تحاول قوات اللواء خليفة
حفتر استعادة السيطرة على الموانئ
النفطية التي خسرتها مؤخرا لصالح قوات سرايا الدفاع عن
بنغازي المناوئة لها، وهو ما دفع طيران حفتر لشن غارات على تمركزات تابعة للسرايا بالقرب من الموانئ، وهو ما قابله استهجان من قبل قوات حرس المنشآت النفطية.
وطالب جهاز حرس المنشآت، وهو تابع لحكومة الوفاق الليبية، بحظر تحليق الطائرات التابعة لحفتر فوق الموانئ والمنشآت النفطية، ووقف التصعيد العسكري في المنطقة، والذي أدى إلى أضرار مادية ومقتل أحد أفراد سرية الإسناد المكلفة بتأمين حظيرة الخزانات، بحسب بيان لها الأحد.
من جهته، أكد رئيس جهاز حرس المنشآت التابع لقوات حفتر، مفتاح المقريف، أن قواته عازمة على استعادة السيطرة على منطقتي رأس لانوف والسدرة قريبا، لكنهم ينتظرون فقط أوامر الاقتحام والبدء في العملية العسكرية كما قال.
وأثارت هذه الغارات من قبل طيران حفتر؛ عدة تساؤلات حول قدرة حفتر على استعادة الموانئ النفطية، ومن سيساعده في ذلك من الخارج، وما إذا كان سيلجأ حفتر إلى قصف آبار النفط انتقاما لخسائره.
غير قادر
من جهته، أكد رئيس المجلس العسكري صبراتة (غرب
ليبيا)، العقيد الطاهر الغرابلي، أن "حفتر لا يملك قوة على الأرض تمكنه من استرجاع أي شبر خسره في معاركه الأخيرة، وستثبت الأيام القادمة انحصار قوات حفتر في الشرق الليبي"، حسب قوله.
وأضاف لـ"
عربي21": "حفتر يحاول جاهدا إثبات قدراته الميدانية على الأرض لإرضاء ورفع معنويات مؤيديه، لكن ليس له إلا الطيران ومنظومات الصواريخ، وهو يحاول تدمير بعض المنشآت النفطية لاستخدامها إعلاميا في تأجيج الرأي العام".
واستبعد المدون الليبي، فرج كريكش، استرجاع حفتر للموانئ النفطية، مضيفا لـ"
عربي21": "لكن في الوقت ذاته، فإن قوات سرايا بنغازي، حسب إرادة القوى الدولية التي تهندس الصراع في ليبيا، لن يُسمح لها بالتقدم أبعد من الحدود الغربية لإقليم طرابلس"، وفق تقديره.
القبائل ستمنعه
الباحث الليبي، علي أبو زيد، رأى من جانبه؛ أن "هناك أزمة حقيقية في صفوف حفتر من جانب، وأزمة بينه وبين القبائل في الشرق ومنهم قبيلة المغاربة من جانب آخر، وهو ما يجعل عودة قواته للسيطرة على الموانئ يبدو صعبا"، على حد تعبيره.
واستبعد أبو زيد في حديثه لـ"
عربي21" "وقوع اشتباكات بين قوات حفتر وبين قوات جهاز حرس المنشآت التابع للمجلس الرئاسي؛ لأن الأخير أغلب أفراده من قبيلة المغاربة، وحفتر لا يريد توسيع الهوّة مع القوة القبلية لهذه المنطقة"، وفق وقوله.
من جهته، توقع الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، أن "يسعى حفتر لاستعادة السيطرة على الموانئ، إذ اتضح أنه لا يملك أي تفوق بدونها، ومحتمل جدا أن يلجأ إلى حرق آبار النفط، فقدوته ومثله الأعلى صدام حسين والذي فعلها من قبل لما طرد من الكويت"، كما قال لـ"
عربي21".
حرس موحد
ورأى الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، أن "السبيل الوحيد لحل النزاع في الهلال النفطي هو توحيد حرس المنشآت النفطية في جهاز موحد تحت إشراف المؤسسة الوطنية للنفط، وإبعاد هذه المؤسسة عن أي تجاذبات أو صراعات سياسية".
وأضاف فركاش لـ"
عربي21": "محاولة استخدام النفط كورقة لتعزيز موقف طرف معين؛ لن يخدم التوافق، وربما نرى فرض حظر جوي على منطقة الهلال النفطي في القريب العاجل"، وفق تقديره.
لكن المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، أكد لـ"
عربي21"، أنه "من الصعب عسكريا أن يسترد "حفتر" الموانئ من غير دعم أجنبي"، معتبرا في المقابل؛ أن "المجلس الرئاسي ورئيسه فائز السراج، لا فائدة منه ولن يقدما شيئا يذكر"، حسب تعبيره.
وتواصلت "
عربي21"، مع مكتب المتحدث الإعلامي لقوات حفتر، للحصول على تعليق منه حول على آخر التطورات في منطقة الهلال النفطي، إلا أنها لم تتلق أي ردود.