هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم محاولات الحشد الانتخابية عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع
والمقروء للنظام المصري في الخارج، نجحت حملة مقاطعة انتخابات الرئاسة المصرية في
الولايات المتحدة الأمريكية في كشف ما أسمته "هزلية الانتخابات
الرئاسية" عبر مقاطعتها من جهة، وكشف ألاعيب وحيل النظام من جهة أخرى .
وانتهى
تصويت المصريين بالخارج ، الذي استمر 3 أيام، الأحد الماضي، ويبلغ عدد من يحق لهم
التصويت 6 ملايين ناخب من بين 9.5 مليون مصري مغترب، ولكن على خلاف الاستحقاقات
الانتخابية الماضية، قررت هيئة الانتخابات المصرية عدم إعلان نتائجها إلا مع نتائج
انتخابات الداخل، وهو ما فسره مراقبون بخوف النظام من ضعف الإقبال، وبالتالي ضعف
النتائج، فتؤثر بالسلب على من في الداخل.
إخراج
مسرحي للانتخابات
الناشط
المصري القبطي بأمريكا، كمال صباغ، أشاد بنجاح حملة المقاطعة التي شنها
النشطاء في الولايات المتحدة لمقاطعة مسرحية الانتخابات الرئاسية المصرية 2018.
وقال لـ"عربي21": "فشلت دعاوى الحشد التي
قامت بها وزيرة الهجرة، وخلفها الكنيسة القبطية والقنصلية، ولم يشارك سوى 3231
ناخبا بالمقارنة بانتخابات 2014 التي شارك فيها 9417 ناخبا".
وأوضح
أن "هذه المشاركة البائسة هي كل ما استطاعوا عمله بعد ممارسة كافة الضغوط على
الأقباط عن طريق رجال الدين"، مشيرا إلى أن "عدد المصريين في المنطقة
الشرقية من الولايات المتحدة يقدر بنحو 600 ألف مصري، ما يعني أن نسبة المشاركة في
لجنة قنصلية نيويورك أقل من 0.5%".
ولكنه
أشار إلى وجود تزوير، قائلا: "الإعداد والإخراج الجيد لعملية التزوير
الانتخابي، التي تُدرّس في المعاهد الديمقراطية المنوطة بمراقبة الانتخابات حول
العالم؛ فالتعطيل المتعمد للطوابير هو أحد التقنيات، حيث تعمد النظام تعطيل
الطوابير، وخلق مشهد ازدحام مصطنع يستخدم في المستقبل لتبرير النتائج
المزورة، بينما يتم تعطيل العمل داخل اللجان عن طريق الرقص والطبل وإظهار اللجان
ممتلئة".
فقدان
الثقة
في
ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وصف رئيس مركز الحوار المصري الأمريكي، عبد الموجود
الدرديري، المقاطعة "بالتاريخية"، وقال لـ"عربي21":
"تقريبا لم يشارك إلا القليل جدا من أصحاب المصالح المحدودة"،
مؤكدا أن "الشعب المصري الواعي رفض القبول بالاستبداد والفساد مرة أخرى؛ وهذا
دليل على ارتفاع وعي الشعب المصري".
وأوضح
أن "العزوف سببه فقدان الثقة في العملية الانتخابية برمتها، فلا يمكن لسلطة
اغتالت أهم قيمة عند الشعب، وهي قيمة الحرية، أن تصنع انتخابات"، مضيفا:
"الآن سقط القناع الديمقراطي عن الانقلاب، ولم يبق له إلا البندقية التي
يستخدمها في إرهاب الشعب، وهذه الآلية عمرها قصير؛ لأنها ببساطة لا تملك مشروع تقدمه
للشعب الذي تدعي زورا أنها تمثله".
وفيما
يتعلق بانتخابات الداخل، أعرب عن توقعه "أن يقاطع المصريون، وأن تكون فضيحة
كبيرة، فقد أصبح من الصعب الضحك على الشعب الذي يعاني من انسداد سياسي، وضيق في
المعيشة، وفساد إداري، وظلم في جميع المجالات".
المشهد
في الخارج سينتقل للداخل
رئيس
مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد، المقيم بضاحية
كولومبيا، إحدى ضواحي العاصمة واشنطن، أكد لـ"عربي21" أن
"أعداد الناخبين هذه المرة قليلة أمام السفارة، رغم كل محاولات التزييف،
وقرار السفارة أن أيام الانتخابات ستكون لتسهيلات أخرى، كاستخراج شهادات ميلاد،
والتجنيد لجذب الأعداد للسفارة، وهو الأسلوب ذاته الذي اتبعته في القنصلية
بنيويورك وفق أحد مندوبينا هناك".
وبيّن
أن "الكثير من الأقباط مستاؤون من حكم السيسي؛ فأوضاعهم لم تتحسن إلا إذا
اعتبرنا أن تحسن أوضاع البابا (تواضروس الثاني) يعني تحسن أوضاع جميع الأقباط، ما
حدث خلال السنوات الأربع الماضية كشف للجميع أن السيسي صاحب أجندة صهيونية".
ودعا
حامد المصريين إلى "المشاركة في الانتخابات الإلكترونية الموزاية، التي
انطلقت مع بداية انتخابات الرئاسة في الخارج؛ للاختيار بين جميع من
تقدموا للترشح لانتخابات الرئاسة"، مشيرا إلى أن "المصريين بالداخل
سيعزفون عن النزول للانتخابات، باستثناء الفئة المستفيدة والموظفين، والعمال في
شركات رجال أعمال موالين للسلطة".
حملات
المقاطعة تؤتي ثمارها
رئيس
المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، هاني القاضي، أكد بدوره أن جهود
النظام المصري في الحشد للتصويت "فشلت على الرغم من جهود الكنيسة المصرية،
والهيئة القبطية لأقباط أمريكا، وتوفير وسائل النقل، وتأجير "الهتيفة"
في منطقة نيويورك ونيوجيرسي، جاءت الأرقام مخيبة لهم بحضور 3300 مصوتا تقريبا،
وهذه النتائج أقل من نتائج انتخابات 2012".
وأضاف
لـ"عربي21": "يرجع قلة الإقبال إلى عدة
عوامل، منها حملات المقاطعة التي قادتها المنظمة المصرية الأمريكية للحرية
والعدالة، والجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ومجموعة أخرى من
المصريين الأقباط".
وأعرب
عن توقعه بأن "ينعكس ذلك على حجم إقبال المصريين في الداخل على صناديق
الاقتراع، ولن تستطع الآلة الإعلامية أن تقنعهم بالمشاركة هذه المرة، خاصة الشباب
الذين رأوا أول تجربة ديمقراطية في مصر تدفن أمام أعينهم على يد السيسي".
اقرأ أيضا: كيف أوهم تلفزيون مصر متابعيه بكثرة الناخبين بالنمسا؟ (شاهد)