تواصل قوات الاحتلال اقتحامها لمنزل الشاب باسل الأعرج 28 عاما والتنكيل بعائلته وتدمير أثاثه بصورة متكررة، في قرية الولجة قضاء مدينة بيت لحم وسط الضفة الغربية .
وتعود قصة الشاب الأعرج المطلوب لقوات الاحتلال
الإسرائيلية عقب اختفائه مع عدد من أصدقائه في أواخر شهر آذار / مارس من العام الماضي لعدة أسابيع ، وليتم بعد ذلك اعتقالهم من قبل أجهزة السلطة
الفلسطينية.
واتهم الشبان المعتقلون حينها بالنية والإعداد لتنفيذ عملية عسكرية ضد قوات
الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما نفوه جملة وتفصيلا.
وعقب إضراب عن الطعام نفذه الشباب المعتقلون احتجاجا على اعتقالهم دون تهمة، قررت محكمة فلسطينية إطلاق سراحهم في التاسع من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال الشبان تباعا باستثناء الشاب الأعرج الذي بقي متواريا عن الأنظار.
وتقوم قوات الاحتلال بشكل شبه يومي باقتحام منزل الأعرج لمحاولة اعتقاله دون جدوى، فيما تؤكد عائلته انقطاع جميع الأخبار عنه منذ إطلاق سراحه من سجون السلطة الفلسطينية.
وصباح امس الثلاثاء اقتحم الاحتلال منازل أعمام الأعرج وأقربائه، وقام باستدعائهم جميعا للمقابلة إضافة لوالدته اليوم الأربعاء وذلك للضغط عليه لتسليم نفسه.
من هو الأعرج
الشاب باسل الأعرج هو خريج تخصص الصيدلة من الجامعات المصرية، وعمل في مجاله قرب القدس، وكان ناشطا جماهيريا تصدر المظاهرات الشعبية الداعمة لمقاطعة إسرائيل، ومن أبرزها الاحتجاجات على زيارة وزير دفاع جيش الاحتلال السابق "شاؤول موفاز" عام 2012، حيث تعرض للضرب من الأمن الفلسطيني وأصيب على إثرها بجراح.
واشتهر الأعرج بمقالاته العميقة الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي والداعية لمقاطعة جميع أشكال الحياة معه في فلسطين وخارجها.
وعمل الأعرج في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني، وصولا للاحتلال الإسرائيلي وذلك من خلال تنظيم رحلات ميدانية لمجموعات شبابية متنوعة للتعريف بها على أرض الواقع.
ومن أهم التدوينات المسجلة للأعرج حديثه عن حرب العصابات بوصفها "قاطع طرق بمشروع سياسي، إضافة للمراحل التي مرت بها ثورة 1936، وفي كتيبة الجيش العراقي التي قاتلت في فلسطين عام 1948، ونموذج ريف مدينة جنين في المقاومة قديما وحديثا، وأهم عمليات المقاومة الحديثة عام 2002 في واد النصارى بمدينة الخليل.
الثقافة الواسعة التي يتمتع بها الأعرج صقلت شخصيته في مخاطبة الشبان والحديث معهم في القضايا الوطنية الفلسطينية كما يقول أصدقاؤه.
ماذا يقول الأصدقاء
الصحفي المصور فادي العاروري قال إن المرة الأولى التي التقى فيها بباسل الأعرج لم يأخذه على محمل الجد، وظنه شخص هزلي.
وأضاف العاروري في حديث مع "
عربي21" :"لاحقا عند النقاش في قضايا جدية مع باسل، تدرك أنك تقف أمام إنسان مثقف ولديه وعي لا تجده عند أي شخص آخر".
وقال العاروري :"إن أسلوب الأعرج هو فريد من نوعه، قد يستفز البعض أحيانا، وتختلف معه في أحيان أخرى، ولكنه يجبرك على أن تحبه وتحترمه".
من جهته وصف الصحفي حسين شجاعية وهو صديق للأعرج بأنه من الأشخاص المثقفين بالجغرافيا والتاريخ.
وأضاف شجاعية في حديث مع "
عربي21" :"إنه مثقف بتاريخ الأرض والمقاومة، وكان في كل رحلة تجوال لديه العديد من التاريخ السردي للمنطقة، عن المعارك والفدائيين الذين استشهدوا فيها".
ووصف شجاعة باسل بأنه يحمل ثقافة جمعها من الكتب والرواية الشفهية وكثير من القصص التي كان يرويها موثقة في كتب التاريخ المحلي، أو كما قال.
وختم الصحفي قوله إن باسل كان صديقا لجميع الصحفيين الفلسطينيين، وكان يوجه الكثير منهم لمقابلة فلسطينيين لديهم تاريخ شفوي مهم في مقاومة الاحتلال البريطاني ومعارك النكبة، ومن المهم تسليط الضوء على مثل هذه الشخصيات.
وعد كثير من النشطاء الفلسطينيين استطاعة الأعرج التواري عن أعين قوات الاحتلال ورفضه تسليم نفسه ما هو إلا نجاح للشاب المثقف كما وصفوه، إضافة لفشل إسرائيلي استخباري من الوصول إليه.
الأعرج متحدثا عن ثورة 1936 الفلسطينية
الأعرج في حديث آخر عن حرب العصابات
فيديو آخر خلال الحديث عن عملية زقاق الموت في الخليل