هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لبنجامين هاس عن أزمة كبيرة وكارثية تواجهها كوريا الجنوبية، وتهدد الدول الغنية، وستمتد إلى العالم عام 2100.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنه
يتوقع تراجع معدل الخصوبة إلى مستوىً متدنٍ هذا العام لم يسبق أن وصله من قبل، ما
يجعل البلد عرضة لمجموعة من المشاكل، بما في ذلك صناديق تقاعد ليس فيها ما يكفي من
التمويل، ما سيزيد الديون والتراجع الاقتصادي.
ويتوقع أن يصل معدل عدد المواليد للنساء في سن الحمل
والولادة إلى 0.96 مولود للمرأة هذا العام، أي أقل من مولود لأول مرة في التاريخ، بحسب
دراسة نظمتها صحيفة "تشوصن إلبو".
ولا يظهر هذا المعدل المتدني الخصوبة إلا في أوقات
الحرب، بحسب ما قال "لي تشول-هي"، أستاذ الاقتصاد في جامعة
"سيئول" الوطنية، وأحد المشاركين في الدراسة.
وقال: "بالتأكيد سيكون هناك صدمة نفسية للشعب
الكوري. وغالبا ما ستؤثر على ما يعتبر العدد المثالي للأطفال، وقد يؤدي إلى هبوط
المعدل حتى أكثر من هذا".
وحذر الرجل من أن برامج الرعاية الاجتماعية مثل
الرعاية الصحية والتقاعد ستواجه نقصا، بينما يشيخ المجتمع، وهناك عدد أقل من الناس
يدفعون لدعمهم.
اقرأ أيضا: تعرف على بلدان يمكن أن تمثل "قنابل ديموغرافية موقوتة"
كما أن فصول الدراسة ستفرغ حيث سيكون هناك عدد أطفال
أقل في المدارس. وسيعاني الجيش الكوري الجنوبي لوجود أعداد أقل من المجندين، حيث
يخدم جميع الرجال في الجيش لمواجهة تهديد كوريا الشمالية.
ويهدد هذا التوجّه البلدان الغنية في العالم، لكنه
تهديد تجسد بسرعة كبيرة في كوريا الجنوبية. ويتوقع أن يكون معدل الخصوبة على مستوى
العالم طفلين للمرأة مع حلول عام 2100، وهو أقل بقليل من مستوى الاستبدال، بحسب
توقعات الأمم المتحدة.
وكانت معدلات الولادة في كوريا الجنوبية في حالة
تراجع منذ ستينيات القرن الماضي. فبعد ازدهار في المواليد بعد الحرب الكورية من
عام 1950 إلى 1953، فقد أطلقت الحكومة حملة تشجع النساء على عدم ولادة أكثر من طفلين.
ووضع النساء في كوريا الجنوبية، التي لا يزال
مجتمعها ذكوريا، يشجع على هذا التوجه، بالإضافة لفرص العمل المتضائلة للشباب
وارتفاع أسعار العقارات. فالنساء يتزوجن وينجبن في سن متأخرة، إن فعلن ذلك، خوفا
من عدم الترفيع في الوظيفة أو مواجهة التمييز في العمل.
ومعدل عمر النساء الكوريات الجنوبيات عند الزواج
لأول مرة هو 30.2 عام، بحسب الإحصائيات من وزارة المساواة بين الجنسين والعائلة،
وكان ذلك المعدل هو 24.8 عام في 1990. وتلد النساء مولودهن الأول في سن الـ31.6 في
المعدل.
وعند نشر هذه الإحصائيات في آذار/ مارس، قال باحث في
مركز الإحصاء الرسمي الكوري: "إن كانت النساء تلد أول طفل في سن الـ32 فمن الصعب
أن تلد المرأة أكثر من طفلين".
وحاولت الحكومة أن تعكس هذا التوجه ولكن لم تحقق
نجاحا. وأنفقت السلطات 136 مليار دولار ما بين عامي 2006 و2018، بحسب إحصائيات من
المجلس الوطني، على إجراءات للتشجيع على المزيد من الإنجاب. وتتضمن تلك الإجراءات
العناية المجانية بالطفل حتى سن الخامسة، وتقديم المعونات المالية للحوامل ودعم
نوادي الشباب.
وقال "لي بونغ-جو" من جامعة سيئول
الوطنية: "إن هذا يقرب من مستوى الكارثة، فالتركيز فقط على العناية بالأطفال
لن يكون فعالا في المستقبل، ولكن زيادة المساواة بين الجنسين في البيت وفي العمل
هي الحل الأمثل، ولكن ذلك سيستغرق وقتا".
واقترح أن تقدم الحكومة مساعدات للأزواج الشباب
للسكن، والتعامل بقوة مع التمييز الجنسي الذي تواجهة الأمهات الجدد والقضاء على
وصمة الأسر ذات العائل الوحيد.
ولكن حتى تلك الإجراءات قد لا تكون كافية. فمجموع
المواليد العام الماضي هو 357000 مقارنة مع 493000 قبل عقد. وحتى لو بدأ معدل
الخصوبة بالارتفاع، فسيكون بين عدد يتقلص من النساء.
وقال "لي تشول-هي": "سرعة تراجع عدد
الأطفال الذين يولدون كل عام أهم من معدل الخصوبة، وهو ما سيؤدي إلى مشاكل في
الاقتصاد والمجتمع".