هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي مع شبكة "سي بي اس نيوز"، ومحاولته اغتنام هذه الفرصة لبث رسالة سلمية إلى الجانب الإيراني.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن المملكة العربية السعودية ربما تراجعت عن خططها المتمثلة
في شن هجوم ضد طهران ردا على استهداف بنيتها التحتية النفطية، وقد تلجأ إلى تقديم
بعض التنازلات.
وأضاف الموقع أنه في الوقت الراهن
يمكن للنخبة العسكرية الإيرانية الجزم بأن سياسة الضغط الأقصى الممارسة ضد طهران
قد فشلت. وفي وقت سابق، تحدث وزير الدفاع الإيراني العميد أمير خاتمي، عن عدم
فعالية تدابير الضغط، مشيرا إلى إمكانات طهران الدفاعية المتنامية، فضلا عن اكتساب
القيادة الإيرانية قوة أجبرت الأمريكيين
على التراجع عن تنفيذ أي عملي عسكري ضدها.
وفي هذا الشأن، أعلنت القيادة
الإيرانية أن المملكة العربية بعثت إليها برسالة عبر زعيم دولة أخرى، وذلك حسب ما
أكده المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي. ورغم عدم كشف ربيعي عن محتوى
الرسالة، إلا أنه أفاد "إذا كانت الرياض مستعدة لإجراء تغييرات في سياستها،
فإن إيران ترحب بذلك".
وأفاد الموقع أن مخططات الرياض تجاه
طهران باتت جلية من خلال التصريحات ابن سلمان في برنامج "60 دقيقة" على
شبكة تلفزيون سي بي إس. في الواقع، ترك اللقاء مع ابن سلمان إنطباعا بأنه كان يحاول
تبرير الصمت وعدم إتخاذ أي موقف تجاه الهجمات التي تعرضت إليها المنشأتان
النفطيتان التابعتان لشركة أرامكو في بقيق وخريص شرق السعودية في 14 أيلول/ سبتمبر.
اقرأ أيضا: لوفيغارو: ابن سلمان يرغب بعزل والده قبل هزيمة ترامب المحتملة
علاوة على ذلك، ذكر ابن سلمان أن حجم
المملكة العربية السعودية يكاد يكون مماثلا لحجم قارة بأكملها، والخطر يحوم حولها
من كل الزوايا. وأشار ولي العهد إلى صعوبة تغطية المملكة بالكامل، كما أن أنظمة
الدفاع الجوي العربية السعودية تشمل منظومات صواريخ باتريوت وهوك، التي لم تصمم
لتدمير الطائرات دون طيار.
وأشار الموقع إلى أن الغارات التي
شنت على مصافي النفط لم تنفذ فقط بواسطة طائرات دون طيار، بل بصواريخ أيضا، ذلك ما
تكتم بن سلمان عنه. ووفقا لولي العهد فإن الهجوم ضرب "قلب صناعة الطاقة
العالمية" ويهدد نسبة 5.5 بالمئة من إمدادات النفط في العالم.
وأشار محمد إلى أنه "إذا لم
يتخذ العالم إجراء حاسما لردع إيران، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع، وبالتالي توقف
إمدادات النفط، ما يهدد بارتفاع أسعار النفط إلى مستوى غير مسبوق". في هذا
الصدد، لاحظ مراقبون أن بن سلمان ومن خلال تصريحاته كان يناشد حلفاءه الذي يعتمد
عليهم بدرجة كبيرة، وذلك لتحديد ما إن كانت إيران ستعاقب على تصرفها أم لا.
وردا على السؤال الذي توجهت به مذيعة
شبكة "سي بي اس"، نورا أودونيل، عما إذا كانت المملكة سترد على استهداف
مصافي النفط التابعة لها، أعرب بن سلمان عن أمله في تجنب السيناريوهات العسكرية،
وحل المشاكل بطرق دبلوماسية. إلى جانب ذلك، أعرب وريث العرش السعودي عن ثقته في أن
الهجمات لم يكن لها هدف استراتيجي.
اقرأ أيضا: هل اقتربت إيران والسعودية من الجلوس إلى طاولة الحوار؟
وأورد الموقع أن وكالة فيتش العالمية
خفضت التصنيف الائتماني للسعودية بدرجة واحدة بسبب التوترات الجيوسياسية والعسكرية
المتنامية في منطقة الخليج العربي، ذلك ما يفضي القول بأن منفذي الهجوم ضد مصافي
النفط في السعودية يدركون تأثير ذلك على جاذبية المملكة الاستثمارية.
وتجدر الإشارة، إلى أن الولايات
المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وجهوا أصابع الإتهام نحو طهران والتشكيلات
الموالية لها في ما يتعلق بالهجمات على
مصافي النفط السعودية. ووفقا لهذه الدول، نظم الهجوم باستخدام الطائرات دون طيار
وصواريخ. ورغم أن طهران نفت الإتهامات الموجهة إليها، غير أنها لا تستطيع إخفاء
سعادتها بالوضع في الخليج العربي.
وفي الختام، نوه الموقع إلى أنه ردا على العقوبات الاقتصادية الأمريكية، ضربت إيران سمعة الأعمال التجارية لأهم حليف
لواشنطن في الشرق الأوسط، ما كشف عن ضعف البنية التحتية الاقتصادية لهذا البلد.