كشف محمد علوش، رئيس وفد
المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة، وعضو الوفد التفاوضي للمعارضة في مفاوضات "جنيف- 4"، عن المحادثات التي جرت العاصمة الكازخية أستانة في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقال علوش إن "الوفد عاد من أستانة بأكياس من الوعود فقط لم ينفذ منها شيء على أرض الواقع"، ولاسيما وقف القصف.
واستضافت العاصمة الكازخية، يومي 23 و24 كانون الثاني/يناير الماضي، اجتماعا بقيادة تركيا وروسيا، ومشاركة إيران والولايات المتحدة الأمريكية ونظام بشار
الأسد والمعارضة السورية؛ لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار الجزئي الساري في
سوريا منذ 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
واختتمت جولة ثانية من اجتماع أستانة، يوم 16 شباط /فبراير الجاري، دون صدور بيان ختامي كما كان متوقعا، حيث اكتفت الوفود بتصريحات صحفية.
وأضاف علوش أن "المعارضة قدمت وثيقة نوعية واحترافية في أستانة لوقف إطلاق النار، وتحسين الظروف الإنسانية، وفك الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين، إلا أن
روسيا اعتبرتها مخالفة للقانون الدولي، رغم أن العديد من الجهات الدولية أشادت بها".
وأوضح أن "الرد على الوثيقة جاء في اجتماع أستانة، وبعد تأخير 10 أيام عن الموعد المحدد للرد، وهو 6 شباط/فبراير الماضي، جاء بوثيقة أخرى، وهو ما رفضته المعارضة، وأصرت على مناقشة الوثيقة بندا بندا، بحيث يتم حذف أشياء أو تعديلها، ويتم بعدها التوصل إلى حل وفي وقت قصير، لا أن ترد بوثيقة أخرى".
ومضى علوش قائلا إن "روسيا عندما بدأت بالحديث عن الوثيقة قالت إن النظام (السوري) لديه تحفظات عليها، فطالبناهم بإيضاح تلك التحفظات، إلا أنهم لم يتلقوا جوابا، ومن ثم قال الجانب الروسي إن الوثيقة مخالفة للقوانين الدولية، فكان ردنا أننا نتحدى أن يجدوا فيها كلمة تخالف القانون الدولي".
وأردف أن "الجانب الروسي قال لنا بعد ذلك فلنذهب إلى أنقرة، ونتابع الحوار، إلا أنه لم يف بهذا الوعد.. المعارضة معنية بالأفعال لا بالوعود، وقد قدمنا الوثيقة إلى الأمم المتحدة وكافة الدول".
وأضاف أن "وفد المعارضة رفض الدخول إلى قاعة الجلسة الختامية في أستانة، لكنهم قالوا إنه سيتم إيقاف القصف، وسلمناهم تقريرا بأنه لم يتم الالتزام بإيقاف القصف، فأعطونا وعدا بإيقافه، وشهد على الوعد نائب وزير الخارجية الكازخية.. وبعد ختام الجلسة، جاء إلينا رئيس الوفد الكازاخي وقال إن الوعد سينفذ.. لكن هذا لم يحدث".
"تعاون الأسد وداعش"
وخلال اجتماع أستانة"، أبلغ وفد المعارضة، وفق علوش، "الجانب الروسي بأن لدى المعارضة وثائق تثبت تعاون نظام الأسد مع تنظيم داعش، فكان الرد الروسي بأنهم يعرفون ذلك"، على حد قوله.
وأعرب عن اعتقاده بأن "عدم تنفيذ روسيا لوعودها ينبع إما من كونها ضعيفة لا تستطيع فرض إرادتها على النظام وإيران (الداعمة للأسد) وأدواتها، أو أن هناك أهدافا سياسية أرادت موسكو الوصول إليها من خلالنا، وعندما فشلت أعطت الضوء للنظام بالقصف، أو أنها محاولة للسيطرة على المعارضة كما تسيطر على النظام، ووضع الجميع تحت العباءة الروسية، وهناك احتمالات أخرى يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار".
وشدد علوش على أن "الميليشيات الإيرانية (التي تحارب مع النظام) في سوريا هي مجموعات إرهابية، ومن غير العادل مناقشة إرهاب جهة واحدة، وغض الطرف عن مناقشة إرهاب المجموعات الأخرى".
"إرهاب النظام"
واعتبر عضو الوفد التفاوضي للمعارضة في مفاوضات "جنيف4" أن "النظام لا يريد وقف إطلاق النار؛ فهو يعيش على الدم، فإذا توقف إطلاق النار ينتهي النظام.. هذا النظام ينفذ هجمات ضد نفسه، كما حدث في تفجير مبان أمنية في مدينة حمص (وسط)، ليتيح لنفسه ولمندوبه في الأمم المتحدة ورئيس وفده إلى جنيف، بشار الجعفري، الحديث عن الإرهاب".
وأعلنت "هيئة تحرير الشام" مسؤوليتها عن مقتل 30 ضابطا وجنديا من قوات النظام، بينهم رئيس فرع الأمن، اللواء حسن دعبول، ورئيس فرع أمن الدولة، العميد إبراهيم الدرويش، في هجومين متزامنين استهدفا فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة للنظام في حيي الغوطة والمحطة بمدينة حمص.
ومستنكرا تساءل علوش: "أليس ما يقوم به النظام من قتل للمدنيين واحتجاز مئات الآلاف واستخدام الأسلحة الكيمائية إرهابا (؟!)".
وختم بقوله: "سوريا بخير إذا ذهب بشار الأسد، أما إذا بقي فلن تكون بخير".
ومنذ الخميس الماضي، تتواصل في مدينة جنيف السويسرية، برعاية الأمم المتحدة، مفاوضات "جنيف4"، بهدف البحث عن حل للصراع الدائر بين قوات النظام والمعارضة السورية منذ نحو 6 أعوام، والذي أسقط أكثر من 310 آلاف قتيل، وشرد ما يزيد عن نصف السكان، البالغ عددهم حوالي 21 مليون نسمة، فضلا عن دمار مادي هائل.
وتخشى المعارضة السورية من أن يؤثر عدم التزام روسيا بوعودها سلبا على مجريات مفاوضات "جنيف4"، باعتبار أن وقف إطلاق النار هو أحد إجراءات بناء الثقة الضرورية للمضي في العملية السياسية.