مستشرق روسي يتهم الرياض وحلفاءها بالعمل لتقسيم سوريا
موسكو- عربي2117-Jan-1701:23 AM
شارك
محمد بن نايف محمد بن سلمان - أ ف ب
اتهم مستشرق روسي الرياض والتحالف الإسلامي الذي تقوده بالعمل على تقسيم سوريا بما يناسبها.
وقال المحلل السياسي والمستشرق ألكسندر سوتنيتشينكو، الثلاثاء، معلقا على قرار التحالف الإسلامي المشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة، إن السعودية وغيرها من دول التحالف الإسلامي شاركت سابقا في عمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب و"تنظيم الدولة"، ولكن "مشاركتها اقتصرت على غارات جوية نادرة العدد، وفي المناطق الأكثر مناسبة لها نفسها، كما فعلت في ليبيا، وشنت عددا من الغارات في العراق".
وقال الخبير بصحيفة "فزغلياد" إن الولايات المتحدة وحلفاءها مهتمون الآن بجذب قوات أجنبية من أجل تقسيم سوريا في المقام الأول. ولعل تفعيل دور دول التحالف الإسلامي الآن يشي برغبتهم في مواكبة التقسيم والحصول على حصة.
ولا يتوقع الخبير دخول بلدان التحالف في مواجهة عسكرية جدية إلى جانب الأمريكيين؛ لأن "السعودية والعديد من حلفائها (خاصة الإمارات العربية المتحدة) غارقون في حرب اليمن". أما البلدان الأخرى، فإما أن إمكانياتها محدودة، أو أنها "فضلت الاعتزال"، ولا تشارك واقعيا في الأزمة السورية حاليا مثل قطر.
وأكد الخبير أن مشاركة هذه الدول في عملية برية ممكن فقط في حال ممارسة الولايات المتحدة ضغطا شديدا على حكوماتها.
كما لا يرى سوتنيتشينكو أملا بمشاركة "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية "كتفا لكتف" في حرب برية، إلى جانب جيوش دول الخليج (الذي اتهمها بدعم تنظيم الدولة)؛ من أجل تحرير الرقة من تنظيم الدولة.
واستبعد الخبير "مشاركة عسكرية برية لقوات بلدان التحالف الإسلامي في سوريا والعراق"، ويؤكد أن الأمر سيقتصر على الأرجح على زيادة عدد الطلعات الجوية التي على العموم لن يكون لها تأثير جدي على الوضع.
ويعتقد الخبير الروسي بوجود خطر حقيقي يهدد وحدة الأراضي السورية، بما في ذلك في حال القضاء السريع على تنظيم "الدولة" في الموصل العراقية.
وقال إن "قوات التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة، وبخاصة قوات بلدان الخليج، ستعبر الحدود العراقية-السورية وتبدأ الهجوم ضد "داعش" من الشرق نحو الغرب، وبالتالي ستحكم السيطرة على جزء كبير من الأراضي، التي سترفض إعادتها إلى الدولة السورية".
وذكر أن على روسيا وسوريا أن تفكرا مليا بمن سيقوم بتحرير سوريا من تنظيم "الدولة". فإذا ما كان الكرد هم من سيقومون بذلك تحت إشراف واشنطن ومساندتها، فإن سوريا ستتحول إلى Fale-state "دولة فاشلة" على الطريقة العراقية، مشير إلى أن "تفكك سوريا، واستمرار الحرب الأهلية على أرضها، يصبحان أمرا لا مفر منه لعدة سنوات لاحقة".
وقال إنه "في حال إتمام عملية تحرير البلاد من الشرق، من العراق على يد الكرد، بمساندة الولايات المتحدة أيضا ودول الخليج، فإن هذا سينتهي أيضا بتقسيم البلاد وفقدان القيادة السورية غالبية حقول النفط في منطقة دير الزور. وعلى الأرجح، فإن التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة يوجه أنظاره إلى هناك".
وقال في ختام حديثه إن "من مصلحة روسيا وسوريا في الوقت الراهن، وبأسرع وقت ممكن، تطهير البلاد من تنظيم "داعش"، بالاعتماد على قواهما الذاتية".