هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هناك 6 أمريكيين من أصول مصرية محبوسون في السجون المصرية
لم يكن هناك ضغوط أمريكية كفاية من أجل دفع النظام المصري للإفراج عن قاسم
ارتفاع الأصوات بإعادة النظر بموضوع المعونة الأمريكية لمصر بدوائر صنع القرار بواشنطن
هناك ازدواجية في تعامل إدارة ترامب مع ملف المعتقلين الأمريكيين
حمّل الحقوقي، والسجين المصري – الأمريكي السابق، في السجون المصرية، محمد سلطان، السلطات المصرية المسؤولية كاملة عن وفاة مواطنه، مصطفى قاسم، في محبسه في مصر، بعد معاناته مع المرض؛ بسبب الإهمال الطبي.
وقال في حوار خاص لـ"عربي21" إنه التقى قاسم في سجن استقبال طره بالقاهرة، في عام 2013، وترافقا هناك لمدة خمسة شهور، وجمعتهما محنة واحدة.
وتوقع أن تتواصل ردود الفعل على وفاة قاسم المفجعة في الولايات المتحدة، سواء في أروقة السياسة أو المجتمع المدني؛ للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أجل إطلاق سراح المعتقلين الأمريكيين لدى السلطات المصرية.
وتوفي قاسم بعد تدهور حالته الصحية، مساء الاثنين 13 كانون الثاني/ يناير الجاري، بسجن ليمان طرة، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن 15 عاما في القضية المعروفة إعلاميا بـ"فض رابعة".
تاليا نص الحوار:
كيف تجد تعامل السلطات المصرية مع المصريين – الأمريكيين في السجون؟
التعامل مع المعتقلين الأمريكيين من أصول مصرية في السجون المصرية لا يختلف كثيرا عن التعامل مع المصريين، إلا في حالة وجود ضغوط من السفارة الأمريكية بالقاهرة لإيجاد أوضاع أفضل أو نقل للمستشفى، وأكبر دليل على ذلك وفاة مصطفى قاسم نتيجة عدم وجود رعاية طبية مثله مثل الذين سبقوه في فترة وجيزة داخل محابسهم.
هل هناك إحصاء بعدد المصريين -الأمريكيين في السجون المصرية؟ ولماذا تجاهلت إدارة ترامب الضغط على مصر للإفراج عنهم؟
يعتقد أن هناك 6 أمريكيين من أصول مصرية محبوسين في السجون المصرية، والإدارة الأمريكية في ظل حكم ترامب لم تتجاهل الضغط على السلطات المصرية، ولكن كان بإمكانها الضغط بشكل أكبر للحصول على نتائج أفضل.
هل تتحمل إدارة ترامب وفاة قاسم بتركه في السجن مضربا عن الطعام وهو مريض منذ 2013؟
موضوع قاسم كان من ضمن أولويات القضايا التي طرحها نائب الريس الأمريكي مايك بنيس خلال زيارته للقاهرة ولقائه بالسيسي، ووزيرا الخارجية الأمريكية مايك بومبيو وسلفه تحدثوا مع المسؤولين المصريين في هذا الصدد، كما أن ترامب تحدث بشكل خاص مع السيسي على هامش قمة جي 7 في آب/ أغسطس الماضي بشأن قضية قاسم.
اقرأ أيضا: مصطفى قاسم بعث هذه الرسالة إلى ترامب قبل موته في سجن مصري
لكن لم يكن هناك ضغوط أمريكية كفاية من أجل دفع النظام المصري للإفراج عن قاسم أو عن باقي المعتقلين الأمريكيين.
من يتحمل إذن مسؤولية وفاة قاسم داخل السجون المصرية؟
نظام السيسي يتحمل مسؤولية وفاة مصطفى قاسم كاملة؛ فمسؤولية القتل تقع على من سجن وأهمل في صحة ضحيته رغم اعتلالها لسنوات بسبب الإضراب عن الطعام وإصابته بمرض السكري، والإدارة الأمريكية لم تضغط بشكل كاف.
ما هي تبعات وفاة قاسم على إدارة ترامب، وهل حانت لحظة مواجهته بنتائج تجاهله وصمته ودعمه لنظام السيسي القمعي؟
الإدارة الأمريكية تتحمل الآن تبعات وفاة قاسم، رأينا ردود فعل منددة بالواقعة من الإدارة الأمريكية نفسها، رأينا أيضا ردود فعل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومن أعضاء الكونغرس من مجلسي الشيوخ والنواب، والموضوع ليس حزبيا.
