من الشمال للجنوب.. فهل وصل التنظيم للغرب أيضا؟ - أرشيفية
أثارت الأنباء المتداولة حول مقتل القيادي بتنظيم الدولة في ليبيا، عبد الله الدباشي الملقب بـ"عبد الله حفتر"، في مدينة صبراتة (غرب العاصمة طرابلس)، ردود فعل وتساؤلات حول صحة تواجد عناصر التنظيم في الغرب الليبي.
وإلى جانب ذلك، تساءل مراقبون عمن يدعم التنظيم هناك، وعن علاقة هذه العناصر بالحرب الدائرة الآن في الجنوب الليبي بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الليبية وقوات تابعة للواء خليفة حفتر.
وبحسب تسجيل مصور نشره ناشطون من مدينة صبراتة، فقد لقي الدباشي الذي اختفى منذ 2016 بعد خبر مضلل حول مقتله من قبل التنظيم، حتفه على يد مسحلين بالقرب من منطقة المشتل بالمدينة، وهو ما أكده مصدر من عائلة الدباشي، بحسب تصريحاته لصحيفة "الوسط" المحلية.
خلايا نائمة
من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق الليبية، العميد محمد الغصري، إنه "لا يمكن تأكيد مقتل الدباشي أو نفيه في الوقت نفسه، نحن نجمع المعلومات الآن، وسنؤكدها في وقتها".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "عناصر داعش منتشرة في أغلب مناطق ليبيا، شرقا وغربا وجنوبا، فبعد عملية تحرير مدينة سرت (الساحلية) من التنظيم، فرت عناصره إلى عدة مناطق ومنها مدينة صبراتة، ورصدنا تحركاتهم وجار التعامل معهم"، حسب قوله.
وفي تعليقه على إمكانية استغلال هذه العناصر انشغال قوات الحكومة في الجنوب الليبي، قال: "نحن نعي هذه الخطة تماما، وحكومة الوفاق تقوم بخطى ثابتة من أجل محاربة الإرهاب والقضاء نهائيا على عناصر تنظيم الدولة، ولا يمكن التركيز في معركة على حساب أخرى، ونعطي كل معركة حجمها الحقيقي".
واستدرك بالقول: "لكن لا يمكن أبدا الاستهانة بقوة عناصر داعش، فهي تنظيمات تعمل في الخفاء، وتقوم بعمليات تصفية لبعض الشخصيات".
تجمعات منهكة
لكن القيادي الميداني الليبي السابق، أسامة كعبار، رأى من جانبه، أنه "لم يعد هناك أي وجود للتنظيم الآن في مدينة صبراتة، ومن الصعب القول بوجود داعش في الغرب الليبي، خاصة بعد هزيمته وطرده من مدينة سرت"، كما قال.
واستطرد كعبار، وهو محلل سياسي أيضا يقيم الآن في قطر، أنه "ربما يكون هناك تجمعات لفلول التنظيم التي فرت من سرت في الجنوب الليبي، لكنها تجمعات صغيرة ومنهكة".
من جانبه، استبعد الناشط الحقوقي من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي، إعلان عناصر التنظيم عن تواجدهم في الجنوب الليبي وخاصة في المعارك الدائرة الآن، خاصة أن سكان الجنوب قلقون في حال تواجد عناصر التنظيم بينهم أو بالقرب منهم، لكن هناك جزء من بقايا النظام سيرحبون بهم نكاية في ثورة فبراير فقط"، وفق قوله لـ"عربي21".
"داعش" موجود.. ولكن
وقال الأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر، إنه "رغم الهزائم الكبيرة التي تعرض لها تنظيم داعش في مناطق مختلفة من ليبيا، إلا أنه لا يزال متواجدا في شكل أفراد ومجموعات صغيرة منتشرة هنا وهناك؛ تستهدف ضرب أي محاولة للاستقرار وبناء الدولة"، مضيفا لـ"عربي21": "من الممكن للتنظيم أن يؤسس لإعادة وجوده بشكل أكبر وأوسع إذا فشل مشروع الوفاق الليبي"، بحسب تعبيره.
ورأى الباحث الليبي من بنغازي، أحمد الشركسي، أن "عناصر تنظيم الدولة ستحاول لململة أوراقها، وإعادة ترتيب بيتها، مستغلة انشغال الخصوم السياسيين بالحرب فيما بينهم، لكن أتوقع أن هذه المحاولات ستبوؤ بالفشل حال توحدت القوات لمواجهة هذا التنظيم"، وفق تقديره.
حاضنة اجتماعية
وأكد رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، محمد المبشر، أن "عناصر تنظيم الدولة لا توجد عندهم حاضنة اجتماعية، لذا لا تجدهم يتحركون بشكل علني أو يعلنون عن توجهم أو رفع راياتهم، ومن ثم فلا يمكن رصد تحركاتهم أو معرفة مآربهم"، على حد تعبيره.
وأشار الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زي، إلى أنه "إذا صحّ خبر مقتل الدباشي، فهو يؤكد انهزام وانتهاء هذا التنظيم في غرب ليبيا، لكن من الطبيعي أن يوجد بعض العناصر المتخفين الذين يحملون هذا الفكر والذي يجب التوعية بخطورته"، حسب قوله.