل انتقاد توجهه صرصور لإسرائيل لاتهامها بمعاداة السامية، وتحاول الضغط على حملة ساندرز للتخلي عنها بصفتها ناشطة في الحملة بالنيابة عنه، و"هذه هي مجرد آخر حملات الاعتداء التي تواجهها".
ويذكر الموقع أن صرصور ستقوم بإصدار مذكراتها، التي تحمل عنوان: "لسنا هنا لنكون متفرجين: مذكرات الحب والمقاومة"، في 3 آذار/ مارس، وتقص فيها بوتيرة سريعة صعودها من ابنة مهاجر فلسطيني إلى قائدة واثقة من نفسها على رأس منظمة تنادي بالعدالة الاجتماعية، وتنشر قصتها الشخصية خدمة لأهدافها السياسية الأكبر، وتستخدم تجربتها بصفتها طالبة في مدرستها الثانوية في بروكلين، حيث كان على الطلاب السود العبور من خلال جهاز فحص المعادن، مدخلا إلى مناقشة انتشار العنصرية في أمريكا، والطريق الذي يقود من المدرسة إلى السجن، ولماذا أخذت على عاتقها بناء تحالفات متعددة الإثنيات.
وينوه التقرير إلى أنه في مذكراتها، كما في مقابلة مؤخرا مع "إنترسبت"، فإن صرصور تتجنب الخوض في نواح من حياتها الخاصة، والجدل الذي أحاط بأنشطتها في السنوات الأخيرة، ففي مذكراتها تتجاوز الأسباب الأصلية التي جعلتها تخرج من منظمة (الزحف النسوي)، التي شاركت في قيادتها قبل أشهر قليلة، وتشير بشكل عابر إلى زوجها، بالرغم من ذكر بعض القصص المتعلقة بالأمومة، مشيرا إلى أنها لم تكن متحمسة للإجابة عن أسئلة تتعلق بأبنائها الثلاثة، و"هو أمر يمكن تفهمه من شخص عانت عائلته من مضايقات الصحافة اليمينية".
ويورد كين نقلا عن صرصور، قولها في مقابلة: "أنا واحدة من الفلسطينيين الأمريكيين، ولدي جروح لإثبات ذلك (الهجمات اليمينية ضدها).. تلقيت العديد من الضربات في السنوات الأخيرة لكنني أشعر بأمل أكبر من أي وقت مضى.. يبدو الأمر مظلما عندما تفكر فيما يحصل في فلسطين وغزة، لكني أعتقد أنه من منظور سياسي في أمريكا، كان هناك تقدم كبير".
ويشير الموقع إلى أن صرصور، البالغة من العمر 39 عاما، نشطت في السنوات الأخيرة في مجالات كثيرة، من جمع التبرعات لأنشطة المسلمين والتقدميين في أنحاء أمريكا، ودعم حملة ساندرز، إلى المساعدة في قيادة منظمة الزحف النسوي، التي قادت أضخم مظاهرة في تاريخ أمريكا ليوم واحد بعد انتخاب دونالد ترامب.
ويستدرك التقرير بأن بدايتها كانت على مجال أضيق، فبعد أشهر قليلة من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر بدأت نشاطها محليا عندما انضمت لاتحاد العرب الأمريكيين في نيويورك، فعملت تحت إدارة قريبتها باسمة عطوة، التي بدأت التنظيم، وبعد أربع سنوات زادت معاناة المسلمين في نيويورك من مراقبة الدولة، وهو ما جعل عمل الاتحاد أكثر أهمية، لكن وقعت كارثة في 2005 حيث كانت صرصور تقود سيارتها في وقت متأخر من الليل ومعها عطوة وثلاثة ركاب آخرين عندما واجهها جرار زراعي يجر عربة واضطرها للخروج من الطريق، فانقلبت السيارة على سفح حاد، وماتت عطوة نتيجة نزيف داخلي، فيما نجت صرصور بجروح بسيطة.