هل نتوقع وجود تصعيد تجاه نظام السيسي بعد هذا التنديد الواسع؟
أرى أن هناك زخما كبيرا في الموضوع، وارتفاع الأصوات بإعادة النظر في موضوع المعونة الأمريكية لمصر في دوائر صنع القرار في واشنطن، وبعض المرشحين الديمقراطيين للرئاسة كجون بايدن وآخر علقوا على الأمر، وسنرى زخما أكبر في الفترة القادمة من أعضاء في الكونغرس وبعض المرشحين الرئاسيين.
هل هناك ازدواجية في تعامل ترامب مع معتقلي بلاده من بلد إلى آخر؟ وكيف ذلك؟
نعم هناك ازدواجية في تعامل إدارة ترامب مع ملف المعتقلين الأمريكيين.
ترامب يتفاخر بإطلاق سراح 38 أمريكيا بالسجون بالخارج، لكن الحقيقة تقول إن هناك 6 أمريكان في مصر و3 في السعودية، ولم ينجح في إطلاق سراح إلا اثنين.
لكن بخصوص ازدواجية المعايير في التعامل، نجدها مع دول مثل إيران وكوريا الشمالية، حيث نراها بشكل أكبر من خلال ممارسة ضغوط وفرض عقوبات، وتنتهي في وقت سريع، لكن في مصر يأخذ الأمر وقتا طويلا جدا.
ما سبب هذه الازدواجية.. هل بسبب المصالح الأمريكية المصرية؟
طبيعة العلاقات بين البلدين، وتحديدا بين ترامب والسيسي، تؤثر بشكل واضح على تعاطي إدارة ترامب مع ملف المعتقلين الأمريكيين في مصر، ولعل أبرز ملامحها التأخر في الاستجابة لمطالب الإفراج عن بعضهم.
كيف تضر وفاة قاسم بصورة ترامب الداعم للسيسي ؟
ترامب حريص على تحسين صورته الداخلية، فشعار حملته "أمريكا أولا"، لكن هنالك تناقضا شديدا، فدولة مثل مصر تحصل على مليار و300 مليون دولار معونة من ضرائب الأمريكيين، وتطلب الوساطة الأمريكية في موضوع سد النهضة، وهذه كلها أمور تساعد بها أمريكا السيسي، ولكن في المقابل لا يوجد ما تقدمه مصر.
كيف تقرأ ردود فعل المنظمات الحقوقية داخليا وخارجيا على وفاة قاسم؟
هناك ردود قوية من منظمات المجتمع المدني العاملة في مصر، ولها فترة تعمل طويلة على ملف المعتقلين، وبشكل إيجابي. أما على الصعيد العالمي، فهناك تحرك كبير من قبل المنظمات لإدانة الحادث، ومطالب جدية بتفقد السجون وأوضاع السجون، وربما صدر بيان مشترك بهذا الأمر، وأعتقد أنه سيكون هناك ردود فعل أخرى في الفترة القادمة.
ودعت تسع منظمات حقوقية مصرية، في بيان مشترك، الجمعة، اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتفقد أوضاع السجون المصرية، والسماح بزيارة جميع أماكن الاحتجاز، خاصة مع تصاعد أعداد الوفيات داخل السجون منذ مطلع العام الجاري.
وتوفي ثلاثة محتجزين على الأقل في أسبوع واحد، في سجون مصرية مختلفة، وسط مخاوف حقوقية إزاء تصاعد أعداد الوفيات داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي، والحرمان من حقوقهم الطبيعية في الزيارة والمأكل والملبس والمشرب، والتريض والرعاية الصحية.
يشار إلى أنه توفي 917 سجينا، في الفترة ما بين حزيران/ يوينو 2013 وتشرين الثاني/ نوفمبر 2019، ومن بين الضحايا 677 ماتوا نتيجة الإهمال الطبي، و136 نتيجة التعذيب، بحسب آخر تقرير حقوقي مشرك.
وطالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي ترامب بفرض عقوبات على المسؤولين عن وفاة قاسم، تشمل منع إصدار تأشيرات لهم، كما طالبوا بتحذير رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي من التعرض لمواطنين أمريكيين.