أثار لقاء رئيس
حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، بمجموعة من ضباط
الجيش الليبي في طرابلس، الاثنين، لغطا كبيرا في
ليبيا، لا سيما أنه شهد غيابا لكل من وزير الدفاع في حكومة الوفاق، المهدي البرغثي، ورئيس الأركان التابع للحكومة عبد السلام جاد الله.
وربط مراقبون هذا الاجتماع باللقاء الذي جمع السراج واللواء خليفة
حفتر مؤخرا في أبو ظبي، معتبرين أن اجتماع السراج، وهو يحمل أيضا صفة القائد الأعلى للجيش، بالضباط قد يكون محاولة منه لإقناعهم بضرورة أن يبقى حفتر قائدا عاما للجيش.
اعتراف ثالث
من جهته، أكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق؛ أن لقاء السراج بمجموعة من ضباط الجيش الليبي بمقر الحكومة في العاصمة طرابلس، جاء لمناقشة آخر التطورات على الساحة الليبية والوضع الأمني في البلاد بشكل عام، وأن السراج، أوضح للضباط أن "لقاءاته الأخيرة مع عدد من الأطراف – ومنهم حفتر - هي دعوة للحوار وللمصالحة الوطنية"، وفق المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.
وشهد الاجتماع غيابا ملحوظا لقيادات الجيش الليبي المناوئين لحفتر، وظهر السراج وبجانبه قيادات عسكرية موالية له، على رأسهم رئيس لجنة الترتيبات الأمنية عبد الرحمن الطويل، ورئيس قيادة الحرس الرئاسي نجمي الناكوع.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية بحكومة الوفاق، محمد سيالة، إن "المشير خليفة حفتر هو قائد عام الجيش الليبي، وأن قرار تعيينه صدر من مجلس النواب (في طبرق) وهو مجلس منتخب من قبل فئات الشعب المختلفة؛ وبذلك هو "قائد عام الجيش الليبي ولا يوجد غبار على هذا"، كما قال، في اعتراف للمرة الثالثة على الأقل من جانب حكومة الوفاق؛ بشرعية حفتر.
وَهْم
وطرحت هذه الاجتماعات والاعترافات المتكررة بشرعية حفتر، عدة تساؤلات حول تحركات السراج بإقناع القيادات العسكرية في الغرب الليبي بضرورة وجود حفتر قائدا عاما للجيش، وما إذا كان السراج سيصدر قرارات بعزل شخصيات عسكرية مناوئة لحفتر من منصبها، وفي مقدمتهم وزير الدفاع الحالي.
وقالت ميرفت السويحلي، الناشطة السياسية المقربة من نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، إن "مجموعة الضباط التي التقى بهم السراج في طرابلس، لا يملكون سوى بذلتهم العسكرية، واللقاء نفسه لا يساوي شيئا ولا يعني شيئا، إلا مجموعة الصور التى "يتبجح به السراج لا أكثر"، بحسب وصفها.
وأضافت في حديث خاص لـ"
عربي21"؛ أن "رئيس الحكومة يحاول أن يوهم العالم أن لديه سيطرة سياسيا وعسكريا على المنطقة الغربية ولكن الوهم يظل وهما"، وفق تعبيرها.
لا ارتباط
لكن الطبيب العسكري من مدينة مصراتة (غرب ليبيا)، محمد الطويل، رأى أن "لقاء السراج بضباط الجيش الليبي المنتميين للمنطقة الغربية؛ يدخل ضمن برنامج الترتيبات الأمنية، ولا علاقة له بلقاء حفتر أو التخطيط لاستقبال حفتر في طرابلس كما يشاع"، وفق قوله لـ"
عربي21".
وأوضح أن "هذا اللقاء في هذا التوقيت ليس له أي دلالة، إنما يدخل في إطار اللقاءات المتكررة لرئيس المجلس الرئاسي، والتي دأب فيها من فترة على التقاء جميع الأطراف من أجل بث الأمن وإنها حالة الانقسام التي حاول البعض إفسادها"، حسب تعبيره.
لكن الصحفي الليبي، عاطف الأطرش، رأى من جانبه؛ أن "لقاء السراج بالضباط في هذا التوقيت هو بداية تنفيذ خطوات الاتفاق الذي جمع السراج وحفتر في أبو ظبي"، مضيفا لـ"
عربي21": "فيما يبدو؛ أنه تم الاتفاق على نقطتين وجاري تنفيذهما: استكمال معركة تحرير بنغازي تحت شعار مكافحة الإرهاب، بالتوازي مع الاتفاق مع كبار الضباط والعسكريين في المنطقة الغربية للانضواء تحت مؤسسة عسكرية يشرف عليها حفتر نفسه"، حسب تقديره.
ضباط تابعون لحفتر
من جانبه، قال الناشط الحقوقي المقرب من قوات حفتر، عصام التاجوري، إنه "لا يوجد ضباط يقودون وحدات عسكرية بغرب البلاد؛ إلا تلك التابعة لغرفة عمليات تحرير طرابلس التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحلة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر"، معتبرا أن "أغلب الضباط في الغرب في السجون أو فارون خارج البلاد، وبعضهم يعمل من خلال مليشيات يقودها مدنيون"، وفق قوله.
وأضاف: "كان أبرز سبب لختفاء دور الضباط طيلة الخمس سنوات الماضية بغرب البلاد؛ ناجما عن اعتراض أمراء المليشيات وأبواقهم السياسية والإعلامية على وجود أي دور لما يسمونه جيش القذافي، ويعتبرونه أداة للنظام، وناصبوه العداء"، كما قال لـ"
عربي21".