ويفيد الكاتب بأنه عندما عادت صرصور إلى العمل في مكتب اتحاد العرب الأمريكيين في نيويورك، بعد عدة أيام عاهدت نفسها بأن "تستمر في عمل باسمة؛ لأن ذلك كان كل ما تريده"، كما تذكر في مذكراتها.
ويلفت الموقع إلى أن الاتحاد قام بتعيينها وهي في سن 25 عاما مديرة تنفيذية لمكتب نيويورك، وخلال 11 عاما قضتها في ذلك المنصب قامت بتسجيل الناخبين العرب، وساعدت عائلات كثيرة في التعامل مع نظام الهجرة، وكانت ناجحة في إقناع دائرة التعليم في نيويورك بمنح عطلة للطلاب المسلمين في الأعياد، واستطاعت تشكيل تحالف متعدد الإثنيات لوضع حد لتجاوزات شرطة نيويورك، مشيرا إلى أن ذلك النشاط كان مهما جدا لمسلمي نيويورك، خاصة بعد أن كشفت وكالة "أسوشييتد برس" عن أن شرطة نيويورك كانت تتجسس على المسلمين بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
ويجد التقرير أن الكاريزما التي تتمتع بها صرصور وبراعتها في بناء العلاقات مع السياسيين المحليين جعلتاها محبوبة لدى العديد من الناشطين التقدميين في نيويورك، الذين قاموا بالدفاع عنها عندما استهدفها السياسيون المحليون بسبب انتقادها لإسرائيل.
وينوه كين إلى أن صرصور تعترف في مذكراتها بأنها تجد صعوبة في الموازنة بين نشاطاتها وحياتها العائلية، وتذكر أن ابنها نشر خبر قبوله في الكلية على "فيسبوك"، قبل أن يخبرها أولا، حيث كانت في واشنطن تجهز للمظاهرة النسائية، ما جعلها تبكي وتقول إنها كانت "حزينة لأن ابني لم يفهم أنه مهما كنت أفعل فإنه هو وأختاه يأتون في الدرجة الأولى بالنسبة لي".
ويشير الكاتب إلى أنه عندما سألها عن أبنائها، فإنها قالت إن لها ابنا وابنة في الكلية، وابنة لا تزال في المدرسة الثانوية، وأخبرته بأن هذه هي كل المعلومات التي سيحصل عليها.
ويعلق الموقع قائلا إن "هذه ردة فعل طبيعية من أم تتلقى باستمرار التهديدات بالقتل، (وكشفت صرصور في آب/ أغسطس عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أخبرها أن سيزر سايوك، مؤيد ترامب من فلوريدا، اعتقل وحوكم بتهمة إرسال قنابل أنابيب لسياسيين ديمقراطيين مشهورين، كان قد أدرج اسمها على قائمة الأهداف)، فهي مستعدة لتحمل نتائج نشاطها، لكنها بصفتها أما لثلاثة، فإن هناك أكثر من كون حياتها في خطر".
وينقل التقرير عن صرصور، قولها إن "الأثر على عائلتي أكثر إزعاجا.. فعندما يدق هاتفي المحمول ويرى (أبنائي) أنه لا يوجد رقم، يتساءلون (من هو ذلك؟ من تظنين أن يكون؟)".
ويشير كين إلى أن الهجوم اليميني على صرصور وصل ذروته في 2017، بعد أن ساعدت في تنظيم حملة "الزحف النسوي"، فقالت في كلمتها التي ألقتها أمام آلاف الحاضرين: "أقف أمامكم هنا.. فخورة بكوني فلسطينية أمريكية".
ويبين الموقع أن ما تبع ذلك هو مجموعة من الهجمات على صرصور من المعلقين في "فوكس نيوز"، وفي مقالات "بريتبارت" والصحافة اليهودية اليمينية، مشيرا إلى أن معظم المقالات ركزت على ميل صرصور لاستخدام "تويتر" لتهاجم خصومها السياسيين بحدة.
