استعرضت وسائل الإعلام
الإسرائيلية مهمة الوفد الأمريكي بشأن إيجاد حل للصراع
الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، وما هو السبيل لنجاح الوفد في مهمته، التي فشل فيها آخرون.
دروس الماضي
ويضم الوفد الأمريكي: مستشار البيت الأبيض جارد
كوشنير، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، ومعهما دينا باول نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية.
وأوضح الخبير الإسرائيلي، شاؤول اريئيلي، أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب لعملية السلام، جيسون غرينبلات، عمل على معرفة أدق التفاصيل للمحاولات السابقة، التي حاولت إيجاد حل بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي، وسعى للتعلم من دروس الماضي.
ونوه إلى أن المبادرة الأمريكية تبدو بعيدة المنال الآن؛ بسبب القضايا التي يجري التحقيق مع نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بشأنها، إضافة لوضع ترامب، لكن الأمل معقود على أن يتعلم غرينبلت من ظروف التدخل الدولي في الصراع".
وأكد اريئيلي، وهو جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي، في مقال له اليوم بصحفية "هآرتس" العبرية، أن "المجتمع الدولي لم ينجح خلال مئة عام الماضية في فرض قراراته على الطرفين، في الوقت الذي يعلو الغبار على جميع القرارات الدولية، وهو ما يؤكد أنه لا يمكن فرض حل نهائي على الطرفين".
الحل العملي
وبحسب الخبير، فإنه رغم هذا الفشل، فقد "تمكن من إنشاء أطر سياسية لحل الصراع، حيث يتوقف نجاح هذه الأطر بأن تعتبرها الأطراف مناسبة لتحقيق مصالحها"، وفق اريئيلي، الذي رأى أن "قرار التقسيم -الذي لم ينفذ- أوجد المفتاح لحل الصراع عن طريق التقسيم؛ لأن المجتمع الدولي ما زال يعتقد أن المطالب العربية واليهودية لا يمكن أن تتوافق، وأن التقسيم هو الحل العملي، الذي وافق عليه اليهود فقط".
ونوه الخبير بأن بإمكان المجتمع الدولي "التأثير على تحديد مصالح الطرفين، واستغلال الإطار السياسي الذي أنشئ من أجل حل الصراع"، موضحا أن "ميزان القوى في المعسكرات المختلفة للجمهور والساحة السياسية هو الذي يحدد المصالح".
وأشار إلى أن "الجمهور في إسرائيل يخضع منذ بضع سنوات لمحاولة حكومات نتنياهو الإبقاء على الصراع ورفض حل الدولتين"، لافتا إلى أن حل الدولتين "أصبح خلال السنوات الأخيرة مقرونا بالقوانين التي تضع العقبات أمام من يؤيدون هذا الحل".
ومن أجل النجاح في المكان الذي فشل فيه الآخرون، نصح اريئيلي، المبعوث الأمريكي غرينبلت بأن "يضع إطار ومعايير واضحة للاتفاق الدائم، وأن يعمل على عقد صفقة شاملة تشمل العصي الرادعة والجزر المشجع، مع خلق الأجواء الدولية التي تمكن المجتمع المدني للطرفين من التأثير على تحديد المصالح والمواقف القومية".
فشل الجهود
من جانبه، أكد الكاتب الإسرائيلي، آريه مكيل، أن عودة ترامب للاهتمام بشؤون المنطقة، "تنبع من جهوده في تحقيق إنجازات دولية، التي يصعب الحديث عنها بعد مرور نحو نصف عام على توليه منصبه".
ولفت مكيل، في مقال له بصحية "إسرائيل اليوم"، إلى أن الوفد الأمريكي المتوقع وصوله للمنطقة، يأتي في ظل انشغال إدارة ترامب بالأزمة مع كوريا الشمالية، وتقدم التحقيق في علاقة ترامب وطاقمه مع روسيا في الحملة الانتخابية الأمريكية، إضافة للصعوبات الكثيرة التي يعانيها ترامب في سياسته الداخلية.
وأوضح الكاتب أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كان دائما "يلدغ" الإدارات الأمريكية المختلفة، التي سعت لتحقيق تقدم في هذا الملف دون نجاح، كما أنها لم تحقق الكثير، مشيرا إلى زيارة العديد من الوفود والشخصيات الأمريكية الرسمية، حيث "فشلت في تحقيق أي تقدم".
وتوقع أن يجب الوفد الأمريكي الحالي "صعوبة في التقدم؛ لأسباب كثيرة، منها: انشغال العالم العربي بإيران، مع تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، والمشكلة السورية النازفة، إضافة للانقسام الفلسطيني الداخلي".
وذكر مكيل أن الوفد الأمريكي يأمل بالنجاح في "إقناع زعماء الدول العربية بالانضمام للمبادرة التي سيجد الفلسطينيون صعوبة في رفضها"، معقبا على تفاؤل الرئيس ترامب بأن حل الصراع في الشرق الأوسط ليس صعبا، بقوله: "قريبا سيتم اختبار هذا التفاؤل مرة أخرى".