هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدث من خلاله عن مباشرة كل من زعيم كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية العمل على إرساء السلام بينهما من خلال إزالة الحدود بين البلدين.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الالتزامات التي تعهد بها كل من رئيس كوريا
الشمالية "كيم جونغ أون" ونظيره الجنوبي "مون جاي إن"، خلال
قمة بيونغ يانغ التي عقدت الشهر الماضي لم تستغرق سوى 10 أيام لبداية تنفيذها.
في هذا الخصوص، بدأت
قوات من كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية في إزالة الألغام المزروعة على الحدود،
التي تعتبر أكثر الحدود توترا وتسلحا في العالم. وقد عزم كلا الزعيمان على اتخاذ
هذه الخطوة من أجل إرساء السلام وخدمة مصالح البلدين بعد 70 سنة من المواجهة
والخلافات. كما أنه من المقرر تحويل هذه المنطقة المتوترة إلى "مكان للسلام
والوحدة".
وأضافت الصحيفة أن كلا
الطرفين تعهدا بإخراج رفاتهما من بعض المناطق الحدودية التي شهدت حروبا ومواجهات
بين البلدين وذلك بين شهري نيسان/أبريل وتشرين الأول/أكتوبر لسنة 2019. في هذا
الصدد، أقامت حكومة كوريا الجنوبية احتفالا رسميا حول إعادة رفاة 64 جنديا قتلوا
في الحرب الكورية، بعد التعرف على هويتهم في القاعدة العسكرية في هاواي. وقد تم
جمع رفاة الموتى خلال مشروع تنقيب مشترك بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في
مقاطعة هامغيونغ الجنوبية بين سنتي 1996 وسنة 2005، في مبادرة مماثلة لتلك التي
ستبدأ في محافظة تشوروون خلال السنة المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى
أنه وفقا لوزارة الدفاع التابعة لحكومة كوريا الجنوبية، من المتوقع أن تنتهي عملية
إزالة الألغام من منطقة بانمونجون في غضون 20 يوما. كما أنه من المقرر إزالة عدة
نقاط حدودية وتحويلها إلى منطقة محايدة يحرسها عملاء غير مسلحين في مراحل متقدمة.
وقد تعهدت حكومة كوريا الجنوبية بنشر 35 جنديا في المنطقة الأمنية المشتركة لضمان
عدم وقوع حوادث أخرى، على الرغم من أن العدد سيتم تحديده خلال الأيام القادمة في
الاجتماعات الثلاثية التي ستشارك فيها الأمم المتحدة.
وأوردت الصحيفة أن
خطوة إزالة الحدود بين الكوريتين هي الأولى من نوعها خلال هذا القرن التي تهدف إلى
إرساء الاستقرار على الحدود التي كانت مسرحا للمئات من التوغلات العسكرية خلال
العقود السبعة الأخيرة. وعموما، اتخذت العلاقات بين الكوريتين منحى جديد بعد تنصيب
المحامي وناشط حقوق الإنسان، مون جاي إن، رئيسا لكوريا الجنوبية.
من جهة أخرى، أكد بعض
المحللين أنه في الوقت الراهن من المستبعد أن تقضي الكوريتين بشكل نهائي على هذه
الألغام، التي تحظرها الاتفاقيات الدولية. ومع ذلك، سحبت كوريا الجنوبية الكثير من
الأسلحة العشوائية لتقليل الخسائر بين المدنيين على الحدود. وقد أعلنت كوريا الجنوبية
سنة 2015 أنها تحتاج إلى حوالي 200 سنة للقضاء على الألغام في الجانب الجنوبي من
المنطقة المجردة من السلاح.
وذكرت الصحيفة أنها
لاحظت خلال الزيارة التي قامت بها إلى المنطقة الأمنية المشتركة أجواء من الهدوء
والاستقرار تطغى على المكان خاصة في ظل التزام كلا الكوريتين بالعمل على تعزيز
السلام. علاوة على ذلك، ألقى السياح من الجانب الكوري الجنوبي تحية ملؤها الثقة
على الزائرين من الجانب الكوري الشمالي في بادرة من الألفة لم تشهدها المنطقة من
قبل. كما لم يظهر جنود كوريا الشمالية العداء التقليدي الذي ميزهم، ولم يلجؤوا حتى
إلى الإهانات المعتادة عند الإشارة إلى نظرائهم الجنوبيين.
في الختام، نوهت
الصحيفة بأن كوريا الشمالية تعهدت بنزع سلاحها النووي في حال أظهرت الولايات
المتحدة الأمريكية، التي عبر رئيسها دونالد ترامب عن العلاقة الجدية التي تجمعه
بكم جونغ أون، استعدادها لتخفيف حدة التوتر في شكل اتفاق سلام وتخفيف للعقوبات
الدولية المسلطة عليها. ومن المقرر أن يزور مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي
كوريا الشمالية للمرة الثالثة خلال هذا الشهر، بهدف تهذيب شروط قمة ثانية بين كيم
وترامب، الأمر الذي سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.