كشفت
حكومة الوفاق في
ليبيا؛ أن عناصر
تنظيم الدولة الفارين من مدينة بنغازي في الشرق الليبي ومن مدينة سرت الساحلية، يعملون على تجميع أنفسهم من جديد في الجنوب الليبي؛ الذي يشهد معارك طاحنة الآن بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الليبي وقوات تابعة للواء المتقاعد خليفة
حفتر.
وكان العميد محمد الغصري، المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات "
البنيان المرصوص"، التابعة لحكومة الوفاق، قد أكد أنه "تم رصد تحركات في مناطق الجنوب لعدد من عناصر تنظيم الدولة الفارين من سرت، وأن قواتهم ستتصدى لوقف هذه التحركات"، بحسب تصريحات تلفزيونية الجمعة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تؤكد قوات البنيان المرصوص وجود عناصر لتنظيم الدولة في الجنوب الليبي، فمنذ شهرين حذرت القوات من إمكانية سيطرة مقاتلي التنظيم الفارين من سرت على مطار تمنهت المدني والقاعدة العسكرية بمنطقة براك الشاطئ في الجنوب، بالتنسيق مع قوات بن نايل؛ المؤيدة للواء خليفة لحفتر.
نقل المعارك
وطرحت هذه التحركات الجديدة عدة تساؤلات حول كيفية وصول هذه القوات إلى الجنوب الليبي، ومن يساعدها ويدعمها هناك، إلى علاقة حفتر بالأمر، وما إذا كان هناك تنسيق في الجنوب بين حفتر والتنظيم.
من جهته، أكد الأكاديمي بجامعة سكاريا التركية، والخبير بالشأن الليبي، خيري عمر، أنه "مع عدم وجود جيش ليبي موحد وحقيقي، وغياب السيطرة التامة لفصيل معين، استطاعت عناصر داعش الانتقال بسهولة من بنغازي وسرت إلى منطقة الجنوب الليبي، فالذي ساعدها الفراغ الأمني"، حسب قوله.
وقال لـ"عربي21" إن "التنسيق بين قوات حفتر وعناصر داعش موجود بالفعل، كون الأهداف واحدة، وكان هناك توجه من الطرفين (داعش وحفتر) بنقل المعارك من الشرق الليبي إلى الجنوب"، لكنه استبعد تنفيذ ضربات أمريكية ضد عناصر التنظيم في الجنوب، على غرار سرت الساحلية؛ لأن الأخيرة كانت "تمثل قلقا للبحر المتوسط، بخلاف الجنوب"، وفق تقديره.
رمال متحركة
لكن عضو مجلس النواب الليبي في طبرق، صالح فحيمة، رأى من جانبه؛ أن "انتقال عناصر داعش إلى الجنوب أمر طبيعي، خاصة من مدينة سرت التي يسهل الخروج منها خصوصا في اتجاه الجنوب نحو منطقة الجفرة؛ حيث تتمركز هناك ما تعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي"، على حد قوله.
وبخصوص علاقة حفتر بالأمر، قال فحيمة لـ"عربي21"، إن "الجيش الليبي (قوات حفتر) هو المعني بتأمين كامل ليبيا، وعملية "الرمال المتحركة" التي أطلقها الجيش منذ أسبوع تقريبا هي تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الجنوب واستعادة السيطرة عليه وتطهيره من سيطرة المليشيات عليه منذ أواخر العام 2012"، حسب قوله.
وقال محمد غميم، المحلل السياسي الليبي وعضو مركز المسبار للدراسات والأبحاث، إن عناصر تنظيم الدولة "كانت تتحرك دائما في العمق الليبي الجنوبي بحكم أن الحدود مفتوحة، وكونها تتخذ من الصحراء معقلا لها، حتى تتلقى الدعم من قبل نظيرتها في تشاد والسودان ومالي، لذا تواجدها في الجنوب هو عودة لمخابئها القديمة".
ضربات أمريكية وشيكة
وأضاف غميم لـ"عربي21": "لكن الحديث عن تنسيق كامل عسكري أو معلوماتي بين حفتر وداعش، فلا أعتقد حدوث ذلك، لكن في الوقت نفسه لن يحاربهم حفتر أو يصطدم معهم وما حدث في درنة وبنغازي خير دليل، حيث سمح لهم بالانسحاب دون صدام"، وفق تقديره.
وتوقع غميم، وهو عضو في العدالة والبناء الليبي أيضا، "ضربات أمريكية في الجنوب الليبي بالتنسيق مع حكومة الوفاق، خاصة أن واشنطن قامت بثلاث ضربات من قبل لتمركزات لعناصر داعش في الجنوب الليبي"، بحسب قوله.
وتتقاسم السيطرة على الجنوب الليبي قوات موالية لحفتر بقيادة العقيد محمد بن نائل، وتدعمها قوات من قبائل التبو، وتسيطر الآن على منطقة سبها وقاعدة براك الشاطئ، والقوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق وتسيطر على مطار تمنهنت المدني، وتسيطر الكتيبة 19/9 المنحدرة من مدينة مصراتة والتابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق؛ على منطقة الجفرة، بالإضافة لقوات أخرى تابعة لقوات سرايا الدفاع عن بنغازي وبقايا مسلحي حرس المنشآت النفطية السابق.