استعرض مؤرخ
إسرائيلي، التداعيات الخطيرة للقرار الأمريكي بوقف رزمة المساعدات التي تقدمها واشنطن لمصر، على استقرار النظام
المصري الحالي برئاسة عبد الفتاح
السيسي "الحليف الحيوي" لواشنطن وتل أبيب، وفق وصفه.
ورأى المؤرخ الإسرائيلي الخبير شاؤول شاي، الذي يعمل رئيسا لقسم الأبحاث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، أن قرار الولايات المتحدة تجميد أموال المساعدات الاقتصادية العسكرية بحجم 300 مليون دولار، "كان مفاجئا بالنسبة لمصر"، حيث أقدمت الإدارة الأمريكية على هذه الخطوة، لأن مصر لم تستوف متطلبات تحسين حالة حقوق الإنسان لديها.
ومنذ اتفاق السلام الذي وقع بين القاهرة وإسرائيل، تتمتع مصر بمساعدات عسكرية أمريكية سنوية بمقدار 1.3 مليار دولار، وبدعم اقتصادي مدني بنحو 250 مليون دولار سنويا، في حين جمدت الإدارة الأمريكية السابقة إرساليات السلاح إلى مصر عقب الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
ونوّه شاي إلى أنه "رغم تحسن العلاقات مع مصر بعد وصول السيسي للرئاسة، إلا أن العلاقات بقيت باردة"، موضحا أن "تجميد إرساليات السلاح من واشنطن للقاهرة دفع السيسي لوضع استراتيجية تنويع مصادر السلاح المصري، وتوثيق العلاقات الأمنية مع روسيا وفرنسا".
وأكد المؤرخ الإسرائيلي أن "النظام المصري يعاني من صراع شديد مع سلسلة من الجماعات المسلحة التي تهدد أمنه واستقراره"، موضحا أن النظام المصري بزعامة السيسي اتخذ جملة من الإجراءات الإدارية والقانونية التي تُعدّ بعضها في الولايات المتحدة وأوروبا تمس بحقوق الإنسان.
وتعاني مصر الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، منذ الانقلاب على الرئيس المنتخب مرسي، الذي يعدّ أول رئيس مصري مدني منتخب.
حليف حيوي
وأوضح شاي أن "القرار الأمريكي أدى إلى مفاجأة مزدوجة لمصر، فالمفاجأة الأولى أن المصريين اعتقدوا بأنه مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب -وهو الأقل حساسية تجاه حقوق الإنسان ويضع الحرب ضد الإرهاب في أولويته العليا- ستتحسن العلاقات بين الدولتين، وتبدي واشنطن تفهما لمشاكل النظام المصري الداخلي".
وأما المفاجأة الثانية؛ فهي أن "المعلومات عن قرار وزارة الخارجية الأمريكية وصلت لمصر قبل بضع ساعات فقط من نشرها في وسائل الإعلام الأمريكية".
وأما بالنسبة لتوقيت القرار، الذي جاء عشية وصول وفد أمريكي رفيع المستوى للقاء السيسي في القاهرة من أجل العمل على تقدم المسيرة السلمية بين "إسرائيل" والفلسطينيين، وقبل بضعة أسابيع من المناورة المشتركة واسعة النطاق للقوات الأمريكية مع الجيش المصري، فهو "يبعث علامات استفهام حول مدى التنسيق بين الجهات المختلفة في الإدارة الأمريكية"، وفق المؤرخ الذي أشار إلى تأكيد ترامب في اتصال مع السيسي عقب صدور القرار بوقت قصير أنه "سيعمل على استمرار توثيق العلاقات بين واشنطن والقاهرة".
ولفت المؤرخ الإسرائيلي إلى أنه في ظل "الواقع الفوضوي في منطقة الشرق الأوسط، فمصر هي حليف حيوي للولايات المتحدة، كما أن اتفاق السلام مع مصر والعلاقات الأمنية التي نسجت معها خلال السنوات الأخيرة هي بمثابة مصلحة استراتيجية حيوية لإسرائيل".
وبناء على ذلك، شدد شاي على أهمية أن "تحاول إسرائيل في المساعدة على حل نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة ومصر، وذلك حفاظا على استقرار نظام السيسي، إضافة لحفظ القاهرة كعنصر أساس في الائتلاف السني المعتدل في الشرق الأوسط، في ضوء التهديدات، خاصة من جانب إيران، وعقب هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا".