هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافية إيزابيل كيرشنر، تقول فيه إن حق الحديث مباشرة لرئيس الوزراء، والاجتماع مع زعماء الدول الزائرين كلهم، والحصول على إحاطات شهرية من الموساد، كلها ميزات لزعيم المعارضة في البرلمان الإسرائيلي، وهو منصب قد يذهب لأحد النواب العرب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الاحتمال المغري انبثق من ارتفاع في عدد المشاركين في التصويت من السكان العرب في البلد في الانتخابات التي جرت هذا الأسبوع، التي ترجمت إلى زيادة ثقل سياسي، فكانت نسبة المشاركة بين الناخبين العرب حوالي 60% هذه المرة، بعد أن وصل أدنى نسبة في الانتخابات الماضية قبل خمسة أشهر، حيث لم يدل بأصواتهم سوى 49%.
وتقول كيرشنر إن هذا أكسب القائمة المشتركة، وهي تحالف من الأحزاب العربية في الغالب، ما يتوقع أن يكون 12 إلى 13 مقعدا من 120 مقعدا، هي عدد مقاعد الكنيست، حيث كان يتم عد الأصوات الأخيرة يوم الأربعاء، مشيرة إلى أن النتائج الغامضة للأحزاب اليهودية، التي تعادلت تقريبا، قد تسمح للقائمة المشتركة بأن تؤدي دورا مهما نادرا.
وتلفت الصحيفة إلى أنها قد تدعم حكومة وسط من الخارج، في ظل ظروف معينة، مشيرة إلى أن الأحزاب العربية قدمت مثل هذا النوع من شبكة الأمان للحكومة التي شكلها إسحاق رابين عام 1992.
ويفيد التقرير بأنه إذا قام الحزبان الكبيران، الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، وأزرق وأبيض بقيادة بني غانتس، بتشكيل حكومة وحدة، فإنه يمكن لأيمن عودة، الذي يرأس القائمة العربية المشتركة، وهي ثالث أكبر حزب، بأن يكون رئيسا للمعارضة.
وتنقل الكاتبة عن محمد درواشة من مركز المساواة والمجتمع المشترك في جفعات حبيبة: "سيكون ذلك وضعا فريدا.. وذا قيمة تاريخية"، وأضاف دراوشة أنه بعد عقود من التهميش السياسي، فإن المواطنين العرب، الذين يشكلون خمس المجتمع الإسرائيلي، يسعون لمزيد من الاندماج، "والمزاج هو لصالح التفاعل وليس المقاطعة".
وتنوه الصحيفة إلى أن المحللين أرجعوا المشاركة العالية لعاملين رئيسيين: إعادة توحيد القائمة المشتركة بعد أن كانت تفرقت خلال الانتخابات الماضية بسبب الخلافات، وردة فعل لسنوات من جهود نتنياهو لحشد قاعدته اليمينية بشيطنة السياسيين العرب وتخويف منتخبيهم، فكان لتلك الاستراتيجية مردود عكسي هذه المرة.
ويورد التقرير نقلا عن رئيس البلدية السابق لبلدة سخنين العربية في شمال إسرائيل، مازن غنيم، قوله: "لا شك بأن الشخص الذي ساعدنا على الخروج للتصويت هو نتنياهو، فأولا وصفنا بالتهديد الديمغرافي، ثم كانت الكاميرات"، في إشارة إلى مزاعم نتنياهو بتزوير الانتخابات في المناطق العربية، وأضاف غنيم: "كان كل مرة هناك شيء آخر.. ولذلك قررنا أن نستبدل حكومة نتنياهو".
وتشير كيرشنر إلى أن نتنياهو استمر في حملة نزع الشرعية عن الناخبين العرب حتى بعد الانتخابات، حيث قال لحزبه يوم الأربعاء: "هناك احتمالان فقط: حكومة برئاستي، أو حكومة خطيرة تعتمد على الأحزاب العربية".
وتقول الصحيفة إنه ليس من الواضح بعد من سيكون رئيس الوزراء القادم، لكن غانتس اتصل بعودة في مكالمة هاتفية بعد الانتخابات، ما منحه هالة جديدة من الاحترام السياسي، واتفق الرجلان أن يجتمعا للنقاش، مشيرة إلى أن عودة تحدث قبل الانتخابات عن احتمال الانضمام إلى ائتلاف أزرق وأبيض للوسط واليسار، وهو ما لم يفعله أي حزب عربي في إسرائيل سابقا.
ويستدرك التقرير بأن قيادات أزرق وأبيض نسفوا الفكرة بسرعة، بالإضافة إلى أن أعضاء القائمة الموحدة قالوا إن عودة يتحدث بصفته الشخصية، وهو ما جعل الأمر جليا بأنهم لن يجلسوا في حكومة يقودها غانتس، وهو رئيس أركان سابق، ويشارك في مسؤولية الأعمال العسكرية الإسرائيلية واحتلال الضفة الغربية.
وتلفت الكاتبة إلى أن القائمة المشتركة حصلت على 13 مقعدا في المرة الأولى، التي نزلت فيها الانتخابات كتحالف عام 2015، لافتة إلى أن هذه المرة مختلفة، بحسب العضو البارز في التحالف عايدة توما سليمان؛ لأن البلد تواجه مأزقا سياسيا، التي قالت إن "نتنياهو اليوم أضعف.. وهو وغيره يفهمون أن لدينا قوة وبإمكاننا ممارستها".
وتبين الصحيفة أنه في الوقت ذاته فإن زعماء القائمة جعلوا من الواضح لغانتس بأنهم "ليسوا في جيبه"، وسيقدمون له الدعم فقط إن أجيبت مجموعة من المطالب، وأهمها برامج للتعامل مع العنف والأسلحة الممنوعة في البلدات العربية، وتوزيع الأراضي، والعودة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وبحسب التقرير، فإن من بين المواطنين العرب الذين أدلوا بأصواتهم، صوت 90% للقائمة الموحدة، معبرين عن ثقتهم بقيادتهم، حتى في الوقت الذي بقوا فيه متشككين حول إمكانية التأثير.
وتنقل كيرشنر عن هشام أبو جبل (50 عاما)، وهو عامل في مطعم في يافا ويأتي من قرية طرعان العربية في شمال إسرائيل، قوله: "آمل أن يستطيعوا التأثير.. ولن يكون ذلك سهلا"، وأضاف: "لدي القليل من الأمل أكثر هذه المرة.. ليس كثيرا ولكن قليلا".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن خالد أبو طويل (46 عاما)، وهو موسيقي من يافا، كان واحدا من القليل من الناخبين العرب الذين صوتوا لائتلاف أزرق وأبيض، قائلا إنه كان صوتا ضد نتنياهو، وأضاف: "حتى لو فاز النواب العرب بمئة مقعد، فإن ذلك لن يساعدنا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)