أكد مستشرق إسرائيلي بارز، أن إجراء انتخابات حقيقية في
إيران، يتم فيها وضع هوية بديلة من وراء الأبواب المغلقة، ستحدث عندما يغادر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي
خامنئي، العالم، كما أن إيران لن تتغير في هذه
الانتخابات حتى لو فاز حسن
روحاني.
سخونة متصاعدة
وفي مقال له نشر اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم"، لفت البروفيسور إيال زيسر؛ إلى أنه بعد حملة انتخابية مشتعلة واستفتاءات لا تقل دراماتيكية عما جرى في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا، يأتي دور إيران، ففي 19 أيار/ مايو الحالي سينتخب نحو 50 مليون إيراني رئيسهم الجديد يدير البلاد لأربع سنوات قادمة.
ومع السخونة المتصاعدة للحملات الانتخابية، "يتبادل المرشحون المتخاصمون الاتهامات وتبدو مظاهر التوتر واضحة في شوارع طهران"، بحسب زيسر الذي أكد أنه لا داعي للقلق لأن "هوية المنتصر في الانتخابات معروفة مسبقا، لكن الأمر المفاجئ أنه لم يكلف نفسه عناء الترشح للانتخابات".
وقال: "الحديث يدور هنا عن علي خامنئي، رجل الدين من الدرجة ج، والذي تحول بعد موت الخميني إلى القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، ولذلك يستطيع الشباب في إيران اللعب في الانتخابات، لكن الكلمة الأخيرة ستكون كلمته".
وأوضح الخبير الإسرائيلي، أن "الرئيس المسؤول عن مكافحة الفساد وغلاء المعيشة وتقديم الغذاء في إيران، لا يقل أهمية بالنسبة للأغلبية الساحقة من الإيرانيين عن القائد الأعلى؛ فهو من ينشغل بالأمور المصيرية التي لا تهم الناخب العادي، مثل؛ تدخل إيران في سوريا واليمن ومساعدة حزب الله والمشروع النووي والعلاقة مع أمريكا".
الإعدام الجماعي
وأشار إلى ترشح أكثر من 1600 شخص لانتخابات الرئاسية، بينهم 137 امرأة، رفضن من قبل أعضاء "مجلس الحفاظ على الدستور"، الذين تم تعيينهم من قبل خامنئي ومن بينهم الرئيس السابق أحمدي نجاد الذي حاول أن يجرب حظه رغم نصيحة خامنئي له بعد الترشح.
وأكد زيسر، أن العلاقة بين خامنئي ونجاد "متوترة، على خلفية الخلافات المتعلقة بالتقدير والأنا منذ الفترة التي كان فيها نجاد رئيسا لإيران".
ورأى الخبير، أن الانتخابات الإيرانية "ستشهد تنافسا محموما بين الرئيس حسن روحاني (69 عاما)، الذي يرغب بولاية ثانية، وبين عدد من المرشحين الذين ينتمون للمعسكر المحافظ في إيران منهم؛ المرشح البارز رئيس بلدية طهران محمد بكر ورجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي؛ الذي كان مسؤولا في بداية الثمانينيات عندما كان نائبا للمدعي العام في طهران، عن الإعدام الجماعي للمعارضين السياسيين".
ونوه زيسر، إلى أن فترة رئاسة روحاني الذي حمله الشباب على أكتافهم قبل أربعة أعوام على أمل إحداث التغيير وتحسين الوضع الاقتصادي، شهدت "جزءا صغيرا فقط من التغيير؛ حيث قام بالتوقيع على الاتفاق النووي مع أمريكا، وهو ما لم يحدث تغييرا دراماتيكيا في إيران، كما أن الاقتصاد لم ينم".
إسقاط النظام
وفي نهاية المطاف، قال الخبير: "روحاني ليس ثوريا، وهو محافظ جاء من المؤسسة الإيرانية، وملزم بالدفاع عنها"، موضحا أن "الفرق بينه وبين خصومه، استعداده لإظهار البراغماتية والعمل حسب الواقع المتغير، لكن كل ذلك من أجل الحفاظ على ما هو قائم وعدم تحطيمه".
وليس غريبا المواجهة العلنية التي تمت بين روحاني وبين خصومه الأسبوع الماضي، حيث هاجموه لأنه لم يلتزم بالوفاء بوعوده للناخبين، وزعموا أن الفجوة بين الفقراء والأثرياء في ازدياد، وطلب بعضهم متهكما "العدالة الاجتماعية"، بحسب زيسر الذي رجح، "فوز روحاني، لأن مؤيديه الخائبين لا يوجد لهم مرشح بديل عنه".
وقدر المستشرق الإسرائيلي البارز، أن مساهمة "المناطق القروية في تركيا والتي أدت إلى فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد تتكرر في إيران"، معتبرا أن "كل هذا لا يعني أي شيء، لأن دفة القيادة بقيت في أيدي القائد الأعلى خامنئي".
وتابع: "الانتخابات الحقيقية والحاسمة، قد تكون تلك التي يتم فيها وضع هوية بديلة من وراء الأبواب المغلقة عندما يغادر القائد الأعلى العالم".
وفي التغيير الذي قد يحدث يوما ما في إيران، "سيقوم الإيرانيون بإسقاط هذا النظام الذي يسيطر عليهم"، وفق الخبير الإسرائيلي الذي أكد أن "هذا الأمر يحتاج طول نفس، لأن إيران لن تتغير في الانتخابات القادمة للرئاسة، حتى لو فاز كما هو متوقع الرئيس الحالي حسن روحاني".