كشف أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الليبي الراحل معمر
القذافي، عن تأييد عائلة القذافي للواء خليفة
حفتر.
وقال قذاف الدم إن أرملة القذافي وبعض أبنائه، الذين يعيشون في المنفى في عمّان، قد يعودون لديارهم في عهد حكومة يقودها حفتر، وأنه شخصيا يواصل مع حفتر عبر عسكريين، بحسب قوله لصحيفة "التايمز"، البريطانية الثلاثاء.
وأكد قذاف الدم، وهو منسق العلاقات الليبية - المصرية خلال عهد القذافي، أن آلافا من جنود النظام السابق عادوا إلى البلاد لمساعدة حفتر في إنهاء ما أسماها الحرب الأهلية الدائرة منذ ثلاث سنوات، وأن أنصار القذافي المنفيين والشخصيات العسكرية وأفراد عائلة القذافي كانوا يتطلعون إلى حفتر، حسب قوله.
وكان قذاف الدم المقيم في مصر حاليا، قد صرح منتصف الشهر الجاري أن "أتباع" القذافي سيعودون إلى المشهد وسيصلون إلى مناصب قيادية في الدولة عبر صندوق الانتخابات، وقال إنه الآن يعيد تعبئة مناصريه وأن أعدادهم في ازدياد.
أمر مستبعد
وأثارت هذه التصريحات التي يطلقها قذاف الدم تباعا، عدة تساؤلات من قبيل: هل ستدعم عائلة القذافي وفلول النظام السابق حفتر للوصول إلى الحكم؟ وما المقابل لذلك؟ ومن يدعم تحركات قذاف الدم هذه الفترة؟ وما طبيعة التنسيق بين حفتر وأتباع القذافي؟
من جهته، استبعد الناشط السياسي الليبي، على سعيد نصر، "عودة أبناء القذافي إلى
ليبيا في الفترة الحالية أو القادمة في ظل عدم الاستقرار، وعدم وضوح اتجاه الأوضاع السياسية والعسكرية".
وأوضح أن "حفتر وأبناء العقيد الراحل على نقيض تماما، وسبق أن صرح حفتر بأن سيف الإسلام، نجل القذافي، ورقة محروقة ولا يمكنه العودة للمشهد السياسي".
وتابع لـ"
عربي21": "وبخصوص تحركات قذاف الدم، لا أظن أنه يملك شيئا أو يمثل أحدا إلا نفسه، فهو شخصية غير مرضي عنها حتى من أنصار النظام السابق؛ الذين يعتبرونه خائنا لقائد ثورتهم معمر القذافي"، وفق قوله.
استغلال الأزمة
ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي والأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر، أن "بعض الشخصيات البارزة والمحسوبة على النظام السابق تحاول العودة إلى المشهد الليبي عبر نافذة الانقسام السياسي، من خلال عقد تحالفات مع هذا الطرف أو ذاك سواء في شرق ليبيا أو غربها".
وأضاف لـ"
عربي21": "النظام السابق لم يغادر ليبيا حتى يعود، فسياسات النظام السابق لا تزال قائمة، وعودة بعض القيادات البارزة للمشهد أمر متوقع وغير مستبعد"، وفق قوله.
ثورة مضادة
وقال أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق المصرية، السيد أبو الخير، إن "حفتر تعده الدول الكبرى، وخاصة الولايات الأمريكية، امتدادا لمرحلة القذافي واستمرارا للحكم الشمولي في الدول العربية، والتنسيق بين عائلة القذافي وحفتر يصب في هذا الاتجاه"، وفق تقديره.
وأضاف: "دور حفتر يتمثل في إنجاح الثورة المضادة والعودة إلى ما قبل الثورات العربية أو إفشال أي محاولة لقيام حكم ديمقراطي في ليبيا، وهو مدعوم من كافة الانقلابيين، وخاصة مصر والإمارات، ومن ثم فالمصلحة بين الفلول وحفتر واحدة"، على حد تعبيره.
لكن المحامي المقرب من معسكر حفتر، عصام التاجوري، رأى من جانبه؛ أن "عائلة القذافي أو غيرهم مواطنون لا يمكن حرمانهم من أي حقوق مترتبة على حق المواطنة، ومنها الإقامة والمشاركة، والقضاء وحده من يقرر الحرمان من هذه الحقوق بعد صدور أحكام قضائية باتة"، بحسب قوله.
وتابع: "وقيادة الجيش (قوات حفتر) سبق وأعلنت أن حق المواطنة مكفول لكل ليبي دون استثناء، وهذا الضمان أثبتت القيادة أنه حقيقة واقعة، فالمناطق التي أعاد الجيش السيطرة عليها كفلت فيها التعددية والمشاركة دون إقصاء ما دام ذلك لا يمس سلامة التراب الليبي ولا يهدد السلم المجتمعي"، كما قال لـ"
عربي21".