هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للكاتبة باربي لاتزا نادو، تتناول فيه القصة المتغيرة للوحة المختفية لليوناردو دافنشي "سالفاتور موندي"، التي بيعت بمبلغ 450 مليون دولار.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه عندما كشف موقع "آرت نت" عن أن اللوحة معلقة على يخت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فإن الأمر بدا منطقيا لدى البعض، فيما شكك آخرون في صحة ما ورد في التقرير، الذي اعتبره الموقع المتخصص في عالم الفن "سبقا" صحافيا.
وتعلق نادو قائلة إن التقرير كان مقنعا إلى درجة معينة، خاصة أن لوحة "المسيح مخلص العالم" اشتراها ولي العهد، من خلال ممثل له اسمه الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، أثناء عرضها للمزاد في مزاد كريستي في نيويورك عام 2017، وأعلن مزاد كريستي في البداية أن أبو ظبي، التي يحكمها محمد بن زايد، هي التي اشترت اللوحة المعروفة، لكن هذه التصريحات تم التشكيك فيها بعدما تبين أن المالك الجديد للوحة هو الأمير ابن سلمان.
ويورد الموقع نقلا عن بيان أصدره مزاد كريستي في كانون الأول/ ديسمبر 2017، قوله: "يسرنا رؤية هذا العمل الفني المذهل معروضا في متحف اللوفر في أبو ظبي"، فيما قالت تقارير إن اللوحة هي معارة ولمدة طويلة في المتحف الذي افتتح في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من ذلك العام.
ويلفت التقرير إلى أنه كان من المفترض أن تكون هذه اللوحة جزءا من مجموعة أعمال تخلد ذكرى مرور 500 عام على وفاة فنان النهضة في عام 1519، وتعرض هذا الخريف في متحف اللوفر في باريس، لكن مالكها رفض إعارتها للعرض، كما قال المتحف.
وتنقل الكاتبة عن تقارير أخرى، قولها إن اللوحة لم تشمل في المعرض نظرا للشكوك حولها وفيما إن كان دافنشي رسمها أم تلامذته في مرسمه في فلورنسا عام 1500، ما يعني تخفيض 448 مليون دولار من سعرها، وذلك بحسب موقع الفن "آرت ليست".
ويفيد الموقع بأن هناك رأيا ثالثا يقول إن العمل يجمع بين الفنان وتلامذته، حيث قام هؤلاء بإعداد الألوان الأساسية فيما وضع دافنشي اللمسات الأخيرة، مشيرا إلى أن متحف أبو ظبي اشترى رخصة استخدام اسم المتحف الباريسي بـ1.2 مليار دولار لمدة 30 عاما، ووعد في افتتاحه الباذخ أن تكون اللوحة بداية لمجموعة من لوحات فن عصر النهضة، لكنها لم تظهر أبدا.
ويجد التقرير أن فكرة ظهور اللوحة فجأة في يخت في البحر الأحمر هي قصة للإثارة على طريقة أفلام جيمس بوند، مشيرا إلى أنه مع ذلك فإن يخت "سيرين" ليس مجرد يختا عاديا، فهو واحد من أضخم قوارب المتعة في العالم، وكان يملكه سابقا ملك الفودكا الروسي يوري شيفلر، وأجره لبيل غيتس بخمسة ملايين دولار في الأسبوع.
وتنوه نادو إلى أن مؤلف مقال "آرت نت" كيني شاختر، نقل عن شخصين لهما علاقة بالعقد وصفهما كيفية نقل "اللوحة في منتصف الليل على متن طائرة خاصة لمحمد بن سلمان ووضعها في اليخت سيرين"، لافتة إلى أنه نقل بشكل موسع عن "ويكيبيديا" معلومات تتعلق بمحمد بن سلمان واليخت واللوحة ذاتها.
ويستدرك الموقع بأن المؤرخ الفني بن لويس، مؤلف كتاب "أعمال ليوناردو الأخيرة: الحياة السرية لأغلى لوحة فنية"، يشك في وجود اللوحة على يخت ابن سلمان، ويؤكد وجودها في سويسرا. وقال إن تاجر الأعمال الفنية يوفيس بوفير، الذي امتلك اللوحة في السابق ويعلم بالموضوع، أخبره في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي أن اللوحة موجودة في سويسرا.
وكتب لويس في رسالة لـ"ديلي بيست" يقول فيها إن "اللوحة حساسة جدا.. هي مكونة من خمس قطع ملصقة معا، وأي حركة غير صحيحة أو حرارة غير مناسبة قد تؤدي إلى تشققها.. لهذا أكره التفكير في أن اللوحة معلقة على جدران رطبة في يخت".
ويورد التقرير نقلا عن لويس، قوله إن الخبيرة العالمية في مجال إصلاح اللوحات الفنية ديان موديستيني توافقه الرأي، خاصة أنها عملت على ترميم اللوحة ذاتها، وأضاف: "تعتقد موديستيني أن اللوحة كانت موجودة في سويسرا في خريف عام 2018؛ لأن مرمما سويسريا اتصل بها وسألها حول كيفية تغليفها والتعامل معها لنقلها إلى فرنسا لتعرض في متحف اللوفر"، إلا أن اللوحة لم تصل إلى باريس، ولم يخبر أحد موديستيني بما جرى لها.
وتشير نادو إلى أن موديستيني أخبرت لويس بأن اللوحة نقلت فجأة إلى سويسرا بعد بيعها في المزاد عام 2017، ولا تزال هناك بناء على الأسئلة التي وجهت إليها من أجل الحفاظ عليها وتخزينها، لافتة إلى قول لويس إن مودسيتني حصلت في النهاية على معلومات عن تغليف اللوحة في مغلف "مارفل سيل"، الذي يخلق جوا مناسبا ومؤقتا لحمايتها من الدمار، مستدركا بأن هذا حل مؤقت ولا يحميها بالتأكيد من آثار الهواء حولها، وبالتأكيد في اليخت.
وبحسب الموقع، فإن لويس يتوقع أن تظل اللوحة مخبأة لتجنب الإحراج والتدقيق فيها، وفيما إن كان الأمير قد اشترى لوحة مزيفة منسوبة لدافنشي، ويعتقد أن القيمين في متحف اللوفر انقسموا حول شمل اللوحة في المعرض المقبل، وقال لويس: "الموقف الرسمي للوفر هو: طلبنا من لوفر أبو ظبي اقتراض اللوحة ولم نتلق ردا".
ويلفت التقرير إلى أن لويس يرى أن السبب الذي منع محمد بن سلمان من إعارة اللوحة هو أنه لا يريد التعامل مع لوحته على أنها أي شيء، بل حقيقية وأصلية، خاصة أنه دفع ثمنها 450 مليون دولار، مشيرا إلى أن للوحة تاريخا متقلبا، فقد ضاعت وعثر عليها وبيعت واختفت.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى قول لويس: "لو كانت في الحقيقة لوحة دافنشي فإنها لم تكن محظوظة، ولو لم تكن من رسمه فقد كانت بالتأكيد محظوظة للغاية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)