أثار قرار إعادة
سجن علاء وجمال نجلي الرئيس
المصري
المخلوع حسني مبارك على ذمة قضية التلاعب في أموال البورصة، الكثير من التكهنات.
ويعتقد البعض أن
السيسي ما زال يشك في ولاء الأحزاب
الموجودة التي تم تأسيسها على أنقاض الحزب الوطني المنحل، مؤكدين أن فكرة الخيانة
حاضرة بقوة في عقلية السيسي والذي لا يثق في موقف هذه الأحزاب التي تشكل الأغلبية
البرلمانية، إذا ما قرر تعديل الدستور لمد فترات الرئاسة.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أصدرت قرارا السبت بحبس جمال
وعلاء مبارك وآخرين من بينهم نجل الكاتب الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل في القضية
المعروفة بالتلاعب بأموال البورصة، وتأجيل القضية للعشرين من الشهر المقبل.
ووجهت النيابة المصرية خلال حكم الرئيس محمد مرسي لجمال
وعلاء و21 من رجال الأعمال اتهامات بالتلاعب بالبورصة والاشتراك بالتربح من بيع البنك
الوطني المصري لبنك الكويت، وتضم القائمة أسماء رجلي الأعمال السعوديين عبد الرحمن
الشربتلي ونجله حسن مالكي مشروع سيتي ستارز وسلمان أبانمي وبدر الزهران وعيد الزهران
ورجل الأعمال المصري هشام السويدي وهايدي راسخ زوجة علاء مبارك وأيمن فتحي سليمان رئيس
مجلس إدارة البنك الوطني وأحمد فتحي سليمان وياسر الملواني عضوي مجلس إدارة البنك بالإضافة
إلى جهات حكومية وشركات منها هيئة البريد المصري والمجموعة المالية هيرميس.
من جانبه أكد الكاتب الصحفي سليم عزوز لـ "
عربي21"
أن مصر تشهد خلال عام 2020 انتخابات برلمانية هامة سوف تحدد بشكل كبير مصير استمرار
السيسي في الحكم بشكل قانوني، منها إجراءات تعديل الدستور لزيادة مدة رئاسة
الجمهورية التي تنتهي 2022، وفتح مدد الرئاسة وعدم اقتصارها على مدتين.
ويرى عزوز أن الأحزاب التي تشكل البرلمان الحالي والتي
من المتوقع أن تكون عنوانا للبرلمان القادم معظمها خرجت من رحم الحزب الوطني
المنحل، وما زال أعضاؤها يدينون بالولاء للرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه، ومع
عدم وجود قناعة سياسية بالسيسي نفسه، فإن هذا يثير شكوك السيسي في حقيقة ولاء هذه
الأحزاب، وضمان عدم تخليها عنه لصالح أبناء مبارك.
ويضيف عزوز أن الإفراج عن نجلي مبارك كان مشروطا بألا
يخرجا من منزلهما، ولكن مع الظهور المتكرر لهما في كثير من المناسبات كان لابد من
اعتقالهما تحت أية مسميات يتم تكييفها حتى يكون السجن قانونيا، موضحا أن ما جرى مع
نجلي مبارك إضافة لنجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل عراب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013،
يؤكد أن السيسي ليس له صديق أو حبيب وأنه في مقابل ضمان حماية منصبه سوف يضحي بكل
شيء.
ويضيف المختص بعلم الاجتماع السياسي سيف المرصفاوي
لـ"
عربي21" أن إعادة اعتقال نجلي مبارك، له أكثر من سبب؛ الأول هو إبعادهما
عن المشهد السياسي خاصة بعد الظهور اللافت لهما في العديد من المناسبات، وهو
الظهور الذي لقي ترحيبا جماهيريا.
ويشير الخبير السياسي إلى أن هناك تسريبات خرجت عن جمال
مبارك تدلل على أنه يمهد الأرض لعودته مرة أخرى للساحة السياسية، وهو ما دفع الكاتب
الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم والمقرب من السيسي، لتوجيه
تحذير مباشر لنجلي مبارك من كثرة ظهورهما، مؤكدا في مقال نشره بأخبار اليوم في أيار/
مايو الماضي أن ظهورهما يمثل خطرا على الأمن القومي ومستقبل ما سماه بثورة 30
يونيو 2013.
أما السبب الثاني كما يرى المرصفاوي فإن فشل الأحزاب
السياسية القائمة في الاندماج داخل حزب واحد لدعم السيسي مثل رسالة سلبية لرئيس
الانقلاب خاصة وأن الحزب الأكبر في البرلمان وهو مستقبل وطن معظم أعضائه من قيادات
الحزب الوطني المنحل، وهو الذي يقف عائقا أمام فكرة الدمج، وبالتالي فإنه مع ظهور
نجلي مبارك، ووجود ترحيب بهما، فإن السيسي لابد أن يشعر بالقلق.
ويشير المرصفاوي أن السبب الثالث يتمثل في ضعف وتفكك
الأحزاب القديمة مثل الوفد والتجمع والناصري، وفي ظل غياب الإخوان المسلمين عن
المشهد السياسي خلال الفترة الحالية، فقد تشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة عودة
علنية لقيادات الوطني المنحل، وهو ما يبرر هذه الحملة ضد جمال وعلاء، بالإضافة لوضع
رجل الأعمال أحمد عز تحت تهديد متواصل، وبالتالي فإن أي محاولة لإعادة انتاج نظام
مبارك يجب أن يتم وقفها مبكرا.
ويؤكد الخبير السياسي أن هناك حديثا عن وجود اتصالات جرت
بين آل مبارك وقيادات الوطني في المحافظات للسيطرة على البرلمان القادم، وإن صح
ذلك فإن فكرة تعديل الدستور لضمان استمرار السيسي لعامين إضافيين ثم فتح مدد
الرئاسة لن يمر بشكل سلس كما يريد السيسي في ظل احتمال وجود بديل أو منافس له.