صحافة دولية

إيكونوميست: علماء الغرب المسلمون ينهضون دفاعا عن العودة وزميليه

إيكونوميست: علماء مسلمون يناشدون السعودية أن تبدي رأفة تجاه العلماء الثلاثة- عربي21
إيكونوميست: علماء مسلمون يناشدون السعودية أن تبدي رأفة تجاه العلماء الثلاثة- عربي21

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا، تقول فيه إن وثيقة وقعها عدد من الباحثين والعلماء، تحث السلطات السعودية على إظهار الرحمة مع ثلاثة من العلماء، قالت تقارير إن السعودية ستحكم عليهم بالإعدام. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الوثيقة تقدم لمحة عن حالة الإسلام السني العالمي، وتكشف عمن وقع عليها ومن لم يوقع عليها. 

 

وتبدأ المجلة بالقول إن "أديان العالم عادة ما تعاني من توتر بين القلب القديم والمحيط، فحرم الجامعات الكاثوليكية في وسط غرب الولايات المتحدة يبدو مختلفا عن أديرة الفاتيكان، والبوذية، التي تمارس من قبل المستمتعين بشواطئ كاليفورنيا، تفتقد صرامة تلك الممارسة في معابد تايلاند أو التيبت، لكن في الإسلام فإن طريقة التعامل مع توترات كهذه تعني الحياة أو الموت". 

 

وتشير التقرير إلى أن إلى 80 عالما ومدرسا للدين الإسلامي من عدة دول، ومعظمهم من الناطقين باللغة الإنجليزية، قدموا دعمهم لمناشدة أرسلت إلى السلطات السعودية، لافتا إلى أن العريضة تحث السلطات السعودية على الحفاظ على حياة ثلاثة علماء معروفين في العالم الإسلامي. 

 

وتفيد المجلة بأن الثلاثي يعتقل منذ عام 2017 بتهم "الإرهاب"، مشيرة إلى أن تهمتهم الحقيقية هي رفضهم دعم المملكة في حصارها الدبلوماسي والاقتصادي للجارة قطر، في وقت أصبح فيه الدعم امتحانا للولاء، وأصبح الحصول على دعم العلماء المستقلين أولوية للنظام. 

 

ويلفت التقرير إلى أن النيابة العامة تطالب بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق هؤلاء العلماء، فيما هناك تقارير تقول إن الحكم قد ينفذ بعد شهر رمضان، الذي سينتهي في الرابع من حزيران/ يونيو. 

 

وتنوه المجلة إلى أن من أشهر العلماء المعتقلين هو سلمان العودة، العالم الديني الذي لديه متابعون بالملايين حول العالم (حوالي 14 مليون متابع على تويتر)، وقد برز في التسعينيات من القرن الماضي عندما تحدى تحالف المملكة مع أمريكا ضد صدام حسين، وخرج في عام 1999 من السجن وكان مدافعا عن النظام، وتبنى فكرة الحوار السني الشيعي.

 

ويذكر التقرير أن العودة استطاع لفترة التدريس والعمل بحرية، ففي عام 2006 جذبت محاضراته في لندن أعدادا كبيرة، مشيرا إلى أن كلا من الأكاديمي والكاتب عوض القرني، والمذيع المعروف علي العمري يواجهان أيضا حكم الإعدام. 

 

وتتساءل المجلة عن الأشخاص الذي كانت لديهم الشجاعة لرفع أصواتهم دفاعا عن الثلاثي، وفي تحد واضح للتأثير السعودي والتفسير الصارم للإسلام، الذي يوجد في كل زاوية من العالم الإسلامي، مجيبة بأن "أي مسجد ومعهد وكلية جامعية يأمل بالحصول على تمويل من السعودية، فدعم هذه العريضة له ثمن، وفي دول مثل البحرين ومصر والأردن فدعم تحرك كهذا قد يؤدي للاتهام أو ما هو أسوأ من ذلك". 

 

ويجد التقرير أن "الإجابة على هذا السؤال كاشفة في حد ذاتها عن حالة الإسلام في العالم، فليس من الموقعين تقريبا على العريضة أي عالم من الدول الإسلامية، إلا أن الذين يتمتعون بحرية في الغرب، فالموقعون عليها يعبرون عن تنوعات عقائدية واسعة".  

