انقسمت النخب والأحزاب
الإسرائيلية تجاه الموقف من الرئيس الفلسطيني محمود
عباس، عقب اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، حيث هاجمه عدد من السياسيين، فيما رحب آخرون بعقد لقاء إسرائيلي رسمي معه.
التعنت وعدم الاعتراف
وهاجمت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي حوتوبيلي، عباس، على خلفية تصريحاته التي أدلى بها الأربعاء في البيت الأبيض خلال لقائه بالرئيس ترامب.
ونقل موقع "i24" الإسرائيلي عن حوتوبيلي قولها: "عباس يصل واشنطن، في الوقت الذي ما زال يصرف الأموال لعائلات المخربين (الشهداء والأسرى)، كما يتضح لكل ذي رأي أن رئيس السلطة غير معني بالسلام، وهذا ما تثبته كتب التعليم المعتمدة لدى وزارة التعليم الفلسطينية"، وفق زعمها.
من جانبه، دعا وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل، عن حزب "البيت اليهودي"، إلى "تكثيف الاستيطان والبناء في الضفة الغربية، ردا على استمرار السلطة بالتعنت بعدم الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية".
وفي تعليقها على زيارة عباس، أكدت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب "البيت اليهودي" أن "حل الدولتين مات منذ زمن، ولن يتمكن ترامب من الوصول لشيء دون محادثات مختلطة ومشتركة مع قادة الجانبين"، معتبرة أن "القيادة الفلسطينية أثبتت على مدى السنوات أنها لا تريد لا سلاما ولا تسوية".
النائبة الإسرائيلية كسنيا سبتلوفا، من "المعسكر الصهيوني" المعارض، وصفت لقاء عباس وترامب بـ"شهر العسل"، مرجحة "فشل ترامب في مساعيه، كما فشل سابقوه، على الرغم من إرادته القوية للسلام"، وفق تقديرها.
وشددت سبتلوفا على ضرورة أن تعمل حكومة بنيامين
نتنياهو "بسرعة من أجل الانفصال عن الفلسطينيين، والعمل بصورة جدية مع شركاء الحوار في السلطة الفلسطينية، ومع الوسطاء الأمريكيين؛ من أجل إنهاء الصراع".
تطوير المبادرة السعودية
فيما رأى عضو "الكنيست" عن الحزب ذاته، نحمان شاي، أن ترامب "شق طريقا ضيقا، لكنه مهم للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، ويقوم بذلك برفق مع الحزم والاستمرارية".
وأضاف شاي، الذي يرأس لوبي العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية في البرلمان الإسرائيلي: "جدير بإسرائيل أن تستجيب فورا، وتتخذ إجراءات جديدة مع الولايات المتحدة، وتقف بجانب ترامب في هذه المبادرة"، منوها بأنه "يجب على إسرائيل ألا نظهر كما ظهرنا في السنوات الأخيرة، كرافضي سلام ومعارضين لأي مبادرة للسلام بشكل تلقائي".
في حين حث النائب عومير بارليف، من "المعسكر الصهيوني"، نتنياهو على "ألا ينتظر التصريحات المشتركة بين أبي مازن وترامب، بل يجب عليه أن يسبق أبا مازن ويدعوه للقاء بحضور الرئيس ترامب".
وقال بارليف: "نحن في حزب المعسكر الصهيوني، كأكبر أحزاب المعارضة في إسرائيل، وثاني أكبر حزب بالكنيست من حيث عدد الأعضاء، سنوفر لنتنياهو شبكة أمان في كل مرحلة سياسية من شأنها التقدم في عملية السلام وإنهاء الصراع".
كما ذهب النائب أرئيل مرجليت إلى أبعد من ذلك، بقوله: "ترامب لن يصبح المسيح المنتظر لليسار الإسرائيلي، ولن يدفع حل الدولتين بحال لم ندفعه نحن، معسكر اليسار يجب أن يبادر ويعمل بنفسه لتطوير المبادرة السعودية ومبادرات مشتركة لتطوير السلام والاقتصاد مع الفلسطينيين"، بحسب قوله.