ويلفت التقرير إلى أن اليمين هاجم صرصور على تغريدتين بالذات: إحداهما كانت في عام 2011، التي قالت فيها إنها تتمنى الانتقام ببشاعة من ناشطتين معاديتين للمسلمين، وتغريدة أخرى في 2012 قالت فيها "ليس هناك ما يخيف أكثر من الصهيونية"، مشيرا إلى أن الأولى علقت عليها قائلة إنها تأسف للطريقة التي عبرت فيها عن غضبها مستخدمة لغة سوقية، أما الثانية فقالت إنها ليست كلماتها، بل نسختها من رسالة إلكترونية من الشاعر الفلسطيني الأمريكي، ريمي كنازي، للدعاية لفيديو له.
ويورد الكاتب نقلا عن أستاذ الجامعة في بروكلين مصطفى بيومي، الذي تركز كتاباته على المسلمين الأمريكيين، قوله: "كلنا لنا أخطاؤنا، أحيانا تكون غير مبالية وأحيانا غير دقيقة، ودفعت ثمن ذلك غاليا".
ويقول الموقع إن "تغريداتها الضالة لم تؤثر كثيرا على علاقتها بالليبراليين، لكن ما تحول إلى أزمة كبيرة لصرصور ومنظمة (الزحف النسوي)، كان التركيز على لويس فرخان، زعيم أمة الإسلام، الذي عادة ما يقول كلاما معاديا للسامية، وكانت المديرة المشاركة لمنظمة (الزحف النسوي) تاميكا مالوري، على علاقة جيدة بأمة الإسلام لفترة طويلة، واستخدم المنتقدون حضورها نشاطا لأمة الإسلام في شباط/ فبراير 2018 حجة لاتهام تنظيم (الزحف النسوي) بأنه متهاون مع معاداة السامية في صفوفه، وانتقدوا صرصور أيضا لمواقفها المعادية للصهيونية. وأرادوا رؤية كل من مالوري وصرصور تغادران المشهد، ورضخت المنظمة للضغوط واستقالت كل من مالوري وصرصور من لجنة إدارة المنظمة في 2019، بعد أن انتهت فترة خدمتهما".
ويفيد التقرير بأنه في الأسبوع ذاته الذي أعلنت فيه منظمة "الزحف النسوي" عن مغادرة صرصور، أعلنت عن أسماء أعضاء اللجنة الجدد، وبينهم المديرة التنفيذية لفرع سان فرانسيسكو من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، زهرة بيلو، ومباشرة قام المنتقدون بنبش تغريدات لها، حيث انتقدت في عام 2018 إسرائيل في تغريدة لها وشبهتها بتنظيم الدولة، وفي 2010 قالت إن القول بأن إسرائيل "تدافع عن نفسها" شبيه بالقول إن ألمانيا النازية كانت تدافع عن نفسها ضد المقاومة اليهودية، وطالبت المجموعة المؤيدة لإسرائيل بطردها من منظمة "الزحف النسوي"، وتم ذلك فعلا بعد يومين.
وينقل كين عن صرصور، قولها: "لقد تم استهدافنا على مدى ثلاث سنوات في الزحف النسوي، بالكذب والطلبات من الإعلام اليميني، ومع ذلك تقدمنا وقمنا بعملنا.. اللجنة الجديدة استسلمت خلال 24 ساعة، وكان بإمكانها إبداء التكاتف الذي كنا ننادي به ونعلمه على مدى سنوات، زهرة، قائدة ومحامية رائعة وتمت معاملتها بشكل غير عادل".
ويختم "ذا إنترسبت" تقريره بالإشارة إلى قول صرصور: "بيرني لا يتفق معي على كل شيء، ولا أتفق معه على كل شيء بالنسبة لتلك القضية (موضوع المقاطعة)، لكنني أرى في بيرني شخصا عنده استعداد لأن يستمع.. ولأول مرة في حياتي.. لدينا مرشح رئاسي يذكر المعاناة الفلسطينية على هذا المستوى".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)