 

وترى المجلة أنه "من الضروري قبل فهم طبيعة الموقعين على العريضة فهم الفئات التي ينتمي إليها ممثلو الإسلام السني، فهناك من يتبعون جماعة الإخوان المسلمين، الحركة التي تطمح لتغيير المجتمع والحكم، عادة بالطرق السلمية، للاتجاه الإسلامي، وهناك التقليديون الذين لا يهتمون بالسياسة ويرون في الإسلام وقوانينه وتعاليمه الشفاء (للعقيدة المنحرفة)، أما الفئة الثالثة فهي السلفيون الذين يدعون للعودة إلى أصول الدين وأسلوب الحياة الذي اتبعه النبي محمد، وبعض السلفيين مرتبط بالسعودية، وبعضهم منفتحون، وبينهم الجهاديون القساة". 

 

ويشير التقرير إلى أن من الموقعين على العريضة عدد كبير من العلماء الذين يميلون لفكر الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن هذا أمر متوقع في ظل المواجهة المسمومة بين السعودية ومعقل الإخوان المفترض في قطر، التي رفض الثلاثة بجرأة شجبها.

 

وتجد المجلة أن "اللافت للانتباه أن العريضة لم تبدأ من الذين يميلون للإخوان، بل من العلماء التقليديين، وهم معسكر يحظى باحترام الحكومات الغربية؛ نظرا لأنهم يشجبون الإرهاب، وعادة لا يتدخل التقليديون مباشرة في قضايا دنيوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسعودية، وهذا استثناء نادر".

 

وبحسب التقرير، فإن المحرك الرئيسي للعريضة هو الداعية المسلم المعروف فراز رباني، الذي تعود أصوله إلى جنوب آسيا، وقضى فترات طويلة للدراسة في الأردن وسوريا قبل أن يستقر في كندا، مشيرا إلى أن القائمة تضم بعضا من السلفيين الليبراليين وعددا من الباحثين غير المسلمين وعالما شيعيا مسلما. 

 

وتعلق المجلة قائلة إن "اجتماع العلماء من هذه الأطياف الأيديولوجية مثير في ضوء التناحر القاتل الذي حفزه الربيع العربي بين الإخوان والسلفيين والتقليديين". 

 

ويلاحظ التقرير أن "هناك غيابا لعدد من الأسماء البارزة المقيمة في الغرب، رغم ظهور أسماء طلابهم والمتلقين عنهم، وربما بتشجيع من أساتذتهم وبطريقة خفية، فهناك محاضرون في كلية الزيتونة في كاليفورنيا، إلا أن مؤسسها حمزة يوسف ليس على القائمة، وهناك الإمام سليمان غاني، الذي أجبر ديفيد كاميرون على الاعتذار بعدما وصفه بالإرهابي، لكن هناك غيابا للأسماء الكبيرة في مساجد بريطانيا". 

 

وتقول المجلة: "بعض النظر عن الأسماء إلا أن القائمة تحظى بدعم من نجل العودة، عبد الله، الباحث في جامعة جورج تاون، والمقيم في الولايات المتحدة، ويعتقد أن الوثيقة تحمل قوة أخلاقية حقيقية وتتحدى احتكار السعودية للحكمة الإسلامية". 

 

وينقل التقرير عن العودة، قوله: "السعودية قلقة دائما من سلطاتها الإسلامية، فهي تريد إخبار الغرب أنها وحدها من يملك الشرعية للتحدث باسم الإسلام"، ولاحظ العودة أن المملكة قامت خلال الأيام الماضية بتنظيم مؤتمر تحت عنوان يحمل تناقضا "الإسلام المعتدل"، وبرعاية رابطة العالم الإسلامي. 

 

وتورد المجلة نقلا عن العالم الأمريكي المسلم جوناثان براون والبروفيسور في جامعة جورج تاون، قوله إنه يأمل أن تعري العريضة الآثار السلبية للسياسة السعودية، فحكم الإعدام سيكون له أثر مضاد غير وضع الثلاثي خارج السجن.

 

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إنه "من الصعب التكهن في ما إن كانت عمليات الإعدام ستنفذ بحقهم أم لا، خاصة في ظل غياب الحكم الصادر عليهم، لكن الأحداث قد تتطور سريعا، ولو حدث ذلك فإن العلماء المسلمين في الغرب سيجتمعون بشتى ألوانهم ليس للتوسل المهذب، لكن تعبيرا عن الرعب، وبالنسبة للحكومات الغربية فإنها ستعبر عن معارضتها، لكن ليس بصوت عال، كما حدث مع إعدام السعودية 37 شخصا في الفترة الماضية".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)