هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لرئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيسيت أيمن عودة، يقول فيه إن المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل اختاروا أن يرفضوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسياساته التي ينتهجها، المتمثلة بالخوف والكراهية والتفرقة وعدم المساواة، التي قام بتعزيزها على مدى العقد الماضي.
ويشير عودة في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن نتنياهو أعلن الصيف الماضي أن المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، الذين يشكلون خمس السكان، هم مواطنون من الدرجة الثانية رسميا، فكتب على "إنستغرام" بعد أن تمت الموافقة على قانون الدولة القومية: "إسرائيل ليست دولة لمواطنيها كلهم.. بحسب قانون الجنسية الأساسي الذي قمنا بسنه فإن إسرائيل هي الدولة الوطنية للشعب اليهودي- وهو فقط".
ويلفت الكاتب إلى أن "الحكومة الإسرائيلية قامت بكل ما في وسعها لرفض المواطنين العرب الفلسطينيين، لكن تأثيرنا تزايد، وسنشكل حجر الزاوية للديمقراطية، وليس بإمكان المواطنين العرب الفلسطينيين تغيير مسار إسرائيل فقط، بل إن التغيير دوننا غير ممكن، وكنت قد حاججت سابقا أنه إذا كانت أحزاب اليسار والوسط تعتقد أن هناك مكانا للمواطنين العرب الفلسطينيين في هذا البلد فإنها يجب أن تتقبل بأن لهم مكانا في سياستها".
ويقول عودة: "اليوم، لم يعد أمام هذه الأحزاب خيار، وقد صوت ما لا يقل عن 60% من الناخبين المواطنين العرب الفلسطينيين في الانتخابات الأخيرة، وحصلت قائمتنا المشتركة، التي تمثل الأحزاب العربية والعربية اليهودية، على 13 مقعدا، وأصبحت ثالث أكبر قائمة في الكنيسيت، وسنقرر من سيكون رئيس الوزراء القادم لإسرائيل".
ويضيف الكاتب: "بالنيابة عن القائمة الموحدة، نسبت للرئيس أن يختار بيني غانتس، زعيم حزب أزرق وأبيض، ليكون رئيس الوزراء القادم، وستكون هذه أهم خطوة نحو إيجاد الأكثرية اللازمة لمنع دورة جديدة لنتنياهو، ويجب أن تكون هذه نهاية حياته السياسية".
ويوضح عودة قائلا: "قمت أنا وزملائي باتخاذ هذا القرار ليس تأييدا لغانتس وسياساته المقترحة للبلد، فنحن مدركون بأن غانتس رفض أن يلتزم بمطالبنا السياسية المشروعة لمستقبل مشترك، ولذلك لن ننضم إلى حزبه لتشكيل حكومة".
ويقول الكاتب: "مطالبنا لمستقبل مشترك وأكثر مساواة واضحة، فنحن نسعى للحصول على إمكانيات للتعامل مع الجرائم العنيفة التي تعاني منها المدن العربية، وقوانين إسكان وتخطيط تمنح الناس في البلديات العربية حقوق جيرانهم اليهود ذاتها، بالإضافة إلى توفير فرص علاج أكبر في المستشفيات للمواطنين من البلديات العربية، ونطالب بزيادة رواتب التقاعد للمسنين كلهم في إسرائيل؛ ليستطيع مسنونا العيش بكرامة، وعمل خطة لمكافحة العنف ضد النساء وتمويلها".
ويضيف عودة: "نسعى لتضمين القرى والبلدات غير المعترف بها -ومعظمها فلسطينية عربية- التي لا تصلها الكهرباء ولا الماء، ونصر على استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ للتوصل إلى اتفاقية سلام تنهي الاحتلال وتقيم دولة فلسطينية داخل حدود 1967، وندعو لإلغاء قانون الدولة القومية الذي جعلني أنا وعائلتي وخمس السكان مواطنين من الدرجة الثانية، ولأن المرشحين لرئاسة الوزراء رفضوا لعقود دعم أجندة مساواة، لم ينسب أي حزب عربي أو عربي يهودي برئيس وزراء منذ عام 1992".
ويستدرك الكاتب قائلا: "لكننا اتخذنا خيارا آخر هذه المرة، فقررنا أن نظهر أنه لا يمكن رفض المواطنين العرب الفلسطينيين أو إهمالهم، وقرارنا التنسيب بغانتس لرئاسة الوزراء دون الانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية المتوقعة، هو رسالة واضحة بأن المستقبل الوحيد لهذا البلد هو مستقبل مشترك، ولن يكون هناك مستقبل مشترك دون المشاركة الكاملة وعلى قدم المساواة للمواطنين العرب الفلسطينيين".
ويقول عودة: "في اليوم التالي لتمرير قانون (الدولة القومية)، وفي طريقي لأوصل أطفالي للمدرسة فكرت في كيفية تربيتهم في بلد رفضت بشكل متكرر الأطفال العرب الفلسطينيين، وقامت الحكومة الإسرائيلية بجعل هذا الرفض واضحا مرات ومرات، من السنوات التي فرضت فيها إسرائيل الحكم العسكري على العرب في إسرائيل، من إقامة الدولة وحتى عام 1966، إلى المحاولات الطويلة لكبت الثقافة الفلسطينية والقرار المستمر باحتلال أراضي وحياة إخواننا وأخواتنا في الضفة الغربية وغزة".
ويضيف الكاتب: "في كل مرة أرافق فيها أصغر بناتي، شام، إلى مدرستها، أرى فقرة مكتوبة على جدار من سفر المزامير: (إن الحجر الذي رفضه البناءون أصبح حجر الزاوية)".
ويجد عودة أنه "باختيار تنسيب غانتس، أثبتنا أن التعاون بين العرب واليهود هو الاستراتيجية السياسية المبدئية الوحيدة التي ستقود إلى مستقبل أفضل لنا جميعا، وهناك عدد لا يحصى من الناس في إسرائيل وفي أنحاء العالم سيكونون سعداء بأن يروا نهاية لحكم نتنياهو المتسم بالفساد والكذب والخوف".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "سنبقى نعمل لمستقبل أفضل من المساواة والنضال للحصول على حقوقنا المدنية، ونحافظ على جذورنا وهويتنا القومية بصفتنا فلسطينيين، وهناك متسع كاف لنا جميعا في وطننا القومي المشترك، متسع لشعر محمود درويش وقصص أجدادنا، ومتسع كاف لنا جميعا لتربية أطفالنا بمساواة وسلام".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)