اشتكى العديد من أهالي محافظة
درعا السورية، من "انقلاب" مادة
الديزل المعروفة بـ"
المازوت الأنباري" الذي يورده
تنظيم الدولة؛ من نعمة عليهم، إلى نقمة وسبب لوفاة بعض أبنائهم.
وأوضحوا في أحاديث منفصلة مع "
عربي21" أن "المازوت الأنباري" يتميز بانخفاض سعره مقارنة مع باقي المحروقات المتوفرة في القسم الخاضع لسيطرة فصائل الثورة بمحافظة درعا جنوب البلاد، مستدركين بالقول إن سوء تكريره، وخلطه مع العديد من أصناف الغاز والمحروقات، ما أدى إلى تحوله لمادة سريعة الاشتعال، ومعرضة للانفجار، في حال كانت نسبة الغاز فيه عالية، ما تسبب ببعض الحوادث "المؤلمة" التي أدت إلى وفاة عدد من المدنيين بريف درعا، جراء انفجار مدافئهم.
وسجلت العديد من هذه الحالات في بلدة جاسم بريف درعا الغربي، إضافة لمشفى تل شهاب الذي خسر اثنين من كوادره جراء انفجار المازوت قبل أسبوعين، لتتكرر هذه الحادثة مجددا منذ أيام بمشفى الطيبة بريف درعا الشرقي، ولحسن الحظ؛ تسبب انفجار المازوت بأضرار مادية فقط.
وقال الطبيب يعرب الزعبي، مدير أحد المشافي الميدانية بدرعا، إن الإهمال سبّب انفجار المازوت واشتعاله في عدد من المشافي، مطالبا الجهات الداعمة بتوفير ودعم شراء مازوت تدفئة للمشافي، كما يتم دعم مازوت السيارات والمولدات.
وأضاف لـ"
عربي21" أن "المازوت الأنباري يتم شراؤه لانخفاض سعره، مع بروز عدة إشارات استفهام حوله، وبالرغم من استمرار الأنباء عن حدوث حالات انفجار هنا وهناك بسببه؛ إلا أنه يحافظ على الصدارة والمنافسة في السوق، حيث يجده الأهالي المخرج الوحيد أمامهم بسبب نفاد الحطب الذي كان يعد المنافس الوحيد المحتمل للديزل الأنباري".
لا خيار سوى "الأنباري"
من جهته؛ قال المواطن في ريف درعا، أبو أنس، إنه "ليس أمامي خيار سوى شراء المازوت الأنباري لتدفئة صغاري من البرد"، مشيرا إلى أن سعر طن الحطب بلغ 70 ألف ليرة سورية، ولتر المازوت النظامي 350 ألف ليرة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "المازوت الأنباري بالنسبة لي هو الخيار الأفضل اقتصاديا، بالرغم من مخاطره التي من الممكن أن نتغلب عليها، في حال التأكد من نوعه، فهو يصل إلينا بعدة أنواع ومستويات مختلفة".
وتابع أبو أنس: "وضعنا المادي لا يسمح لنا بالاختيار والانتقاء بين أجود المواد وأفضلها، وإنما يؤهلنا فقط لتأمين بعض الليالي الدافئة لأطفالنا، والتي نأمل أن أن لا تنتهي بكوابيس مؤلمة بعد انتشار معلومات تفيد بحدوث بعض الانفجارات نتيجة سوء تكرير المازوت الأنباري، وخلطه بمواد عديدة مساعدة على الانفجار".
ويبلغ سعر لتر المازوت الأنباري 250 ليرة سورية، أي ما يقارب نصف دولار واحد، وهو سعر منافس جدا لمازوت النظام الذي يهرب للمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الثورية.