هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لكل من غاردينر هاريس وإيزابيل كيرشنر، يقولان فيه إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ذهب إلى إسرائيل يوم الأحد، وسط أسوأ أزمة في العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات، لكنه لم يقابل أي مسؤول فلسطيني، ولم يذكرهم علنا سوى مرة واحدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين كانوا ينظرون لأنفسهم على مدى عقود على أنهم وسطاء بين الجانبين، لافتا إلى أنه عادة ما كان وزراء الخارجية الأمريكيون يقابلون الممثلين الفلسطينيين خلال جولاتهم الإقليمية مثل هذه الجولة، وعندما كانت تتدهور العلاقات بين الجانبين فإن أمريكا كانت تسعى لجسر الهوة.
ويجد الكاتبان أن "هذا لم يعد صحيحا، فلم يتصل أحد من وزارة الخارجية بالفلسطينيين، يطلب منهم لقاء مع بومبيو، بحسب المسؤولين الفلسطينيين، وربما يكون ذلك لأن الأمريكيين يعرفون الجواب مقدما: لا".
وتلفت الصحيفة إلى أن القيادة الفلسطينية قاطعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد قرار الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ممهدا الطريق لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى المدينة المتنازع عليها، ويقولون إن البيت الأبيض لم يعد وسيطا أمينا في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وينقل التقرير عن المسؤول الكبير في إدارة قسم شؤون المفاوضات التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية خافيير أبو عيد، قوله: "ليس هناك شيء للنقاش".
ويورد الكاتبان نقلا عن بومبيو، قوله في تعليق له في الوقت الذي كان فيه واقفا بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن حدود القدس يجب أن تكون مطروحة للنقاش في المفاوضات بين الطرفين، وأضاف: "لا نزال ملتزمين بالتوصل إلى سلام دائم وشامل، يوفر مستقبلا أفضل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وتستدرك الصحيفة بأن الاحتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل، التي أدت إلى سقوط 46 شخصا، وجرح المئات، وولدت تعاطفا عالميا مع القضية الفلسطينية، لم تذكر.
وينقل التقرير عن دانيال شابيرو، الذي كان سفيرا لإسرائيل خلال إدارة أوباما، قوله: "عدم حصول لقاء في رام الله في زيارته الأولى يشكل نذير شؤم بخصوص أي فرص للتقدم أو حتى التفاوض مع الفلسطينيين".
ويورد الكاتبان نقلا عن آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق عن أمريكا في الشرق الأوسط، قوله إن عدم اهتمام بومبيو الواضح تجاه الفلسطينيين "يشير على الأقل إلى عدم اكتراث بالانفجار المحتمل الذي قد يزيد خطورة، بالإضافة إلى عجز أمريكا أو عدم رغبتها في التأثير على مجريات الأمور".
وتفيد الصحيفة بأن بومبيو بدلا من أن يناقش القضية الفلسطينية، فإن رسالته كانت خلال زيارته السريعة للمنطقة هي شجب إيران، مشيرة إلى أنه التقى القيادات السعودية يوم السبت وصباح الأحد، وكلهم اتفقوا على أن إيران قوة تزعزع الاستقرار في المنطقة، فيما التقى مساء الأحد بنتنياهو، الذي هاجم إيران وهو يقف إلى جانبه.
ويذكر التقرير أنه يتوقع أن يتخلى ترامب عن الاتفاقية مع إيران، التي وصفها بأنها "الأسوأ على الإطلاق" خلال أسبوعين، حيث أصبحت مواجهة إيران إحدى السياسات الواضحة لهذه الإدارة.
ويقول الكاتبان إن "ترامب يختلف مع مستشاريه حول كيفية مواجهة موسكو، بالإضافة إلى أن الحرب التجارية المحتملة مع الصين تركت تخوفا عميقا في الولايات الشمالية، فسياسة الإدارة في سوريا في حالة تغير دائم، كما أن زعيم كوريا الشمالية أصبح فجأة يبدو زعيما عالميا".
وتجد الصحيفة أن هناك وفاقا بأنه يجب مواجهة إيران، حيث ركز بومبيو على هذا الموضوع يوم الأحد، وقال بينما كان يقف إلى جانب نتنياهو: "نبقى في قلق عميق فيما يتعلق بالتصعيد الإيراني الخطير، ويبقى التهديد الذي تشكله لإسرائيل والمنطقة قائما، أمريكا إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب، ونؤيد بقوة دعم حق إسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها".
وينوه التقرير إلى أنه بالنسبة للاتفاقية النووية، فإن بومبيو قال: "لقد كان الرئيس واضحا بهذا الشأن: هذه صفقة معيبة"، وأضاف: "لقد وجه الإدارة لمحاولة تصحيحها.. وإن لم نستطع إصلاحها سننسحب من الصفقة، الأمر بهذه البساطة".
ويشير الكاتبان إلى أن نتنياهو وافق على ذلك، قائلا: "سيادة الوزير، أعتقد أن أشد خطر على العالم وعلى بلدينا -والبلدان كلها- هو التزاوج بين الإسلام المتطرف والأسلحة النووية، خاصة محاولة إيران الحصول على أسلحة نووية".
وتبين الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين والمفتشين الدوليين يتفقون على أن إيران ملتزمة بالاتفاقية النووية، التي أضعفت بشكل كبير إمكانية إيران بالحصول على أسلحة نووية، فيما يقول المسؤولون الإيرانيون إنهم قد يستأنفون البرنامج النووي إن انسحبت أمريكا من الاتفاقية.
وبحسب التقرير، فإنه في 14 أيار/ مايو، الذي يصادف الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل، فإن أمريكا ستفتتح سفارتها رسميا في القدس، ويتوقع حضور العديد من الشخصيات الأمريكية البارزة، وقال ترامب إنه سيحضر.
ويستدرك الكاتبان بأن ذلك الافتتاح يصادف أيضا وصول الاحتجاجات الفلسطينية إلى ذروتها، حيث يمثل ذلك التاريخ بالنسبة للفلسطينيين تاريخ النكبة عندما طرد مئات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، وأصبحوا لاجئين في الخيام عام 1948.
وتلفت الصحيفة إلى أن أول مسؤول أمريكي كان يشعر بغضب الفلسطينيين بشأن قرار نقل السفارة إلى القدس هو نائب الرئيس مايك بنس، الذي أجل ما كان يتوقع أن تكون زيارة وجدانية خلال أعياد الميلاد، وذلك بعد أن رفضت عدة قيادات مسيحية في المنطقة استقباله، مشيرة إلى أنه عندما وصل أخيرا في كانون الثاني/ يناير، فإن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس قاطعته؛ لأنه لم يفعل شيء لاسترضاء الفلسطينيين، و"في ضوء ذلك، فإنه يمكن لبومبيو أن يتوقع المعاملة ذاتها".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول مستشار عباس للعلاقات الدولية نبيل شعث: "رفضنا مقابلة بنس مرتين.. لقد أعلنا عن موقفنا، ولا نقبل الدور الأمريكي في السيطرة من طرف واحد على مسار العملية السلمية، ترامب ليس مهما بالنسبة لنا، سواء أعلن عن صفقة القرن أم لم يعلن".