لعل التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية ( امنستي ) والذي أشار بوضوح وتجرد ووفق احصائية رسمية الى أن نظام الملالي الفاشي في ايران هو فعلا بطل العالم في تنفيذ أحكام الاعدام الجزافية والعشوائية، والتي شملت حتى الأطفال دون السن القانونية.
هل ينجح الشريف في إصلاح البيت الخارجي العراقي المتهدم؟ وهل ينجو من ضغوط الأحزاب الإيرانية؟ وهل يستطيع فعل شيء في عراق لايمتلك من إرادته الوطنية الحرة شيئا؟
يبدو أن على الحكومة العراقية مراجعة موقف وموقع وتوجهات وزير خارجيتها الذي بات يشكل عنصر أزمة دائمة ومستمرة، فسياسة الانفصام والابتعاد عن ملامسة الواقع ومعايشة المستجدات والاندماج مع المحيط المجاور ليست المناسبة أبدا لحكومة، تحاول الخروج من عنق الزجاجة وتصبو للانعتاق من ظلمة الواقع البائس.
لاشك أن منطقة الخليج العربي، والشرق الأوسط، قد دخلت في منعطف تاريخي حاد مع حالة المواجهة الإقليمية الشاملة التي دشنتها «عاصفة الحزم» السعودية ضد قوى الظلام والتآمر والتخريب والفتنة الطائفية الرثة التي يريد النظام الإيراني الإرهابي وحلفاؤه من عتاة الإرهاب الدولي فرضها على المنطقة.
لم يتعرض شعب من الشعوب في التاريخ المعاصر لحملة إرهاب دولي وإقليمي جماعية ومركزة ومنسقة وفق ترتيبات وسيناريوهات خبيثة وتقودها عواصم كبرى، أكثر من الشعب السوري، الذي يخوض المواجهة الصعبة على مستويات مختلفة!
يدور في العراق اليوم همس حائر، لأصوات مسموعة حول نية الإدارة الأمريكية، وهي في شهورها الأخيرة، إحداث تغييرات نوعية في قلب المعادلة الداخلية العراقية، وإدارة أمور ملف الصراع العراقي الداخلي نحو طرق ونهايات مختلفة عن المعالجات السابقة!
الإيرانيون اليوم أمام خيارين لاثالث لهما وهما إما التعايش مع حالة النزيف البشري اليومي القاتل وتحمل الأعباء الكارثية لحرب الاستنزاف التي يخوضونها، أو تحمل مسؤولية الانسحاب العسكري التام من الميدان وبشكل فضائحي وعبر هزيمة مدوية.
من الواضح حتى لمن لا يفهم بأن أسوار بغداد الجديدة هي خطوة مركزية في بداية تنفيذ سيناريو تقسيمي أسود من خلال عزل بغداد عن حزامها البشري وتحويلها لجزيرة طائفية خاصة بمكون معين.
المعضلة العراقية لا تعالج بالحلول الترقيعية، بل عبر مقاربات تغيير حذرية تقفز على أسوار التخندق الطائفي و الصراعات الدموية العبثية، وتحاسب الفاسدين والمفسدين وتعيد هيبة الدولة المسروقة، التي دمرتها المليشيات المنفلتة الخاضعة لإرادة الأحزاب والشخصيات الحاكمة!
ثمة حقيقة لا يرقى لها الشك، تتمثل في كون الإرهاب المحتدم في العراق، وعمليات القتل والخطف والتطهير العرقي والطائفي، تقف خلفه منظمات وجماعات معروفة ومحددة للجميع، وهويتها مكشوفة بكل قياداتها وأطرها ورموزها، بل والأدهى هو أن تلك العصابات لها وجودها الميداني باعتبارها من الجماعات الحاكمة.
لقد حانت لحظة الحقيقة في العراق، وكرنفالات الرؤوس المقطوعة إعلان واضح عن فشل العملية السياسية الكسيحة أصلا ووصولها لطريق مسدود، وبات التماس الحماية الدولية للعراقيين هو الحل الأنجع لمصالح الجميع.
حروب العشائر كما يبدو من ملامحها العامة وصورتها الكالحة، هي البديل القائم لحالة المجتمع في ظل انهيار الدولة!، فهل أن العراق وفي العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين على أبواب مرحلة ظلامية سوداء جديدة من التفتت والتمزق؟
الموقف الساخن على الساحة الخليجية قد عبر عن نفسه بشراسة من خلال تصاعد التدهور في العلاقات السعودية/الإيرانية ، والذي كان نتيجة حتمية لتراكمات وأحداث ومواقف بعضها قديم وبعضها مستحدث، في ظل ظروف تشابك والتحام وتناقضات سياسية إقليمية ألقت بظلالها على الأحداث المتوترة.
مع بداية عام جديد من المعاناة العراقية تدور ماكنة الحرب المشتعلة لتطحن بتروسها أرواح المزيد من الضحايا، في حروب متنقلة أضحت للأسف من الوقائع اليومية للحياة العراقية!.
لقد كان واضحا منذ بداية التدخل الجوي الروسي واسع النطاق بأن المستهدف أساسا ليس الجماعات الإرهابية المزعومة، وإنما الهدف المركزي يتمثل في محاولة كسر إرادة الشعب السوري الحر وتطويع الثوار وإرسال رسائل إرهابية بجثث أطفال سوريا لطمأنة النظام السوري المتهاوي.